.
تابع :
يأتي رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام فيخبره بعجبٍ رآه، فيأمر النبي عليه الصلاة والسلام المنادي بأن ينادي بالناس، فيجتمع الناس فيخطب فيهم النبي عليه الصلاة والسلام خطبة تناسب الحدث وكان مما قال فيها : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ، وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ، وَشِرَاكُ نَعْلِهِ، وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ .
فينقله الصحابة رضي الله عنهم تسليمًا وتصديقًا بحتمية وقوعه كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام ، فانظر إلى قوة الإيمان والتسليم ، واعجب ممن يقول: أنه يخفي عليهم بعض الأمور خشية أن يتزعزع إيمانهم! ويرى أن هذا أمرًا تافهًا عاديًا وإنما الاختبار الحقيقي لو قال لهم: أن الأرض تدور وتجري مثل الشمس والقمر!!! فهنا تتبين حقيقة إيمانهم وتسليمهم !!
فالذي يحدد قوة الإيمان عند هؤلاء المنهزمون هو ما جاء عن كوبر نيكوس وعن الغرب! فالصحابة لو أخبرهم النبي عليه الصلاة والسلام بما جاء به كوبر نيكوس لما صدقوه لهشاشة إيمانهم وعدم استيعاب عقولهم مثل هذه الأمور العظيمة، لذلك كان عليه الصلاة والسلام يُلغزها ولا يبينها بوضوح تام !
ولكن ماذا قال هؤلاء أصحاب العقول السليمة الصحيحة ، والإيمان القوي الراسخ ؟ !
قالوا : أن معنى الفخذ تخبر الرجل هو ( الجوال والبيجر ) !! قالوا : لأن الرجل يضعه في جيبه قرب فخذه !
قلنا : سبحان الله ! وهل الذي أخبر الرجل إنسان آخر أم فخذه ؟
قالوا : إنسان آخر .
قلنا : ولو قال أحد في هذه الحال أن الذي يخبرني هو الفخذ وليس إنسان آخر وأصر على هذا، لأجمعنا على كذبه ! ولشككنا في عقله أليس كذلك ؟
فهل كان النبي عليه الصلاة والسلام وهو أفصح العرب عييًا لهذه الدرجة ، بحيث يعجز أن يصف مهمة الجوال ؟! فيقول أن الفخذ تخبر الرجل ، وهو يقصد أن الذي يخبره إنسان آخر ، فهل النبي عليه الصلاة والسلام عجز أن يفصح عن مقصده ، وعجز أن يبين عما في نفسه إلا بهذا الأسلوب المضلل الذي يحمل الكذب ؟ !
إن لم يكن هذا طعنًا في فصاحة النبي عليه الصلاة والسلام ، فلا أدري ماذا أسميه .
فانظر إلى هذه العقول واعجب ، عجزت عن استيعاب الخبر ، فاتهمت عقول الصحابة رضي الله عنهم وإيمانهم ! بل أعظم من هذا طعنت في فصاحة النبي عليه الصلاة والسلام .
وانظر إلى إيمان التسليم ، وانظر إلى إيمان الفلاتر !
لنا لقاء بمشيئة الله
<
.