شكراً لوزير العمل على الحضور المعنوي في كل مكان ،شكراً لحضوره الإعلامي .
منذ أكثر من ثلاثين عاما ووزيرنا ينتقل من جهة لأخرى ، وبكل جهة يظهر وكأن معه
عصا موسى التي تشق البحر.
وعندما جاء لوزارة الصحة تغنى الناس به وبلغ من إعجاب صحفيينا أن أحداهن
وصفته بالوزير الرمز . وكان الجميع يتوقع الخير على يديه .
مضى ومضت وزارة الصحة وختمها كشاعر قبل أن يكون مهنيا مغادرا .
وزارة الكهرباء لم تكن أحسن حظا .
سفيرا في لندن ، جاء الشعر والأدب وسيطرت المؤلفات على الساحة ،
وكتب في الشرق الأوسط وقال مالا يقال وتحدث عن العراق وعن حربه مع
إيران وجاء للرمزالتاريخي( نبوخذ نصر ) فأكد على مقولة اليهود بكونه
مجنونا معتوها . وقبل مغادرته لندن بقليل ختمها بمقال مترحماً على ديانا
وأبلغنا عن لقائه بالمرحومة عبرحديث موجه لحفيده عنها .
المهني الإداري الشاعر الدكتور والروائي جاء سفيرا في البحرين ،
وتألق شخصه ومواهبه إدارة وعلوا وأدبا وزادت كتبه كتبا .
وهو الشاعر الأديب الأريب . وجد نفسه وله جمهوره الذي ملأ قاعة سكة
الحديد عندما جاء ليلقي محاضرة في الشرقية ، حيث كان مديراعاما سابقا لها ،
وكلهم حب وتقدير له .
عندما جاء لوزارة العمل استبشر الناس ، وأكثرهم من الشباب ،
سيفتح الأبواب المغلقة ، وسينظم عملية القدوم للمملكة ، الفيز ستقل ،
ولن يحضر موظف وهناك سعودي يمكن أن يعمل عمله وكما نص نظام الخدمة المدنية
بوضوح والمفروض له قوة النظام .
ولكن القول شيء والفعل شيء آخر وتصاريح د. القصيبي شيء آخر.
عندما نتحدث عن مسؤول أو نكنب عنه نحن لا نرى إلا الوجه الذي يخرج
به علينا ، والخلفية التي وراءه . وللأسف لم يكن تصريح الوزير الأخير كما ينبغي !!
ولم تكن الخلفية الدعائية جديرة بوزير ،
وما كان يجب أن تنجر الصحف لنشر الخلفية إلا إذا كانت أخذت ثمن الإعلان .
لم يكن التصريح موفقا لوزير للعمل .فالسماء لا تمطر ذهبا ولا تمطر عملا ،
نعم هو ذاك لكن مهمة وزير العمل استمطارها للمواطنين ،
وهذه المهمة ليست صعبة ولا مستحيلة لوزير بيده الحل والربط للعمل .
وهذا لا يدل على عدم كفاءة شبابنا ولا على تخاذلهم ونومهم الهانئ بانتظارالمطر
الذي لايسقطه طقس ولا وسمي .
أما التصريح عن وزارة العمل نفسها وتقاعس موظفيها ( بطالة مقنعة )
وهذا ليس عيبا من لا يعمل كثر ذنب الرئيس الذي لا يعرف كيف يدير العمل
ويوجهه ، يكافئ المجد ويحاسب المقصر.وعلينا العودة لكتب الإدارة ،
ولحكم معهد الإدارة . وقوانين وأنظمة الخدمة المدنية .
نعود للعمل الذي على السعوديين مزاولته والرضا به . نادل ، طباخ ، حداد ، خياط ،
بناء ، كما يقول علم الجغرافيا الاقتصادية ( عمال غيرمهرة).
وهذا لا عيب فيه ولا السعوديون لا يعملون به . كانوا يعملون وما زالوا ،
ولكن اللقمة اختطفت من أيديهم من جهة، ومادام السعودي يحمل مؤهلا
يؤهله ليدرس فلماذا يعمل نادلا ، وما دام السعودي خريج تسويق فلماذا
يعمل حلاقا . مادام مؤهلا للعمل محاسبا فلماذا يعمل طباخا إلا إذا كان مبدعا
بفن الطبخ وهو هوايته .
عفوا معالي الوزير ، وشكرا على حضورك الإعلامي ،
لكن صدقني انت بحاجة لمستشار إعلامي.؟
،،
أ شريفه (كاتبه بجريدة الريآض )
مقآل بالصميم ،
رفع الله من شأن الكاتبه وجزاها الله عنّآ كل خير،