بعد 7 أشهر من التجهيزات والعمل المتواصل انطلق أمس أول مركز نسائي بالمنطقة الشرقية متخصص في الطبخ يحتوي على أول مطعم تديره سيدات سعوديات بالكامل ، كما أنه أول مشروع يظهر باسم مالكته الصحيح بلا أسماء مستعارة ، لأنها على حد قولها تبحث عن تحد لمواجهة العقول المتحجرة التي لا تنظر الى عمل المرأة نظرة تقدير وترفع شعار العيب الاجتماعي على كل عمل شريف تؤديه النساء «اليوم» التقت بصاحبة مركز نوريات للطبخ نورة بنت بندر بن عبدالله المقيطيب التي تحدثت عن المركز وقالت إنه أول مطعم نسائي يقوم بتقديم الوجبات السريعة لأفراد المنطقة حيث تقوم 10 سيدات سعوديات بطهو وتجهيز جميع أصناف المأكولات الشعبية والغربية التي تقدم للزبائن عن طريق كاشير رجالي منفصل عن المطبخ النسائي ومعزول عنه بجدار فاصل مع إمكانية إيصال الطلبات للرجال عن طريق شباك خاص مصمم بحيث يمنع الطرفان من الانكشاف على بعضهما عند تسليم الطلبات وعن طريق كاشير نسائي آخر لضمان خصوصية المرأة ولإيجاد بيئة عمل منفردة للمرأة بدون حصول المضايقات حيث يفتتح المركز بكاشيرين منفصلين أحدهما للرجال والآخر للنساء منعزلين عن بعضهما البعض لضمان راحة جميع الأفراد وللمحافظة على الخصوصية المطلقة للمرأة في ممارسة عملها وفي طلب وجباتها من المركز .
توصيل الى المنازل وتدريب على الطهي
أكدت المقيطيب أن المركز سيعتمد في البداية على توصيل الطلبات للمنازل ثم سينتقل لفتح قاعات طعام لتقديم الوجبات الطازجة وتضيف المقيطيب ان توفير فرص عمل مناسبة لطبيعة المرأة وميولها الفطرية للطهي وتقديم الوجبات هو ماكانت تحلم به منذ فترة طويلة ولم تجد سبيلاً لتحقيقه لولا وقوف صاحب المبادرات المتميزة أمير العطاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد الذي سهل لها ولجميع فتيات المنطقة الشرقية دروب العمل الحر وساهم في مساهمة المرأة الفعالة في نهضة المنطقة ، وتضيف المقيطيب ان المركز يحتوي على قاعات لتدريب الفتيات المقبلات على الزواج والخادمات على فنون الطبخ بعد ملاحظة أن غالبية الأسر تعتمد على طبخ الخادمة وتحتاج من يدربها على فنون الطبخ السعودي والغربي وفنون ومهارات التقديم والتزيين.
لا تنازل عن السعودة والجودة
تؤكد المقيطيب أنها لن تتنازل عن السعودة في مركزها الفتي لثقتها في قدرات المرأة السعودية ولأنها تؤمن بأن توفير فرص عمل للفتيات السعوديات واجب وطني ملزم لها ولغيرها. وأكدت المقيطيب أنها ركزت على الأسر المحتاجة التي ترعاها جمعية البر واستطاعت أن توظف عددا من فتياتها في المشروع وتدربهن في فترة قصيرة على فنون الطهي والتزيين، وبإذن الله لن تتنازل عن شرط السعودة مهما كانت الظروف. ففتاة بلادها أولى بخيرها من غيرها ـ على حد تعبيرها ـ وسيكون مركز نوريات للطبخ سعوديا 100بالمائة. وعن مدى الحاجة للتدريب عن الطبخ تعتقد المقيطيب أن الطبخ فن وحرفة تصقل بالتدريب والتعليم، ومن الضروري أن تتلقى كل فتاة تدريباً عن فنون وأصناف الوجبات المتنوعة سواء كانت مقبلة على الزواج أو عازبة، وتعتقد المقيطيب أن توفير الوجبات الغذائية بأيد نسائية سعودية محترفة سيكون قريباً من الخط الفاصل للنجاح، وسيحظى بالانتشار الواسع لأن المرأة السعودية معروفة بجودة الأصناف الغذائية وبالحرفية في إعداد الأطعمة ودخولها المنافسة في إعداد الوجبات الغذائية وتوصيلها للمنازل وسيكون نقلة نوعية ستشهدها المنطقة وسيشهدها مقدمو هذه الوجبات.
أغرب المشاريع بسواعد نسائية
تعتقد المقيطيب أن مركز نوريات للطبخ هو من أحدث المشاريع النسائية وأغربها حيث أنه أول مركز نسائي في المملكة لا يقدم خدمات التجميل والخياطة للسيدات فقط,بل يعتني بالجوانب الأخرى من حياة المرأة والأسرة أيضاً و يقدم الوجبات الجاهزة للأسر أو العزاب عن طريق التوصيل السريع على طراز المشاريع العالمية مثل «الدايت سنتر» ،كما يقدم المركز بوفيهات لكل المناسبات والحفلات الخاصة نظراً للإقبال على الطبخ السعودي المنزلي والاستغناء الجزئي عن المطاعم والفنادق لارتفاع تكلفتها المادية وكل هذا سيقدم بإذن الله بسواعد نسائية سعودية محترفة .
وداعا للأسماء النسائية المستعارة
تضيف المقيطيب إن النساء في المنطقة الشرقية بحاجة للعمل في النور ، وبحاجة لأن تظهر ما لديها للجميع بلا خوف ، وبحاجة لأن يقف جميع أفراد المجتمع مع خطواتها الأولى وليست بحاجة للتخفي خلف الأبواب والعمل تحت أسماء مستعارة ، نريد فقط الخروج من عباءة العيب الاجتماعي الذي أوجدته التراكمات الاجتماعية على مدى العصور المنصرمة ، فليس هناك قانون يمنع عمل المرأة صريحاً وإنما هناك بعض العقول المتحجرة التي تمنع هذا العمل وتقف له بالمرصاد وهذا ما سيتغير بإذن الله في الأعوام المقبلة ومع تواجد الكم الهائل من الاستثمارات النسائية القادمة التي يرعاها صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم المشاريع النسائية الصغيرة .