................................
عند إقتراب صالح إلى مبنى مركز الهيئة ، يرى كثرة السيارات من بعيد وعند وصوله يرى تجمهر عدد غفير من الصحفيين
يحملون الكاميرات والمايكروفونات ، يحيطون بالمركز من كل جانب ، وقد أغلق باب المركز من الداخل ،
دون استجابة لكثرة تساؤلات هؤلاء المتطفلين ..

صالح : خير يا جماعة وشفيكم مجتمعين هنا عند المركز ..
أحد المتجمهرين : والله ما ادري بس شفت اللمة قلت يمكن في مضاربة ولا حادث ولا .. يقاطعه أحد الصحفيين ،
أحد الصحفيين مبتسما : أنت تشتغل هنا في المركز يا أخ ..؟؟
صالح : لا
الصحفي : أجل وش دخلك .؟؟

صالح يخترق الحشود ، ثم يطرق الباب ، ويصيح بأعلى صوته ،
ياشيخ أبو معاذ ياشيخ أبو اسحاق يا أبو علي _ العسكري الصامت _
ولكن دون مجيب ..
صالح : والله ياشيخ لأنصركم بقول الحق والله ثم والله ،
صالح ( ينادي الصحفي) : لوسمحت ياسيد ، أنت صحفي صح ؟؟؟
الصحفي : لا عارضة أزياء ، وليه أنا ماسك المايك ومعي مصور ..؟؟؟
إيه صحفي خير وشتبي أنت ؟؟؟
صالح : ياخوي أنا أبي أقلكم الحقيقة ،
الصحفي ( ابتسامة صفراء تعلو محياه ) : قول يا أخ قووول ..
صالح : ترى كل الي مكتوب بالجريدة ، كذب في كذب ،
أنا كنت مع الشيخ أبو معاذ أمس
وكنا ... الصحفي( يقاطعه ): لحظة لحظة خلني أشغل المسجلة ،
الصحفي : تفضل ، بس من البداية الله يخليك..
صالح : أقول ، كل الي انكتب في الصحف هو خرطي ..الصحفي يقاطعه
مرة أخرى ،
الصحفي : ياخوي مالك شغل بالجريدة ، انت قل القصة على طول ..
وياليت لو تأكشنها شوي،،
صالح : بس الي انكتب كله كذب ومووب صحيح وإفتراء
على جهاز الهيئة المبارك ..
الصحفي : أقول لا تفلسف ، نبي قصة فيها أكشن ..
صالح : وش لون يعني ..؟؟
الصحفي : يعني تكون قصة مثيرة للقراء تفهم أنت ولا لا ؟؟؟
صالح : أقول يابن الحلال أنا باقولك الحقيقة والي صار هو...
..(الصحفي ، يسحب على صالح ، ويروح في جهه أخرى من المبني

صالح تقفل معه ـ، ويركب الكراسيدا ، وينطلق وهو غاضب . باتجاه حارته الشعبية ..ثم يتوقف عن البقالة
( حيث اجتماع الشلة عادة ) فوق الدكة ..
ويلبق الكراسيدا بعيدا عن الطريق ، وينزل، وهو حائر يفكر بالذي جرى له ..


يتقدم شخص شاحب الوجه ، لم يتبقى من أسنانه سوى واحده في الامام ،
وقد تعهد السوس باسقاطها عاجلا غير آجل ...
أبو سنة : سلام يابو ..
صالح : وعليكم ..
أبو سنة : وينك يارجال ساحب على أمنا سيفووون ؟؟
مسوي فيها ، والله العظيم من بعد ماشريت الكراديسا ، وأنت ماتعطينا وجه ،
صالح : أولا اسمها كراسيدا ، ثانيا : يابن الحلال أنا رجال مشغول
شايفني فاضي مثلك ،
لا شغل ولا مشغلة ، مغير على شرب هالتتن و أذية الرايح والجاي ،
أبو سنة : الله الله يابو صلوح ، الله يرحم ، يعني صرنا محنا قد المقام ،
وإلا أيش ؟؟؟
صالح يفكر بعمق ، ( على غير العادة ) ويزفر بشدة : اففففففففففففففف ،
الله المستعان على هذي الحياة .. عجايب والله يابو سنة ،
قسم بالله عجايب ..؟؟
أبو سنة : خير ياخوي وش الهرجة ، ترى ماحب الي زي كذا .
؟ لا تكون فكوكي ،؟؟ _ مصطلح حواري _ لا أنصح القارئ بمعرفة معناه الدقيق ..
صالح : يا أخي ، في ناس في هذا البلد ماهمها إلا تخرب
وتشوه سمعة الاسلام والمسلمين ،ورجال الهيئة ، الله يعطيهم العافية
يا خي والله العظيم لومووب الهيئة كان تشوف الفساد في كل مكان أي والله ،
الله ينصرهم ، الله يخليهم ويخلي الي جابهم ياشيخ ...
نظرة إعجاب تعلو محيا أبوسنة وهو يقول :
أبو سنة : أخصص ياولد ، والله محسسني أني مشغل قناة المجد وأنا جالس
أسمعك كذا ...
صالح : أقوول الشرهه موب عليك ، علي أنا الي أتكلم مع واحد مثلك ..
صالح يشغل الكراسيدا وينطلق إلى حيث لا يعلم ..

