عرض مشاركة واحدة
  #9 (permalink)  
قديم 15-06-2020, 03:21 PM
alharbe12 alharbe12 غير متصل
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2020
المشاركات: 62
معدل تقييم المستوى: 10
alharbe12 يستحق التميز
رد: الأعور الدجال حقيقة أم مجاز ؟ ( تحقيق وبيان )

.


تابع :


لعل قائل يقول : أين ذكر الدجال ، والموضوع مخصص له ؟


فأقول : ما سبق كان بمثابة المقدمة والتمهيد للموضوع ، وذلك لأهمية تلك القواعد ، وبيان خطورة إهمالها والتغافل عنها عند مناقشة هؤلاء المحرفين أو الناقلين .


وقد جاء الآن وقت الشروع للرد على من حرف معنى ( الدجال ) فقد قال بعضهم : أن المقصود بالدجال هو الحضارة الغربية ! وقال آخرون : المقصود به أمة من الأمم ، وقيل غير ذلك !


ولعلي أبدأ بهذا الحديث ، تذكروه جيدًا ، وتذكروا القواعد السابقة .


قال عليه الصلاة والسلام ( إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا إن مسيح الدجال رجل قصير أفحج جعد أعور مطموس العين ليس بناتئة ولا حجراء فإن ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور ) صححه الألباني .


المؤمنون يؤمنون إيمانًا قاطعًا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أحرص على الأمة من هؤلاء المحرفين لكلامه ، وهو أقدر على البيان والإيضاح منهم ، وهو أنصح الخلق للخلق صلوات الله وسلامه عليه .

وكلنا يؤمن أنه عليه الصلاة والسلام بلغ البلاغ المبين ، بخطاب يفهمه الأمي فضلًا عن المتعلم ، ورجل البادية وإن صعب عليه معرفة اللفظ إلا أنه مع بيان معنى اللفظ فإنه سيعقل المراد ، وهذا مصداقًا لقوله عليه السلام ( تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ... ) أو كما قال .


ومن يأتي مشككًا في هذا الأمر فإنه يطعن في فصاحة النبي عليه الصلاة والسلام ، وأنه قصر في التبليغ والتحذير .


وما جاء به هؤلاء المحرفون لهو طعن صريح في بلاغ النبي عليه الصلاة والسلام بل يصل الأمر إلى اتهام النبي عليه الصلاة والسلام بأنه ضلل الأمة أعظم ضلال ، في أعظم فتنة تمر على البشرية .


وقد يقول قائل في هذا الحديث قال النبي عليه الصلام ( إن مسيح الدجال ) فهذا يعني أن الدجال شيء آخر غير هذا الرجل القصير الأعور ، فهذا الرجل مسيحه !

فنقول : لم يرد في الصحيحين حديث عن الدجال بهذا اللفظ إلا في قصة ( تميم الداري رضي الله عنه ) في صحيح مسلم رحمه الله ، أما البخاري رحمه الله فلم يأت فيه هذا اللفظ .

فكل ما في الصحيحين حتى صحيح مسلم ( عدا هذا الموضع ) يرد بلفظ ( المسيح الدجال ) حتى أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يتعوذ من فتنة ( المسيح الدجال ) ويحذر أمته ويحدث أصحابه بهذا اللفظ .

ولا تعارض ! فهذا الرجل رجل دجل وضلالة فهو مسيح الضلالة ، كما أن عيسى عليه السلام مسيح هدى وهداية فهو مسيح الهدى .


فالدجال الذي خاف الأنبياء عليهم السلام على أقوامهم منه وحذروهم منه ، هو رجل وليس شيء آخر .



وقد تمسك هؤلاء المحرفين بأمور ليُروجوا بها تحريفهم ! فمما تمسك به بعض هؤلاء المحرفين هو أن أحاديث الدجال وردت في معرض الإخبار عن رؤيا ، فأخذ يؤول هذه الرؤيا بلا دليل يثبت صحة تأويله .

وتمسكوا بأشياء أخر سيأتي ذكرها والرد عليها إن شاء الله

.



لنا لقاء بمشيئة الله .


<



.