.
تابع :
ونجد أحد كبار أدعياء المعرفة بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة ، يُحقر الصحابة رضي الله عنهم ، محرفًا لكلام النبي عليه الصلاة والسلام لغير ما قُصد له، لافتتانه بما يقوله الغرب !
فيهوي بعقله ساحبًا معه عقول المشاهدين إلى دركات سفلى من التفكير، في سبيل رفع العقل الغربي درجات عليا في سمو التفكير، فيقول عن الباعث لحديث سجود الشمس تحت العرش : ( بتصرف )
أن النبي عليه الصلاة والسلام أراد أن يعلم البدو** في ذلك الزمان هذه الحقيقة ، أن يُنسب كل حركة في الكون إلى الله سبحانه وتعالى ، وأن الشمس مأمورة بأمره .
انتهى المقصود
هكذا ينظر إلى الصحابة رضي الله عنهم ، وهكذا يصورهم للناس على أنهم
بدو ** لم يستوعبوا ما يحفظونه في صدورهم من الآيات المكية، ولا كأن توحيد الربوبية راسخ في قلوبهم، بل من المعلوم من القرآن العظيم أن مشركي العرب في ذلك الوقت كانوا مقرين بتوحيد الربوبية وأن الله خالق السموات والأرض وما بينهما والمتصرف فيهما .
ومن يقرأ هذا الحديث بل حتى من لا يعرف القراءة ويسمع الحديث، يتبين له أن الحديث سيق لما هو أخص من مجرد الإخبار بغروب الشمس، فالحديث سيق لجواب (
أتدرون أين تذهب هذه الشمس ؟) إنه إخبار عن أمر لا يعلم عنه الصحابة رضي الله عنهم، ولن يصل إليه أحد إلا عن طريق الوحي، فليس أمام السامع إلا التصديق والتسليم .
فيأتي هذا الرجل في سبيل رفع الحضارة الغربية، يُحقر الصحابة رضي الله عنهم، ويحرف كلام النبي عليه الصلاة والسلام لغير ما قُصد له !
إننا إذا رضينا مثل هذا عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضينا بأن يُتعامل مع النصوص بهذه الطريقة ، فإننا سنبقى في الدركات السفلى من التفكير التي سحبنا لها هذا الرجل، وسنرفع رؤوسنا كأقزام نتطلع إلى الحضارة الغربية في درجاتها العليا .
أنا لا أريد أن أذكر الأسماء، ولكن عندما أقول أنه من الكبار، فاعلموا أنه من كبار أدعياء المعرفة بالإعجاز العلمي، وله برامج وأشرطة وكتب، وله شهرة واسعة عند الناس !
تم بحمد الله
ـــــــــــــــــــــــ
**
ملاحظة : هو يقول كلمة ( بدو ) ومن السياق يقصد أنهم متخلفون جهال لا يفهمون ، وقد تكررت منه هذه الكلمة في غير هذا الموضع
.