.
تابع :
المفهوم من كلام ذلك المتكلف أن جملة ( الشمس تأتي من المشرق ) أقوى في الدلالة على تحرك الشمس ودورانها حول الأرض من قول ( إن الله يأتي بالشمس من المشرق ) ، وهذا غلط !
فالمقام مقام تحدي ومناظرة وإظهار قدرة الله سبحانه وأنه هو الرب المستحق للعبودية، وأن كل ما في السموات والأرض مسخر بأمره وتحت سلطانه ، فاستدل بحركة الشمس ومجيئها من المشرق على صحة اعتقاده.
أي أن الله عز وجل هو الذي يأمر الشمس بهذه الحركة وهي مجبورة على تنفيذ هذا الأمر ، فإن كنت أيها المدعي الكافر صادقًا فيما تقول فمرها أن تخالف أمر الله .
أما لو قال: ( الشمس تأتي من المشرق ) لوجد المؤمنون بالنظرية منفذًا وقالوا : هذه حركة ظاهرية كما لو كنت تسير في السيارة فإن نهاية الطريق تأتي إليك، فكذلك الأرض تدور فيظن ساكنيها أن الشمس هي من تأتي وتطلع وتشرق وتذهب وتغرب ، ويكون على هذا الرأي للمجادل باب وحجته لم تنقطع ( كما سيأتي بيانه بمشيئة الله ) !
وأنا أقسم أن هؤلاء المتكلفون سيقولون هذا ! وربما يتعجب متعجب فيقول : كيف ولماذا تقسم ؟ فأجيبه :
ألم يقولوا في قوله تعالى : فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ
أن المعنى أنها تأفل في الظاهر لنا ؟؟ فهل تجد فرقًا بين جملة الشمس تأتي ، وجملة الشمس تأفل ؟
فانظر إلى الهوى واعجب من صنيعهم في الإسلوب وتناقضهم ! جعلوه هنا ضعيف الدلالة وبحاجة إلى تأويل ، ولو قيل هناك لكان قوي الدلالة ولآمنا به !!
فقول الخليل عليه السلام أقوى وأصرح في الدلالة، وردٌ على هؤلاء المتكلفين المهووسون بالنظرية ، وخصوصًا أنه عليه السلام كان في مناظرة ومحاججة وتحدي .
ولكن لو قال هذا المدعي الكافر : يا إبراهيم ................
لنا لقاء بمشيئة الله .
<
.