اليوم الثالث /
ترررن تررن ....ترررن تررررن .........
صالح وهو نائم منذ يوم ونصف : افففففففففف وش هالجوال مغير يطنطن ،
الي يشوفني يقول وزير الصحة ...
صالح : هلا
المتصل : سلام عليكم ورحمة الله ، أنا مندوب شركة ( مكاوي روبي ) ..؟؟
عندنا مكوى ، قوي وفعال وسعره فقط 6000 الآف ريال سعودي ،
وبامكانك شراء المكوى باقساط ميسرة ...
صالح يقاطع المتصل بصوت عالي ...
صالح : أقول ورى ماتقفل السماعة ، لأجي اكسر مكواك على راسك ..؟؟
المتصل : أخوي أنا مجرد مندوب مبيعات ، وعلى باب الله ،
( بصوت حزين ) والله تعبت ياخوي من هالشغلة ،
كل ما اتصل على واحد يهزأني ،
والله موب حاله هذي ..
صالح : طيب لا تبكي يابن الحلال ..
المتصل : تصدق مشترطين علي الشركة أني ما استلم راتب لأين أصرف لهم بضاعتهم الخايسة على أي احد وبأي طريقة ..
تكفى اخوي تشتري مني
الله يرحم والديك ،
صالح : لا حول ولا قوة إلا بالله ، يابن الحلال حنا موب لاقين الي ناكل به ،
نروح نشتري مكوى بستة الاف ..؟؟؟ اقولك ، ياخوي أنا عندي لك نصيحة ،
المندوب : سم أنا أسمعك ..
أنا أشتركت في منتدى ممتاز جدا ، اسمه على ما أظن ( منتدى حلول البطالة في السعودية ) ويوفر فرص كثيرة للسعوديين ،
ودايما ينزلون وظايف للسعوديين ،
يا خي رهيب هالمنتدى .طيب أنت سعودي؟ ،
المندوب : أي نعم سعودي ، شايفني علي عوض ، علشان مندووب ؟؟ ،،
أقول إما تشتري ولا تشوفلي شغله عندكم بالمنتدى ولا بأي مكان ،
صالح : أقول يالطيب ، قرأت في المنتدى البارح قبل لا أنام أن فيه تقديم على مركز التجنيد ،
ويقلك طالبين خريجين ثانوي ، وش رايك ، نقدم أنا وأياك ،
على الموقع ،
المندوب : أي والله رأي زين ، بس كيف التقديم؟؟
على الانترنت ولا لازم نروح لهم هناك في المركز؟؟؟
صالح : لا ياخوي ماعاد تروح ولا مكان ، قدم على الموقع ،
وتراه بكرة آخر يوم ، لا يفوتك ..
المندوب : الله يجزاك خير ، فكيتني من هالشغلة المقرفة ،
صالح : ( بضحكة مزعجة ) هععخخخععع لا تستعجل يمكن ماتنقبل وترجع لهم ،
المندوب : لا يارجال قل خير الله يرحم والديك ..
صالح : توكل على الله ، وانا اليوم بادخل بياناتي ، وإن شاء الله نتقابل في مركز التجنيد بعد القبول النهائي ،
المندوب : على خير يالله مع السلامة ،



بعد فترة من الزمن أضنها اسبوع /

صالح : بصوت عالي ، (وكأنه حاز على بطولة كأس العالم) : يمه يمه يمه...
أمه : لاحول ولاقوة إلا بالله ، والله ياوليدي من بعد الحادث الي صار لك
وأنا أشوف حالك موب عاجبني عسى الله يجيب العواقب سليمة ،
خير ياوليدي وش عندك تبي اسويلك غدى ..؟؟
صالح : أبشرك يايمه أبشرك ، طلع اسمي في القبول النهائي لمركز التجنيد
في مكة المكرمة
والدورة بعد شهر ، اللهم لك الحمد والشكر ..
أمه : مبروووك مبرووك ياولدي الله فرجها عليك ،
وأنا قلتلك مابعد الضيق إلا الفرج ، بس إلزم صلاتك وبرك بوالدتك ،
والله بيرزقك ..
صالح : هذا كله بفضل دعاك يالغالية عسى الله يطول لنا في عمرك
ويجعلك ذخر لنا ..
أمه تحظن الولد وتسلم في جبينه ، وتدمع عيناها من شدة الفرح **
الله يوفقك ياولدي الله يوفقك ........


النهاية ...
هذي نهاية كل عاطل سعودي ..






تنويه قد لا تكون النهاية مرضية لكل من تابع قصتي منذ البداية ، وإنما كانت مجرد إشارات ، لما شاع في مجتمعنا ، من مشكلات ، لايمكن حلها بمجرد الافتراضات القصصية ، اعتقد انها تحتاج لعمل كل واحد منا ، واعتقد اننا جميعا نشترك في حمل المسؤولية .. والله يوفقنا لعمل ماهو خير لنا في الدنيا والآخره ..)

تقبلو تحياتي / عــاطل مو باطــل *