السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا موضوع لقيته واعجبني وفادني واتمني بعد يفيدكم وعسي ربي يفتح علي بوظيفه عن قريب ويفتحها عليكم ياارب
اترككم مع الموضوع
لفضيلة الشيخ / سلمان بن فهد العودة
من أسماء الله سبحانه وتعالى «الفتّاح»، وهو «خير الفاتحين». وقد ورد في قوله تعالى:
"رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الفَاتِحِينَ".[الأعراف:89]،
"قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالحَقِّ وَهُوَ الفَتَّاحُ العَلِيمُ".[سبأ:26]، ومن هاتين الآيتين يتبين لنا أن الله تبارك وتعالى هو «الفتّاح»، وهو سبحانه «خير الفاتحين».
من معاني اسم الله: «الفتاح»:
أولًا: الفتّاح الذي يفتح مغاليق القلوب بالهدى والإيمان؛ فتلين وتذعن، ويسهل انقيادها بعدما عارضت وشاكست ورفضت وتمنعت، كما نجد ذلك في تاريخ الرسالات كلها، بل في تاريخ البشرية كلها، فهذا الطفيل ابن عمرو الدوسي رضي الله عنه يصل به الحال إلى أن يضع القطن في أذنيه، خشية أن يسمع شيئًا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال في نفسه: والله إني امرؤ ثبت، ما تخفى عليَّ الأمور حسنها وقبيحها، والله لأسمعن منه، فإن كان أمره رشدًا أخذت به، وإلا اجتنبته. فيستمع فيؤمن بالله ورسوله في مجلسه ذاك
(1).
وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الرجل القوي الشديد، كان يؤذي المؤمنين الأولين بمكة، ثم سمع شيئًا من القرآن، فأقبل الله بقلبه إليه، وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطرق باب الأرقم بن أبي الأرقم، وفي قلبه عزيمة على أن يتبع الحق، ويؤمن بالله عز وجل، ويخر ساجدًا مؤمنًا من ساعته، مخبتًا لرب العالمين، ويعلن إيمانه على الملأ من غير تردد ولا تلجج، ولا ضعف ولا عجز
(2).
وهكذا كثير من الناس، فعكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه بلغ به الحال أن يهرب من النبي صلى الله عليه وسلم عندما فتح مكة، ولكن الله تعالى يأبى إلا أن يقوده إلى الإيمان والإسلام، فإذا به يصبح من سادات المسلمين وشجعانهم وشهدائهم.
وهكذا، لو قلبت التاريخ، أو نظرت في واقع الناس اليوم؛ ستجد كثيرًا من الناس كانوا طغاة معتدين أو ملحدين، ثم فتح الله عز وجل بفضله ورحمته مغاليق قلوبهم بالنور والهدى، فأشرقت بإذن ربها عز وجل بنور الإيمان والعلم والبصيرة والحكمة، وتابت وأنابت إلى الله تبارك وتعالى، والله يفرح بتوبة عبده، كما أخبر عن ذلك رسوله عليه الصلاة والسلام
(3).
ثانيًا: «
الفتّاح» الذي يكشف الغمة عن عباده، ويسرع بالفرج، ويرفع الكرب، ويجلي العماية، ويزيل الضراء، ويفيض الرحمة، ويفتح أبواب الرزق، فالله سبحانه هو الفتاح العليم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم! افتح لي أبواب رحمتك" (4). إشارة إلى أن أبواب الرحمة عند الله تعالى، والمساجد من مظان الرحمة؛ ولهذا ناسب هذا الدعاء عند دخول المسجد، إشارة إلى أنه دخل مكان التعبد لله عز وجل، ففيه يحصل السجود والخضوع بين يديه، والإخبات والانكسار له، فناسب الدعاء بفتح أبواب الرحمة، فالله عز وجل يسرع إلى عباده بالفرج، ومن رحمته سبحانه أنه لا يطيل على عباده أمد الشدة والكرب؛ ولذلك يقال: (الشدة بتراء، لا دوام لها). وطالما وقع الإنسان في الشدائد، وظن أنه لا نهاية لها، وادلهمت عليه ظلماتها؛ ولكن الله تبارك وتعالى يأذن بالفرج، ولو كان أبعد ما يكون عن الإنسان،
وكلما اشتدت ظلمة الليل كان ذلك أقرب إيذانًا بطلوع الفجر، فعلى العبد إذا ألمت به الشدة أن يتذكر اسم الفتاح العليم، وأن يعلم أن الله تعالى هو خير الفاتحين، فيناديه بهذا الاسم العظيم؛ ولذلك فإن المؤمن لا ينقطع أمله في الله عز وجل، ولا يتسرب اليأس إلى قلبه، وإنما لسان حاله يقول:
عســــى الكـــرب الذي أمســيت فيه ** يـــكـــــون وراءه فـــــرج قريـــــب
فيـــأمن خــــائف ويفـــــك عـــــــانٍ ** ويـــأتي أهــــله الــــنائـي الغريـــب
ألا ليــــت الـــريـــــاح مــــسخرات ** بحـــاجـــتنا تــــنـــاكر أو تــــــئوب
فتـــخــبــرنا الشـــمال إذا أتـــتـــــنا ** وتخــــبــر أهـــلنــا عـــنا الجـــنوب
بـأنــــا قد نزلــنـــــا دار بــــــلـــوى ** فتــخـــطـــؤنا الــــمنايا أو تصـــيب
وكـــل الـــحـــادثــات وإن تـــناهـت ** فمـــوصــــول بهــــا فـرج قريــــب
ولـــرب نــازلـــة يضـــيق بها الفتى ** ذرعًــــا وعــــند الله مـــنها المخرج
ضـاقت فلــما اسـتحكـمـت حلـقاتهــ **ا فرجــــت وكان يظــــنها لا تــــفرج
ثالثًا: «الفتّاح» الذي يفتح لعباده أبواب العلم والحكمة، والمعرفة والبصيرة في شؤون دينهم؛ ولهذا تجد العلماء يتفاوتون في منازلهم ودرجاتهم.
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن معاذ بن جبل رضي الله عنه يأتي يوم القيامة أمام العلماء برَتْوَة
(5). فهو يتقدمهم بمسافات طويلة في المنزلة والمكانة والعلم، أو المقصود أن ذلك يوم القيامة، فالله تبارك وتعالى يفتح لعباده العلم، وعلى سبيل المثال اقرأ كتاب الله تعالى العظيم، وتأمل معانيه، وقف عند آياته، وابحث عن أسرارها ومعانيها البديعة، وعندما تقرأ في بعض كتب التفسير تجد البون الشاسع في استنباطات العلماء ومداركهم واستخراجاتهم من كتاب الله تعالى، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فالله تعالى هو الفتاح العليم الذي يفتح من كنوز المعرفة والعلم وأسرار الوحي والقرآن لمن شاء من عباده.
وهذا رابط لمحاضره بعد اتمني تفيدكم بعد
http://www.alsalafway.com/cms/multim...esson&id=70758