أوقفت السيارة فورا بحركة لاارادية ...
لم ألمس ذلك الجوال وهو يردد تلك النغمة ..
فقط كنت أتساءل ...
كيف يعمل هذا الجوال ؟؟
تلك القطعة النحاسية التي توضع بداخله ليتدفق وينبض فيه الارسال غير موجودة ..
أي سحر هذا ؟؟
مزيج من الخوف والتردد والفضول كانت تمتزج بداخلي ...
وكانت النصرة للأخير ..
نعم الفضول ..
ألتقطت الجهاز ..
وفتحته ..
وصدق ظني ..
كانت رسالة نصية ..
رسالة كانت تنظر القراءة ..
وكانت من رقم واحد ..
رقم معروف جدا ..
أنه اللص ..
علي ..
سائق الاسعاف ..
#######
كانت الرسالة غامضة ..
فقط كانت تحوي عبارة واحدة ورقمين ..
كانت الرسالة تقول ..
" المقبرة 14 " !!
أندهشت كثيرا ...
مالذي تعنيه هذه الرسالة ؟؟
كان يساورني شك أن مرسل هذه الرسالة هو من يطلب الكتاب ..
ورسالته هذه كانت مساعدة منه لي ..
كانت أشبه بالمفتاح ..
ولكن ؟؟
أين القفل ؟؟
نعم أين القفل حتى يمكنني أستخدام هذا الحل ..
المقبرة تلك كبيرة ..
كيف سأجد ذلك الكتاب ؟؟
كانت تساؤلاتي تلك تبدو بلا نهاية ..
صرت أشعر وكأن أطرافي بلا حراك ..
وكأنها ترفض الاستمرار في هذا الرعب ..
الان فقط عرفت أن تلك المعلومة التي قرأتها في تلك المجلة صحيحة ..
المعلومة كانت تقول :
أنه كلما أزداد المرء حيرة وغموض صار أقرب الى الشلل النصفي **
______________________________ __________ ____
**حقيقة علمية
______________________________ __________ ____
أقسم أنني أشعر وكأنني مشلول تماما ..
كنت ماازال اسير ...
تجاوزت تلك المقبرة ..
لااعلم لماذا كنت اتعمد تجاوزها ..
كنت امني نفسي بالذهاب الى تلك المزرعة المهجورة على أمل أن أجد والد ناصر ..
أو ناصر ..
أو حتى اللص علي ..
رغم صعوبة الموقف عند مواجهتهم الا انني افضل صحبة احدهم على البقاء وحيدا هكذا ..
عدت للنظر حولي ...
أترقب تلك المزرعة من بعيد ..
ثم ...
ماهذا ؟؟
غير معقول !!
كانت الاضاءة الخاصة بالوقود مضيئة ..
وأضاءتها كانت تعلن قرب نفاذ الوقود من سيارتي ..
كيف يحدث ذلك ؟؟
لقد تزودت قبل وصولي الى هذه المنطقة بالوقود ..
كيف يحدث هذا ؟؟
واصلت السير حتى توقفت تماما أمام تلك المزرعة المهجورة ..
كانت تماما كما هي ..
البوابة الرئيسية مفتوحة ..
ترددت كثيرا في الدخول ..
في تلك اللحظة كانت هناك رائحة وقود واضحة ..
كانت قوية جدا ..
بدأت بالدوران حول سيارتي ..
وفعلا ..
وجدت ماكنت أخشاه ..
شخص ما عبث بخزان الوقود ..
كان مثقوبا ..
شخص ما تعمد ذلك ..
شخص كان قد تعمد أن يثقب الخزان بطريقة ذكية ..
طريقة تضمن عدم خروجي من هنا ....
على الاقل .....
###########
المقطع الثاني : بين القبور !!
كان الشيخ سلمان يتبادل نظرات القلق مع ابا سعيد ..
ابا سعيد كان رجل يجيد قراءة تعابير وجه من امامه ..
كان يستشعر أمرا ما من تصرفات الشيخ سلمان ..
كان يشعر بأن الشيخ سلمان يخفي أمرا ما ..
قطع الصمت بينهما طرقات زوجة الشيخ سلمان لباب الصالة كتعبير لنداء زوجها ..
كانت تتهامس والشيخ سلمان بصوت خفيف ..
لم يكن ابا سعيد يستطيع تمييز أي شي من هذا الكلام ..
كل ماكان يجول بخاطره وقتها ..
