25-05-2009, 07:48 PM
|
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: In My World
المشاركات: 868
معدل تقييم المستوى: 42
|
|
عملة العلك.
عملة العلك.
مقال للكاتب (ياسر العمرو) بصحيفة عكاظ .
من الأمور التي أحاول استيعابها تحول علب المناديل الصغيرة وقطع اللبان إلى عملات متداولة، أصبحت تنافس فئة «النصف ريال»، إن لم تلغها في المتاجر الغذائية الكبيرة أو البقالات المنتشرة في الأحياء، التي تتعامل معنا في عمليات البيع والشراء وفق قاعدة: الهلل علينا يجبر، وعليك يدفع.
أكاد أجزم بأن غالبيتنا تعرض أثناء تبضعه لكثير من تلك المواقف، تدفع مائة وريال لأن حسابك مائة ونصف ريال، ولأنك ملتزم بدفع نصف الريال الذي عليك تنتظر التزام البائع برد باقي الحساب الذي يعرضه من خياراته المصفوفة أمامه، وغالبا ما يكون نصيبك «علك» يرفق مع فاتورة الحساب!.
قد يتهمني البعض بالتضخيم في تخصيص مقال عن «نصف» ريال، ولكنها مسألة مبدأ فكما يطالبني التاجر بدفع هللات فأنا أطالبه بالالتزام ورد المثل، إذ لم تعلن مؤسسة النقد حتى اللحظة عن إدراجها لفئة «العلك» كعملة متداولة بيننا،
إذن: لماذا تصر المتاجر والبقالات على استبدال الهلل المتبقي ببديل إلزامي بحجة عدم توافر النصف ريال، في الوقت ذاته سنجد البائع يطالبنا بالهلل قبل الريالات عند الدفع لأن التسعيرة واضحة، فهل سيقبل وقتها بعلبة «علك» ندفعها إليه بنفس الطريقة المتبعة؟.
إن أقل وصف يقال عن ذلك الأسلوب الشائع هو «الاستغفال» ونحن نهز رؤوسنا بحجة أن المسألة كلها «نص» ريال، والرابح الأكبر هو من يستغفلنا في ظل نوم الرقيب، فعلب «العلك» مربح التاجر منها يتجاوز 50 في المائة وهذا يعني أن القيمة الفعلية للقطعة الواحدة أقل بكثير من العوض المدفوع لنا، ونصف ريال على نصف ريال تأتي لاحقا بالمئات و «الحسابة» تحسب.
على عكس الشركات قد لا تشكل تلك الهللات قيمة مضافة للأفراد، الأمر الذي جعلنا نعطي للآخرين مجالات إبداعية لاستغفالنا عيانا بيانا، وجميعنا يعلم بأن السلعة المكون سعرها من خانة للريالات وأخرى للهللات ستجبر في النهاية لصالح الهوامير أمام استحيائنا في طلب أبسط حقوقنا «ترجيع الباقي»... وهو الأمر الذي لم أجده متجليا إلا في متاجرنا، وعند غيرنا العملة المعدنية ترد إليك قبل العملة الورقية ولو كانت تعادل 10 قروش!.
السؤال الافتراضي: هذا الهلل المستخفّين به لو جمعناه في حصالة منزلية فترة من الزمن ثم شجعنا أطفالنا على إنفاقها في أوجه الخير؛ هل ستكون حلاوته كحلاوة قطعة «العلك» التي تمضغ ثم ترمى؟.
|