تأسس الموقع عام
2006
Site was established in 2006
أضف رد |
|
LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|||
أيها الشباب هذا طريق الرزق
أيها الشباب : هذا طريق الرزق (1) د. فيصل بن سعود الحليبيتواجه الأمة اليوم داءًا خطيرًا ، ووباءً مستشريًا ، يستهدف أهم شريحة فيها ، ويقصد عنصرًا حيويًا من عناصر سؤددها ونهوضها ، ومع هذا فإنه ليس داءاً جديدًا ، ولكنه وجد في هذا الزمن فرصًا أكثر للانتشار والسريان ، حتى بدأت بعض المجتمعات تتأقلم معه ، وتبرر له ذيوعه ، وتتشاغل عن أخطاره ، وتنسب آثاره الموبوءة إلى أسباب أخرى !! ولعل من المجدي في حل هذه المشكلة ألا يترك الشباب العاطل عن العمل يخوض غمار هذه القضية لوحده ، مع قلة خبرته ، وكثرة المغريات حوله ، بل أن نعزز صلتنا بشبابنا ، ونقرب إليهم طريق العمل الشريف ونسهله لهم ، ونرشدهم إلى أول الطريق ، مشرفين على خطواتهم فيه ، ولعلي هنا في هذه العجالة أضع معالم يسيرة ومحددة في ذلك : أولاً : إقناع الشباب بشرف العمل ، وأنه من سنن الأنبياء والشرفاء ، فما من نبي إلا ورعى الغنم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم رزقه تحت رمحه ، وكان داودُ حدادًا ، وكان نوحٌ نجارًا ، وبالمقابل فإنه لابد من إقناعه أيضًا بدناءة البطالة والاتكال على الآخرين ، فقد سئل الرسول صلى الله عليه وسلم أيّ الكسب أطيب ، فقال : ( عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور ) رواه البزار وصححه الحاكم . ويقول عمر رضي الله عنه : ( أرى الفتى فيعجبني ، فإذا قيل لا حرفة له سقط من عيني ) ، ويقول كذلك : ( لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق وهو يقول : اللهم ارزقني ، فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة ) . ولقد شوهد الصديق رضي الله عنه في اليوم التالي لتوليه خلافة الأمة بعد الرسول e قد جعل على رأسه حزمة من الثياب متوجهًا بها إلى السوق ليبيعها . أما أبو الوليد الباجي العالم المالكي - رحمه الله فقد آجر نفسه لحراسة درب بغداد في الليل ؛ ليستعين بأجرته في النهار . وكان إبراهيم بن أدهم رحمه الله يسقي ويرعى ويعمل بالكراء ويحفظ البساتين ويحصد بالنهار ويصلي بالليل . ثانيًا : أمرهم بتقوى الله تعالى ، والتضرع إليه ، وسؤاله التوفيق والسداد ، في أن يدلهم على باب من أبواب الرزق ، لأن من { مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } . ثالثًا : أن يؤمن الشباب بأن العمل الشريف عبادة ينال عليها الأجر والثواب لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، فإنه قال : ( لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ الْحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ ) رواه البخاري . رابعًا : تذكيرهم بوجوب التوكل على الله في طلب الرزق ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح : ( لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا) رواه أحمد وغيره . خامسًا : أن لا يترددوا في قبول أيّ عمل يعلم يقيناً أنه يرضي الله تعالى ولو بمقابل يسير ، فالرزق الحلال يباركه الله تعالى ، والحرام ممحوق البركة في الدنيا والآخرة . وما المرء إلا حيث يجعل نفسه *** ففي صالح الأعمال نفسك فاجعل سادسًا : أن لا يجعلوا أعين الناس مانعاً لهم من مزاولة أعمالهم التي تيسرت لهم ، فإن مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة ، لكنها خطوة مشحونة بالعزم ، وصدق الإرادة .سابعًا : أن يحذّر الشباب من أن يقعوا فريسة لاستدرار أموال الناس والتذلل بين أيديهم ؛ وقد رزقهم الله أسباب الرزق ، من قوة وعقل وشباب وصحة ، فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه على العمل والكد ، ويحذرهم من عار المسألة وذل الافتقار للخلق . فهاهو ذا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يخرج من مكة مهاجراً ، لا يملك من ماله إلا ما يرتديه من الثياب ، فيقدم المدينة فقيراً ، فعرض عليه أخوه من الأنصار سعد بن الربيع رضي الله عنه أن يناصفه ماله ، فأبى ذلك ، وقال : دلوني على السوق ، فنزل وعمل في التجارة ، حتى أصبح من أغنياء الصحابة ، ينفق على الجيوش في سبيل الله ، ويسير القوافل لنصرة دين الله ، ولما مات وأرادوا تقسيم تركته يقولون : لو رفعت أي حجر من بيته لرأيت قطعة من الذهب . ثامنًا : أن يذكّر الشباب وخصوصًا في بداية طريق العمل بأهمية الصبر ، وأنه مفتاح الرزق ، وأن يحكى لهم عن الأجداد كيف عاشوا وصبروا حتى فتح لهم الله كنوز الأرض ، وقديمًا قالوا : إني رأيت وفي الأيام تجربة *** للصبر عاقبة محمودة الأثر تاسعًا : أن نقضي على أسباب انقطاع الشباب من العمل بعد الاتصال به ، وذلك بدعمهم نفسيًا وماديًا ، وألا نتركهم وحدهم بلا عون أو مساعدة .وقلّ من جدّ في أمر يحاوله *** استصحب الصبر إلا فاز بالظفر عاشرًا : أن نحثهم على الإخلاص في أعمالهم ، والمثابرة فيها ، والأمانة في تحمل مسئوليتها ، والتميز في أدائها ، فإن الله يقول : { إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا } ، ويقول كذلك : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( إن الله يحب إذا عمل أحدنا عملاً أن يتقنه ) . أسأل الله تعالى أن يوفق أمتنا لما فيه خير لها في الدنيا والآخرة والسلام عليكم
|
أضف رد |
(( لا تنسى ذكر الله )) |
|
|
|