كل عام وأنتم بألف خير

ترددت كثيرا قبل طرحي للموضوع ولكن مادفعني للكتابة هو وجود الكثير من الأشخاص

الطموحين الذين يحلمون بأفكار خلاقة ومبدعة تنتظر أي مساعدة من أجل

تطبيق تلك الأفكار على أرض الواقع

وللأمانة أنا لم أسرد تجربتي من أجل التجريح أو التشكيك في رسالة هاتان المؤسستان

ولكن فقط وددت أن أوضح لكم العقبات المحطمة التي قد تواجه كل من يحلم بمشروع

خاص به - خاصة الفتيات - وسوف أخبركم لاحقا لماذا قلت الفتيات

في عام 2007 قدمت بطلب قرض من صندوق المئوية لدعم مشروع يهتم بتنمية الهوايات

والمواهب للأطفال والمراهقين

وقبل أن أقوم بتقديم الطلب قمت بعمل دراسة الجدوى شخصيا حتى أنني زرت الكثير

من الأماكن التي تقدم خدمات مشابهة لحدما للخدمات التي يقدمها مشروعي

وقدمت الطلب وبعد فترة وجيزة تلقيت اتصال من أحد موظفي الصندوق ليخبرني

بموعد المقابلة الشخصية والتي كانت في مدينة الرياض

وأنا من جدة وبالفعل سافرت الى الرياض وأجريت المقابلة والتي كانت من أسوء

الاجراءات التي مررت بها في عالم الاعمال وأفضل عدم ذكر الأسباب حتى لا نبتعد عن

جوهر الموضوع

أذكر أن احدى المسؤولات عن اجراء المقابلة أخبرتني بأن فكرة مشروعي جدا رائعة

ونحن بحاجة لمثل هذه الأفكار فالأغلبية يقدمون لنا الأفكار المستهلكة مثل مراكز التجميل

واستديوهات التصوير والمشاغل ........الخ, وهذا المشروع يحتاجه المجتمع خاصة

الفتيات حيث لا توجد الكثير من هذه المراكز التي تحتضن مواهبهم وهواياتهم لتنميها

وتقوم بتوجيهها نحوى الطريق الصحيح .

وكم علقت آمالا كبيرة حين أخبرتني بهذا الكلام , وحين عودتي الى جدة أنتظرت لمدة

6شهور مابين اتصالات ومراسلات للصندوق وفي كل مرة أستفسر عن نتيجة المقابلة

يخبرني الموظف بأن اللجنة العليا التي تقرر قبول أو رفض المشروع لم تجتمع بعد وفي

نهاية شهر اكتوبر اتصلت بالصندوق وسألت أحد الموظفين هل اللجنة إجتمعت أم لا ؟ وجاء

جوابه كالتالي ( من قال لك بأن اللجنة لم تجتمع ان اللجنة تجتمع كل 3 أسابيع )!!!!!!!!!!!

لم أستطع تفسير تلك الردود التي كنت أتلقاها منهم أثناء اجرائي لكل تلك الاتصالات هل هو

الكذب ام عدم الامانة ام ...... لا اعرف ماذا اقول

وقام نفس الموظف بأخذ معلوماتي كاملة وطلب مني الانتظار حتى يقوم شخصيا بمعرفة

نتيجة المقابلة , ثم أخبرني بأن مشروعي قد قبل ولكن يبدو أنه سقط سهوا من القائمة

واخبرني بان احدى الموظفات سوف تقوم بالاتصال لكي تخبرك بالنتيجة

وبالفعل في اليوم التالي تلقيت اتصالها ومرة أخرى أخذت معلوماتي عن المشروع وماهي

الا 15 دقيقة وتلقيت رسالة نصية على هاتفي مفادها ( نأسف لرفض المشروع وذلك لعدم

جدواه الاقتصادية ) قد تكون لديهم أسبابهم الخاصة لعدم قبول المشروع ولم اعارض ذلك

فهذه طبيعة الاعمال لابد من الاخفقات ولكن الا أستحق قليلا من الاحترام والتقدير لكي

يتحاملوا على أنفسهم ويقوموا باخباري بنتيجة المقابلة قبل 5 شهور ؟؟؟؟؟

وفي عام 2008 أيضا قمت بتقديم نفس المشروع مع اضافة بعض الافكار المتطورة عليه

لصندوق عبداللطيف جميل - باب رزق جميل -

ونفس ردة الفعل أبدتها الموظفات وهي الاعجاب بالفكرة وووووو..........الخ

وحين أجريت المقابلة مع اللجنة سألتني احدى عضوات اللجنة - مالذي يجعلك متأكدة من

نجاح مشروعك - أخبرتها بأن الكثير من الفتيات يرغبن بقضاء أوقات فراغهن في مثل

هذه المراكز المفيدة والتي تقدم أفضل الخدمات لتحسين مهاراتهن وهواياتهن

فجاء ردها على الشكل التالي - هل ذهبت لمركز عبقرينو والذي هو عبارة عن مركز

ترفيهي وتعليمي يوجد في جرير مول ان هذا المركز بحسب رأيها لم ينجح والمسؤولة عن

هذا المركز هي مجموعة الحكير وهي شركة كبيرة ومعروفة فمالذي يجعلك واثقة كل هذه

الثقة بنجاحك أنت ؟ نحن آسفون لا نستطيع قبول المشروع -

عندها فقط تأكدت بأن الأفكار التي يجب أن تقدمها الفتيات تكون محصورة فقط بين عالم

التجميل والخياطة والطبخ والمهن المعتادة.

بالطبع أنا لا أقلل من شأن هذه المهن بالتأكيد أننا بحاجة اليها ولكن ألا تستحق الأفكار

الأخرى اعادة النظر في تنميتها وتطويرها واعطاء الفرصة لبعض الفتيات اللاتي

يمتلكن المواهب التعليمية أو الفنية أو في أي مجال آخر غير تلك المجالات ؟؟

عذرا للاطالة

دمتم بود