عرض مشاركة واحدة
  #3 (permalink)  
قديم 15-06-2021, 11:38 PM
عبدالرحمن شمران عبدالرحمن شمران غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2021
المشاركات: 18
معدل تقييم المستوى: 8
عبدالرحمن شمران يستحق التميز
رد: كنت تاجرا في موقع حراج

تألمت .. فتعلمت ! (1)

البدايات هي أصعب شيء ، لم ينم عادل تلك الليلة ، كان مشغولا بنقاشات حادة في الشقة السفلية نقلها لنا فناء الدرج بالاشتراك مع فجوات في الجدار أغلقت بصورة غير متقنة ، سألني عن اللغة التي تجري فيها الحوارات الحادة ، قلت له :
- لا تسألني و لا أدري ..
- و الرائحة ؟
- ليست من شأني .. و ستتعود عليها !
صمت ممتعضا ، لم يعش طوال حياته في جحر بهذا المستوى ،،
- على الأقل إذا سألني أحدهم فسأقول له لقد بدأت من الصفر ،، إننا نعيش الصفر حرفيا !
بعد الإفطار عقدنا اجتماعنا الأول ..
- كم معك في جيبك ..
تراجع برأسه مستنكرا :
- هل تطمع في ثروتي ؟
قلت له بنفاد صبر و بغير رغبة في الهزل :
- كم ؟
- بعد خصم مصروف الغداء و البنزين ؟
نظرت له مطولا ، فهرش رأسه :
- 200 ريال ،، و تبقت أمامي شهرين لأفصل من الجامعة ،، سيتم خلالها صرف شيكين بمبلغ 900 ريال و بعدها يمكن إعلان إفلاسي رسميا ..
- لن تفلس إن شاء الله ،، سنبدأ شركتنا بمبلغ 400 ريال !
- و تقول لي أننا سنبلغ المليون الأولى خلال 3 سنوات ،،
نظرت له :
- من خلال دراستي للفرص المتاحة في الموقع و من خلال متابعة دقيقة للإعلانات المنشورة ، قد نصل للمليون في موعد أبكر بكثير مما هو مقدر ..
هز رأسه من غير اقتناع ،، بدأ في تصفح الإعلانات في الموقع و أنا انشغلت بإعداد الشاي ،،، عدت للصالة بإبريق الشاي لأجده قد لبس ثوبه و تعطر و رجّل شعره :
- إلى أين ؟
- أعطني ال 200 !!
نظرت له و غرقت في الضحك رغما عني :
- و هكذا انتهت القصة قبل أن تبدأ
هز رأسه بحرج و نظر بعيدا :
- إنني معك ،، لكنني وجدت إعلانا لشاشة و أريد شراءها ، إنها فرصة مؤكدة ، لقد شرحت لي بالأمس قواعد شراء الشاشات المستعملة ، و لقد حفظتها عن ظهر قلب و جاء وقت التطبيق العملي ..
- دعني أرى الإعلان لأعطيك رأيي
سحب جواله بصورة لا إرادية
- الموضوع بسيط ،، لا يحتاج كل هذا .. مع السلامة
قالها بعجلة في نفس اللحظة التي امتدت فيها يدي لتسلمه ال 200 ريال


***

مرت ساعة و نصف ،، عاد محبطا ، زرار الياقة محلول و الشعر مبعثر ، قال لي ببرود و هي يوصل سلك الشاشة بالمقبس :
- اشتريت شاشة من فتاة !
ابتسمت و غمزت بعيني :
- و هل سار الأمر على ما ترجو ؟؟
هز كتفه باستهانة :
- لقد وجدت الشاشة عند الباب الخارجي و كلمتني من خلف الباب ،، كان الباب مغلقا !
- طلبت منها تجريب الشاشة ؟
- طلبت لكنها قالت أنها وحدها في الشقة و لا تستطيع تلبية طلبي ..
نظرت نحوه بلوم و أنا أهز رأسي ،، رفع يديه مدافعا عن نفسه :
- شاشة 50 بوصة سامسونج ،، فيها عيب بسيط ، خط جانبي غير مؤثر على جودة الصورة ، من شرحك لي بالأمس سيصل سعرها إلى 400 ريال ، مكسب فوري 200 ريال .
قلت له :
- حجمها ليس 50 بل 42 بوصة ، ألم تقرأ ذلك في الاستيكر الخلفي بعد كلمة (Model) كما علمتك أيها التلميذ النجيب ..
- الحقيقة أنني كنت مشتتا و آآآآ
لم يجد ما يقول فأكملت بأسلوب مسرحي :
- و كان صوتها رقيقا فضاعت علومك
قال بضعف :
- لا لا لا
و أشاح بوجهه ، تظاهر بالانشغال بالبحث عن زر تشغيل الشاشة ،، وجده أخيرا فضغطه لتشع الشاشة لا باللون الأزرق بل بألوان حادة ممزقة ،، نظر عادل مذهولا غير مصدق ،، قلت له :
- الشاشة مكسورة ، ما تنفع بقرش ،، الله يعوض عليك ،، شف لها أقرب زبالة
سحب سلك الشاشة من المقبس بعنف و ضرب به في الجدار بكل قوته ثم استدار و ألقى برأسه بين يديه ،، من كان ليصدق أن هذا الشاب المحطم لفقده 200 ريال هي رأس ماله و كل ما يملكه سيكون في رصيده 100 ألف ريال خلال 13 شهرا من الآن !!

يتبع الجزء 2

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن شمران ; 15-06-2021 الساعة 11:46 PM
رد مع اقتباس