· نسمع كثيراً عن المغتربين وأحوالهم ولكن يتضح أن اغترابهم ينقسم إلى قسمين :
القسم الأول : مغتربين قسرياً كمن هجر من أوطانهم إلى أوطان أخرى بعيدة أوقريبة . وهذا النوع من الإغتراب يكثر نتيجة لإحتلال الأوطان أو للحروب الطاحنة والمستمرة .
القسم الثاني : مغتربين إختيارياً كالمغترب للحصول على منفعة و تحصيل مالايمكن تحصيله داخل موطنه .
والإغتراب حالة يمر بها أناس معدودين نتيجة الصراع مع البشر حيث سيطر القوي على الضعيف والغني على الفقير ورجل السلطة على المواطن العادي . فعندما تتحول العواطف والمشاعرالإنسانية إلى احتضان الأنانية وسيطرة حب الذات والغرور وعدم الثقة بالنفس والسطحية بالتفكير . حينها ينتصر الشر على عنصر الخير لدى المرء والكره على الحب والحقد والطمع على الحق والعدل .
وقد مر جميع الأنبياء عليهم السلام بحالة الغربة وهي غربة قسرية مما أبعدهم عن كثير من اوطانهم الأصلية وذلك لتحقيق عبادة الرب عزوجل ونبذ عبادة الشرك والأصنام .
وعلى ضوء ذلك فإن كل من يدخل هذا البد بقصد الزيارة أو العمل فإنه يقع تحت مسمى ( الغريب ) ولكن الهدف الذي يضمره في نفسه من أجل البقاء في البلد يجعلنا نعرف بأن غربته غربة منفعة ومصلحة خاصة به وهذا قياس لكافة الأجانب المقيمين .
وقد كان سبب إغترابهم هي الحاجة الماسة لجمع المال عن طريق العمل في الشركات أو المؤوسسات أو القطاعات الحكومية .
وهنا يطرح سؤال : هؤلاء غرباء على الوطن ؟ فما حال غرباء الوطن ؟ وهل توجد غربة في الوطن ؟
ج ) نعم هؤلاء غرباء على الوطن ولكن تمكينهم وحصولهم على الأعمال والمال جعل الغربة لهم وطن . أما حال غرباء الوطن فهم فقراء في وطنهم لعدم تمكينهم من الحصول على العمل الذي يكسبون من وراءه مالاً .
وقد قال : على بن عبيد
والفقر في أوطاننا غربة والمال في الغربةأوطان
وما أكثر الغربة والغرباء في وطننا من الشباب والشابات الطالبين للعمل والذين يستحقونه بجدارة. وغربتهم مرة وناتجة عن عدم قدرتهم على مواجهة الواقع وإيجاد الحل الأسلم في الهروب منها .
وقد قصر النظر ودوست مصالح الآخرين نتيجة لعدم الخوف من الله وهذا يولد الظلم وعندما يشعر المواطن بالظلم والمرارة وهو في وسط موطنه وقتها يمكنه الشعور بالغربة وهي غربة لانهاية لها .