لم يعد الأمر يحتاج كبير عناء. فإن أردت أن تحصل على شهادة عليا
فالأمر في غاية البساطة. فكل ما عليك عمله هو الحصول على رقم
أحد محلات أبو ريالين الأكاديمية؛ أو سمّها جامعات الشقق المفروشة
التي تنتشر في بعض مدننا وتمنح الشهادات العليا في مختلف
التخصصات. بعدها سيتطلب منك الحضور إلى هذه المؤسسة
الأكاديمية الوهمية لا من أجل الحصول على مراجعك الدراسة
وجدولك الدراسي، وإنما لتدفع المبلغ المطلوب وتحصل بعدها على
الوثيقة المطلوبة، وفي أي تخصص تريده
.
عندما سمعت بهذا الأمر للمرة الأولى لم أصدق أن يكون بهذه الكيفية
وبهذه السهولة. لذلك اتصلت بإحدى هذه المحلات ليرد عليّ أحد
الأخوة العرب الذي يزين اسمه حرف الدال؛ فبادرني بالسؤال عما
أريد. فقلت له أريد شهادة ماجستير ودكتوراه؛ وذكرت له تخصصًا
معينًا. فقال لي مبروك يا دكتور اعتبر الشهادة في جيبك. لكن يلزمك
الحضور إلى هنا لكي نقوم بإنهاء الإجراءات. وهكذا انتهت المكالمة.
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هنا هو؛ ما السبب الذي أدى إلى رواج
هذه المؤسسات الأكاديمية الوهمية. والجواب في غاية البساطة
يكمن في الطلب على خدمات هذه المؤسسات. فلو انعدم هذا
الطلب لأغلقت هذه المؤسسات أبوابها. وهذا يقودنا إلى السؤال
الثاني المرتبط بالسؤال الأول وهو؛ لماذا هذا التسابق المحموم على
الشهادات العليا في مجتمعنا. بالتأكيد الأمر لا يتعلق بالرغبة في
العلم والمعرفة؛ لأنه لو كان هذا هو السبب لأتجه الشباب إلى
المؤسسات المعترف بها والتي أصبحت في متناول يد الجميع. فمن
كان همه الحصول على العلم فلن يرضَ على نفسه أن يحصل على
مكانة اجتماعية غير مستحقة دون بذل أدنى جهد في سبيل ذلك.
فمجتمعنا ومع الأسف يعتمد على المظاهر في الكثير من معاملاته
، الأمر الذي دفع بكثير من الشباب إلى التسابق إلى جامعات الشقق
المفروشة ودفع المبلغ المطلوب مهما كان مرتفعًا ليحصل على
الشهادة المطلوبة. لذلك كم من الشباب فاجئوا محيطهم الاجتماعي
والأدهى من ذلك أن يتباهى بعضهم بأنه حاصل على شهادة
الدكتوراه من الجامعة العالمية الفلانية والتي تقبع في إحدى العواصم
الغربية؛ وهو لم يغادر المملكة العربية السعودية ولا يجيد صياغة
جملة واحدة باللغة الإنجليزية.
وليت الأمر يقتصر على السعوديين؛ بل تطالعنا صحفنا بين الوقت
والآخر بأخبار اكتشاف الكثير من الشهادات العليا المزورة والتي يعمل
حاملوها من الوافدين في مختلف مؤسساتنا التعليمية
والصحية...الخ. ولعل آخرها الخبر الذي أوردته جريدة عكاظ في
صفحتها الأخيرة عن محاضرة كلية تربية مدينة ساجر والتي تحمل
درجة ماجستير مزورة في الاقتصاد المنزلي وتدرّس منذ ثمانية أعوام.
قال العبري غفر الله له ولوالديه إن مثل هذه الشهادات وحاملوها من
ضعاف النفوس هم المسؤولون عن ضعف مخرجات التعليم العالي
لدينا. فكيف سيكون مستوى الطالب أو الطالبة الذين تخرجوا من
تحت يد أستاذ أو أستاذة يحمل شهادة مزورة!
مقالة للدكتور :. فهد العبري
.................................................. ...........................
تعليقي على المقاله
من حق كل شخص أن يتعلم اما كيفية التعلم تحددها امكاناته المادية
وظروفة الخاصة
اذا كان في مجتمعنا من يبحث عن الألقاب لمجرد البرستيج , فإن
هناك من يبحثون عن العلم مجرد العلم ولكن يصدمون بالشروط
التعجيزية للجامعات والمحسوبية فأين يذهب طلبة العلم ؟
قد يتوجهون لهذه الأكادميات او جامعات الشقق كما اسماها صاحب
المقال ويقعون في فخها
لكن في المقابل يجب حماية المجتمع من اصحاب الشهادات الوهمية
القادمين من خارج الحدود
الذين استولو على قوت اهل البلد بأسم شهاداتهم المزورة
كما أن هناك مواطنين ومواطنات يحملون شهادات بكالوريوس معتمدة
وعقليتهم وتفكيرهم عن مية شخص ممن يحملون ماجستير
ودكتوراة لكنهم مازالو قابعين في منازلهم
لقد اورد الكاتب عدة تساؤلات واورد لها اجابات
من هذه التساؤلات
ما السبب الذي أدى إلى رواج هذه المؤسسات الأكاديمية الوهمية.؟
لماذا هذا التسابق المحموم على الشهادات العليا في مجتمعنا؟
اتمنى من الأعضاء الإجابة على هذة التساؤلات من وجهة نظره لتعم
الفائدة