أن الشيخ سلمان يخفي أمرا ما ...
أمرا مجهول عن الجميع ..
مضت دقائق ...
ثم عاد الشيخ سلمان ...
كان يرى القلق البادي على وجه ابا سعيد ..
بدى الشيخ سلمان مرتبكا على غير عادته المعروفة بالهدوء ..
كان ابا سعيد يطيل النظر في الشيخ سلمان ..
مما جعل الشيخ السلمان يعاجل بقوله :
أبا سعيد لدينا مشكلة ..
أجاب ابا سعيد بحذر ...
أي مشكلة ؟؟
أستطرد الشيخ : أم ناصر تعاني من نوبات شيطانية وعلاجها يتطلب أن نحصن الغرف ومحيطها وأسقفها بالحناء المذكور عليه اسم الله **
______________________________ __________ _______
** حقيقة ..
بعض الجن يهوى العبث تماما كما يهواه بعض الناس ..
فهو يسكن المريض حتى اذا ماذهب المريض الى شيخ أو راقي فسرعان مايهرب اذا احس بخطورة القراءة ..
وهنا يختلف ذكاء وقوة وحنكة القراء وخبراتهم ..
فيتم وضع حناء ممزوج بماء مرقي ويتم تلطيخ اجزاء من الجدران والاسقف وزوايا المكان حتى تصبح كالسجن لذلك الشيطان ..
ومن رحمة الله ان الشيطان لايستطيع الهرب من هذه الحيلة ..
______________________________ __________ ________
تعجب ابا سعيد قليلا ثم قال : توكل على الله أذن ..
ثم أنصرف الشيخ تاركا ابا سعيد في تلك الغرفة واغلق الباب بهدوء وراءه ...
ظل ابا سعيد قرابة الـ 20 دقيقة ينتظر ..
الغريب هو الهدوء الذي كان يلف المنزل ..
كان يتوقع أن يسمع صرخات أو ضحكات كالتي سمعها وقت القراءة ..
ولكن لااثر لكل ذلك ..
بدأ القلق يتسلل الى نفس ابا سعيد ..
فبدأ ينادي ياشيخ سلمان ...
ياشيخ سلمان ..
لم يجيبه أحد ..
كرر النداء ..
ولكن مامن مجيب ..
اتجه ابا سعيد الى باب الغرفة ليستطلع الخبر ...
ولكن ...
كانت هناك مفاجأة ...
الباب كان مغلقا من الخارج ...
والشيخ سلمان تعمد حبس ابا سعيد ...
لماذا ؟؟؟
###############
بدأ القلق يدب في كل أنحاء جسمي ...
أصبحت عليقا في هذا المكان ..
سيارتي بلا وقود ...
ماذا سأفعل الان ؟؟
كررت النظر الى ذلك المنزل المهجور ..
كان كما هو ...
مخيفا ..
كئيبا ...
والغريب ان صوت الانين الذي سمعته سابقا لازال يتكرر بصوت خافت ..
لااعلم مصدره ..
كان وكأنه ينتشر في الفضاء ..
تراجعت وقررت العودة الى المقبرة ..
نعم هناك مفتاح كل الاسرار ...
يجب ان ابحث عن ذلك الكتاب مهما كلف الثمن ..
أنطلقت أركض ..
كانت سيارتي وقتها قد فرغت تماما من الوقود ..
سأقطع كل تلك المسافة أجري ..
لايهم سأجري ...
وأنطلقت بسرعة لم أتذكر أنني عدوت بمثلها من قبل ..
كان الخوف هو الوقود الاول لي ..
واصلت حتى بدت تظهر لي تلك المقبرة ..
كانت كما هي ساكنة ..
كان ذلك البئر يتوسطها كأم تحتضن طفل رضيع ..
كان بينهما تناسق غريب وعجيب ..
وصلت الى المقبرة تماما ..
توقفت لحظة ..
لااعلم لماذا توقفت ؟؟
هل كنت أريد ألتقاط أنفاسي ؟؟
أم أن حالة التردد بدأت تعود من جديد ...
كانت فكرة تعطل سيارتي وصعوبة الخروج من هذا المكان ..
أضافة الى امنيتي بالعثور على صديقي ناصر ووالده تدفعاني دفعا الى تلك القبور ..
كنت اسير بين تلك القبور كالضائع ..
مئات من القبور ...
كيف لي أن أبحث بداخلها ؟؟
كان الامر محيرا ..
