مفاجأة سعيدة !
اعترف لي (عادل) أنه عانى من الضياع ، عانى من فراغ و خوف و اكتئاب بعد تعثره الجامعي ، لكن تجارة المستخدم عالجت كل شيء ، إن لها لذة ! ، لذة مثل لذة الاصطياد ، و عوض اصطياد غزال أو أرنب بري فأنت تصطاد إعلانا من بين إعلانات كثيرة خائبة ، إعلان ذهبي ، تندس تحته مكافأة مالية مجزية ، الاتصال و التفاوض و الخروج بالسيارة و معاينة البضاعة و التحدث مع الناس ثم الإعلان عن بضاعتنا الجديدة ثم حصد الربح ، كل هذا يخلق لك منظومة متكاملة من الأنشطة التي لا تجد بعدها وقتا للملل أو الشكوى .
لقد غيرته هذه التجارة ، أدرك قيمة الوقت ، تعلم الانضباط الداخلي و الصبر ، كان يثور في بداية الأمر من كثرة المشاوير ، من الازدحام المروري ، يثور من استفزاز بعض الباعة و المشترين ، لكنه اليوم شخص آخر ، نشيط ، صافي الذهن ، لبق الحديث و لطيف الجانب كما ينبغي للتاجر أن يكون .
***
في صفقتنا هذه تعرفنا على رفيق جديد اسمه (حسن جلمود ) ، و في صفقتنا هذه تعلمنا أن السماحة تجارة ، و تعلمنا أنه خلف الفرصة قد تكمن فرصة ! ، بدأت الحكاية عندما أدرت شاشة الجوال نحو عادل ،، سألته :
- تحليلك للإعلان؟
قرأ الإعلان بسرعة ثم قال ببساطة :
- جهاز سير احترافي، ماركة عالمية معروفة، ، سعره الأساسي أكثر من ٣٥٠٠ ريال ،الصورة في الإعلان التقطت بأحدث جوال آيفون كما يظهر في النص الآلي للكاميرا أسفل الصورة ، سلسلة المفاتيح على الطاولة في جانب الصورة الأيمن تدل أنه يمتلك سيارة فارهة ، ما يعني مقتنيات ثمينة و أثاث فاخر ، ما يعني فرصة تجارية واعدة !
لم أنبس بكلمة ، اكتفيت بتربيتة إعجاب على كتفه ، أفلحت جولاتنا الاستكشافية على محلات الأثاث و الأجهزة ، تساءل عادل و هو يدقق النظر في الصورة :
- لا زال السير بأكياس المصنع ، لم يستخدمه ربما إلا مرة أو مرتين ، لماذا اشتراه إذن ؟
- لقد اشتراه في لحظة تصميم ثم تبددت العزيمة سريعا ، و صار السير ضيفا ثقيلا في البيت .. ضخم ، صامت ، مقطب ، ينظر له بعتب ، هيا ، تحرك ، شغلني ، أيها السمين ، أيها الخائب !
ابتسم عادل :
- سيتخلص من السير حتى ينسى معركته الخاسرة ضد الوزن.
لحسن الحظ أن خطه الهاتفي كان مفتوحا ، مضى التفاوض بسهولة غير متوقعة ..
- السلام عليكم ….السير الرياضي .. نعم .. لا زال موجودا ؟.. كم المطلوب ؟ .. دفعوا لك ٦٠٠ ؟ ،، حسنا ما رأيك ب ٧٠٠ ؟ ،، موافق ؟ شكرا لك ، سأضيفك الآن على الواتس أب ، أرسل لي موقعك فضلا …
يتبع ....