بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت / الطيوبه
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في ما معنى الحديث تسعة أعشار حياة المسلم في التجارة .... والله أعلم أو كما قال صلى الله عليه وسلم وقد عمل الرسول صلوات الله عليه وسلامة في التجارة أيام السيدة خديجة رضي الله عنها..... وقد عمل في التجارة عدداً من الصحابة رضوان الله عليهم منهم الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه وكذلك عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم أجمعين .....
مشورتي لك بالنسبة لهذا الموضوع كالتالي وأنت صاحبة القرار أخت / الطيوبه
أولاً : وقبل كل شيء عليك بصلاة الإستخارة .... لأن التجارة ربح وخسارة وكل منا لا يريد الخسارة وهذه أموال لا تريدي أن تكون إلا في ناحية الربح والزيادة لذلك أنصحك بصلاة الإستخارة لأنه ما خاب من استشار ولا ندم من استخار... والله أعلم
ثانياً : تريدين البناء عن طريق القروض فنصيحتي لك (( لا ))
أما إن كان لديك المال الكافي للمشروع حينها الأفضل قبل اتخاذ أي خطوة التأني والتفكير والتخطيط السليم بحيث يكون هناك مخرج في حالة الخسارة لا سمح الله
ثالثاً : إن كنت مصممة على هذا المشروع يجب أن يكون لك سند بعد الله تعالى لأنه بصراحة هذا المشروع ليس بالبسيط ولا بالسهل فهذا المشروع إما أن يكون ناجح 100% أو خاسر فاشل 100% .... ما أقصده هو إن نجح المشروع فستكون عوائده طيبة ممتازة حيث أنك سترتاحين لأن العوائد جيدة وتستطيعين الإستمرار والتقدم وتسديد القروض (( لا هم )) بالنسبة للرواتب والمصاريف وتستطيعين تفادي وتجاوز كل العوائق أما إن لم تكن العوائد على المستوى المطلوب وكان الدخل ضعيف فإنك سوف تكوني في دوامة الديون المتراكمة عليك والتي تقضم الظهر وتشل الفكر وفي النهاية تكون النتيجة الحتمية الخسارة وإقفال المدرسة بلا فائدة والبكاء ليلاً
رابعاً : إن مشروع المدرسة مشروع جيد والفكرة بحد ذاتها فكرة ممتازة ولكن أن يكون عن طريق الديون فلا أنصحك به لماذا ؟ لأن التجارة ربح وخسارة فإما أن تكون النتائج مضمونة وإما من الأفضل أن تنسي هذه الفكرة أصلاً طالما أنك تريدين بداية مشروعك بالقروض.... هناك تجارة بإذن الله تعالى النتائج فيها مضمونة حتى لو كانت البداية عن طريق القروض ولكن رأس المال فيها عالي جداً والدخل مضمون وعالي يقدر بما لا يقل عن 500000 ألف وقد يصل إلى 1000000 ريال تقريباً في السنة (( وهذا واقع )) على حسب المكان ونوع التجارة والمساحة للمحل ولكن رأس المال يكون عالي جداً جداًً وأنا أعرفها ولله الحمد وأعرف التجار الذين يعملون بها
خامساً : كلمتي ونصيحتي لك لا تغامري وتدخلي هذا الميدان إلا إن كانت لديك السيولة الكافية بحيث إن لم تتوفقي فيه تستطيعين أن تخرجي منه ولا يكون لأحد عليك أي شيء
سادساً : وبما أنك فتاة لم لا تتجهين إلى نشاط تجاري بدايته صغيره مشروع متوسط صغير يختص بالنساء كالعطور والإكسسورات والملابس النسائية وأدوات التجميل ........ إلخ... فمدخولة جيد وممتاز ولكن بشرط الموقع والعمالة الأمينة ( بما أنك أنثى ) والسيولة والخبرة ولو معرفة متوسطة عن النشاط الذي تودينه وليكن معك أحد ذو خبرة كافية في التجارة والإستشارة ومال إحتياطي حتى تتفادين الوقوع والخسارة أو المطالبة من الغير سواء الإيجار أو العمالة ..... إلخ
سابعاً : ( على سبيل المثال ) إن كنت تودين مليون ريال اقطعي مليون ( عود مسواك ) وبيعي الواحد بريال واحد كم سيكون مكسبك ؟؟؟؟!!!!! وإن كنت تريدين عشرة ريالات اقطعي عشرة ( أعواد مسواك ) وبيعي الواحد بريال أو بريالين كم سيكون مكسبك ؟؟؟؟ !!!!! ولكن السؤال هنا إن لم يشتري أحد منك المسواك كم ستكون خسارتك ؟؟؟؟؟ أدع الإجابة البديهية لعقلك ..... أخت / الطيوبه إنني لا أريد أن ( أتفلسف ) عليك ولكن هذه مجرد نصيحة وإنتي صاحبة القرار وإنتي حرة في اتخاذ القرار
أنصحك بالتوكل على الله عزوجل ثم بالمشاورة وأخذ النصيحة ممن لديهم الخبرة الكافية وأن يكون أحد قريب منك تأخذين منه النصيحة يعاونك على اتخاذ الخطوات السليمة على سبيل المثال / أبوك – أخوك – عمك - خالك ....... إلخ أو من لديه نشاط تجاري حالياً
تاسعاً : التجارة لا يخوضه إلا من كان قلبه لا يخاف وعقله صافي نظيف وأفكاره سليمة وخطواته مدروسة ومن لديه المال الكافي ومن لديه دراية كافية وخبرة لا بأس بها تخدمه في كل خطواته ويعرف كيفية التصرف في كل الأحوال
عاشراً : أتمنى لك التوفيق والتجارة الرابحة وأن تتوفقي وأن تجدي التجارة المناسبة لك والمدخول الجيد .... أسأل الله أن يوفقك ويحفظك من الديون والخسارة والأفكار الغير سليمة ومن كل من يريد لك الخسارة أو اللف والدوران