.
تابع :
وقد يقول قائل : أن الكافر بُهت في أصل موضوع المناظرة وهو عدم قدرته على إثبات ربوبيته وعجزه عن التحكم في سير الشمس ، فأقول له :
أنت تؤمن وجميع المسلمين يؤمنون بأن حجج الأنبياء وبراهين القرآن توجب التصديق بها لكل من حضرها أو سمعها، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يُقبل الطعن فيها أو في جزء منها من أجل ضمان سلامة نتيجة الحجة من الطعن !
فعندما تناقش أحد الملاحدة في هذه الآية وترد عليه بردك هذا، فهذا يعني أنك تقر بتخطئة كلام إبراهيم عليه السلام عن الشمس، وتوافق من قال من الملاحدة ( بالمعنى ): أن إبراهيم نسب لربه فعلًا تبين أنه خطأ ! فالمهم عندك النتيجة النهائية للمناظرة، ولا تستطيع أن ترد على هذا الملحد ! وهذا في الحقيقة هروب متضمن للطعن في الخليل عليه السلام .
الملحد سيقول لك : في هذه المناظرة لدينا أربع احتمالات في مسألة دوران الأرض :
1- إما أن إبراهيم - عليه السلام - وخصمه لا يعلمان عن هذه المسألة شيئًا .
2- إما أن إبراهيم - عليه السلام - لا يعلم عنها شيئًا بعكس خصمه .
3- إما أن إبراهيم - عليه السلام - يعلم هذه المسألة بعكس خصمه .
4- إما أن إبراهيم - عليه السلام - وخصمه يعلمان هذه المسألة .
ونحن نقول ردًا على هذه الاحتمالات وبيانها لك :
الأول والثاني : فيهما نسبة الجهل لإبراهيم - عليه السلام - ولا أظن أن مسلمًا يقول بهذا، وخصوصًا أن القرآن يقول: وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ
قبل حكاية المناظرة مع قومه التي نسب الأفول فيها إلى الشمس ، فالمسلم لابد أن يعتقد جازمًا أن إبراهيم عليه السلام كان يتكلم عن علم .
الثالث: فيه أن إبراهيم - عليه السلام - تكلم بخلاف الواقع في حقيقة الأمر، وأنت تعلم ماذا يعني هذا القول، وهذا يُقال عن الرابع أيضًا، وفيه أن الخصم انقطع لجهله، فلو كان يعلم حقيقة الأمر لاعترض على كلام إبراهيم - عليه السلام - ولو من باب المغالطة والتشويش كما فعل في الإحياء والإماتة . وبيان هذا في :
الرابع: قال علي منصور كيالي : أن إبراهيم عليه السلام طلب من الكافر أن يعكس دوران الأرض .
ولهذا لقاء بمشيئة الله
<
.