بل ومحيرا جدا ...
بدأت أقلب بيدي التراب حول بعض القبور علي أجد مايمكنني الاستدلال به ..
بدأ التعب يعتليني ...
واصلت بحثي ..
وجدت نفسي أنساق الى ذلك البئر ...
نظرت فيه ..
كانت المياه راكدة ..
وتصدر منها رائحة كريهة ...
لم يكن هناك أي شي واضح حول هذا البئر ..
أحسست بالتعب ..
ألقيت بجسمي على الارض ...
كنت أعيد شريط بداية الاحداث ..
وكيف بدأت تلك الامور ..
أمور قديمة يجمع الكل على أنها قبل 14 سنة مضت ..
كيف لي أن .....
نعم ...
صحيح ...
كيف نسيت تلك الرسالة ...
رسالة اللص علي ..
كانت تقول : " المقبرة 14 "
أنا الان في المقبرة كما طلب ...
ولكن ماذا يقصد بـ 14 ؟؟؟
كررت النظر الى المقبرة ..
لم أجد مايمكن أن يسوقني الى الرقم 14 ..
أعدت النظر الى البئر ..
هو كذلك لم يكن يرشدني لشي ...
أحسست بالضياع ..
تقدمت قليلا ..
فخطرت لي فكرة ...
سأبدأ بعد القبور ..
لماذا لااختار العد من احدى الجهات ..؟؟
فربما توصلت لحل ..
كانت المقبرة ذات شكل دائري ..
مما يصعب عليك اختيار جهة كبداية للعد ..
ثم خطرت لي الفكرة ...
البئر هو الحل ...
صعدت على حافته ..
بدأت أراقب المكان ..
كنت أرى هناك في طرف المقبرة صخرة كبيرة ..
غريبة ..
كيف لم أشاهدها من قبل ؟؟
نزلت بسرعة ...
كنت أتنقل بين القبور حتى وصلت اليها ..
كانت تحتل ركنا واضحا من المقبرة ..
والاغرب كانت القبور التي تبدأ من تحتها تصطف بشكل غريب ..
وكأنها قطار متتالي ..
كانت تختلف عن القبور الاخرى لمن ينظر اليها من هذه الجهة فقط ..
كانت وكأنها صنعت لهدف ما ...
تركت التفكير في كل الاجابات ..
وبدأت العد ...
1
2
3
.....
حتى وصلت الى الرقم 14
كان قبرا عاديا كسابقيه ..
تأملته ..
كانت عليه نقوش غير واضحة ..
كانت مكتوبة على رأس القبر ..
بدأت أحاول جاهدا بيدي أن أنظف تلك النقوش حتى أستطيع فهمها ..
كنت أفرك بشدة ..
ثم ...
أحسست بشي غريب ...
شي أشبه بالزلزال ..
كانت الارض تتحرك من تحتي ...
أبتعدت ..
كان ذلك القبر ينهار جزءه العلوي تماما ..
سقط الى الاسفل تاركا سحابة صغيرة من التراب تتطاير ..
بقيت متجمدا لحظات ..
حتى عاد الهدوء الى المكان ..
ثم تقدمت بهدوء ..
كنت أرى ذلك القبر بوضوح ..
سطحه العلوي لم يعد موجودا ..
تقدمت أكثر ...
حتى وصلت حافة القبر ...
وكانت تنتظرني مفاجأة قلبت الموازين تماما ..
ذلك القبر ...
لم يكن قبرا عاديا ...
بل كان يحتوي على سلم ..
نعم سلم خشبي قديم يقود الى أسفل ..
وكان واضحا أنه بات لزاما علي أن أنزل ..
وكان واضحا أنني أسير في الطريق الصحيح ..
نعم الطريق الذي أجهل نهايته ..
ومع كل هذا ...
بدأت في النزول ...
النزول الى الجحيم ...
والى الضياع ...
#############
المقطع الثالث : الكتاب والسكين !!
كانت سيارة الشرطة تقطع تلك الطريق بتباطئ ...
كان قائدها قلقا بعكس زميله الذي كان يغوص في تفكير عميق ..
كان كمن يخشى شي ..
أو فوات شي ..
قاطع هذا الصمت السائق وهو يخاطب زميله :
أتمنى أن أعرف مالذي يجعلنا نطارد هذا الشاب الى العاصمة ثم ألى هنا ؟
كان زميله صامتا وغير مبال بتساؤلاه ..