حلول البطالة btalah.com وظائف توظيف وظيفة vacancies job jobs



تحقيق - مناحي الشيباني: تصوير - بدر الحرابي
شدني منظره مرتمياً تحت أحد جسور المشاة والناس تسير من حوله لا أحد منهم يسأله عن شأنه.. وعندما سألت العابرين من حوله عن حكايته لم يجبني أحد، بل الكثير منهم استغرب سؤالي، البعض قالوا أنه مسكين، وآخرون قالوا ربما يكون من المدمنين أو المرضى النفسيين الذين تعج بهم الشوارع اليوم، وأخر قال لي ربما يكون مجنوناً أو به مرض معدٍ.. لا تقترب منه! ورابع هز رأسه بعد أن سألته وقال لا أدري وهرول مسرعاً وهو يلقي بنظرة إلي ونظرة أخرى الى الشخص المرتمي تحت الجسر!.
وعندما عجزت عن إجابة لحكاية هذا الشخص قررت الاقتراب منه سؤاله عن حكايته ووضعت يدي على بطانيته الممزقة والتي ارتمى تحتها ناديته (يا أخ) نهض وأخذ يرتجف. بادرته بالسلام وأخذت في تطمينه وسألته هل أستطيع مساعدتك عرفته بنفسي وطبيعة عملي حدق فيَّ قليلاً وانهمر بالبكاء وكأني بسؤالي له قد اشعلت همومه كما عود كبريت في برميل من النفط. أخذ تنهيدة وقال: كنت موظفاً في الأدلة الجنائية قبل سنوات عملت بنشاط ولمدة عشرين سنة تقريباً كنت من أنشط الموظفين كنت أحفظ أجزاء من القران الكريم أئم المصلين في العمل أحياناً الكل كان يحبني في العمل حتى مديري لكن أصابني مرض غريب لا أعرف سببه وتركت عملي بسببه.
سألته وما هذا المرض؟ قال: لا أدري أصبحت أكره الاجتماع بالناس وزملائي تركت زوجتي وأطفالي قمت ببيع منزلي وتطليق زوجتي حتى أخواني أصبحت أهرب منهم حاولوا الذهاب بي للمستشفيات والمشايخ لكن في كل مرة أهرب وأتركهم حتى تعبوا مني وأصبحت بهذه الحالة حتى حقوقي في العمل لم أذهب للمراجعة لأخذها لا اعرف ماذا أصابني ساعدوني (الله يرحم والديكم) أخذ تنهيدة وواصل البكاء ثم أسترسل حديثه وقال أنا أريد من يؤويني من ينقذني من يأخذ بيدي من يعالجني من ينصحني، بعد أن عشت حياة التشرد بعد هذا المرض أصبحت (أشرب الخمر) ولأني إنسان طيب أحب الخير حاولت العلاج من هذا الداء ذهبت لمستشفى الأمل للعلاج وأرشدوني وأعطوني العلاج لكني تركت العلاج وهربت في كل مرة أحاول أن أتخطى مشكلتي لا أستطيع. سألته منذ متى وأنت على هذا الحال؟ قال: من سبع سنوات تقريباً عملت في تحميل السيارات لكي أوفر لقمة العيش لي بريال أو ريالين ذهبت لدار الرعاية الاجتماعية بالرياض لكي يرعوني قالوا أحضر خطاباً من وزارة الشؤون الأجتماعية لكي نقبلك (!!) لا أعرف أين أذهب ساعدوني أرشدوني تذكر عمله مرة ثانية عندما كان يعمل في الأدلة الجنائية وقال عندما كنت أعمل في الأدلة الجنائية خرجت ذلك اليوم للتحقيق في حادث مقتل امرأة شاهدت المرأة متوفاة وطفلها الصغير يرضع من ثديها وهي متوفاة .
يعاود البكاء، هل شاهدت طفلاً بهذه الصورة وناساً بهذه القسوة يقتلون ويهربون لقد أثر فيَّ هذه الموقف وشاهدت شاباً كان متخرجاً لتوه من الكلية وفي شهر العسل وتعرض الاثنان لدهس من قطار وتوفي الاثنان في شهر العسل وفي ريعان الشاب لماذا؟ حرام حرام الناس لا تتلزم بالنظام ولا يحب بعضها البعض! سألته وكيف تقضي وقتك؟ قال: أفكر في الناس (ليه يكرهون بعض ليه يتعادون ليه يحفر بعضهم لبعض من أجل المال الزائل، ليه ما نعيش بسلام وحب!!).
وعن أمنياته قال أتمنى أن أعمل حارس مسجد أقوم بتنظيفه وأسكن في غرفة الحارس بدلاً من مكان نومي هذا أو يقبلوني في دار الرعاية الاجتماعية لأني أعاني من تعب شديد في أقدامي أريد من يرشدني من يأخذ بيدي!. وعدناه بأن ننقل معاناته لمن يستطيع مساعدته ويسهم في علاجه