مساء القهوة ..
أينما حللت ضيفاً على أي إنسان شرق هذه المعمورة أو غربها ، ستكون على موعد مع القهوة ن شئت أم أبيت بل ستجدها في قائمة أدبيات الضيافة في العالم وحينئذ لن تستطيع الإفلات من رائحتها المغرية ، إلا بعد أن ترتشف فنجاناً منها أو أكثر .
تلك هي القهوة ذات التاريخ العريق في أدبيات الضيافة العربية ، والتي اقترن اسمها مع الكرم ، فلا يكون طعاماً
إلا والقهوة تتقدمه أو تتأخره ، لكن هذا المشروب الساخن الذي يتناوله الفرد مع صباحه الفرد منا صباح ونستاء إذا لم
تشربه بل تتعرض بعض الأمزجة على التعكيران لم تشربه، ماذا عنها وعن تاريخها وعن حضورها على المائدة العربية ، وهل صاحبها اكتشافها شئ من التحريم والحل ،
وماذا أيضاً عن اسمها وهل لها جذور في لغتنا العربية.
اشتق اسم القهوة من الأقهاء، وهو الاجتواء والكراهية كما ذكرها فخر الدين البغدادي في (ذيل كشف الظنون)
وقد دخلت القهوة الحجاز في مطلع القرن العاشر الهجري وانتشرت بين الناس وأقيمت لها الدور (المقاهي) ، لكنها ارتبطت بالغناء والطرب والرقص فدعا الناس على تحريمها
ومصادرة أدواتها وتعزير شاربها فأخذت حكم الخمر الأمر الذي جعل من الأمير خير بك المعمار أمير مكة أن يبطلها
ويصادرها ويمنع الناس من شربها بإقرار من علماء مكة وقضائها في تلك الفترة بل إن الشيخ شهاب الدين بن عبد
الحق السنباطي بالغ فأفتى بحرق هذه الشجرة وهذا ما أثار عليه العامة والخاصة ومن الطريف أن أحد الشعراء قد رد عليه بابيات جاء فيها.
إن أقـــواماً تعـــدوا
والــبلاد مــنهم تــأتي
حــزموا القـهـــوة عـمـــداً
قــد رووا إفكــاً وبهـــتا
ومع أن قهوة البن لم تكن معروفة عند العرب قبل القرن السابع الهجري إلا أن كلمة (قهوة) كانت موجودة في اللسان العربي كإسم من أسماء الخمر.
فالقهوة هي الخمر قيل سميت بذلك لأنها تقهي أي تذهب بشهوة الطعام.
تبارز قرائح الشعراء في وصف عشيقتهم السمراء (القهوة) فدبجوا أروع القصائد وصفاً لها وتصويراً لأشكالها وتوضيحاً لألوانها ، فهذا أحدهم يقول :
رب ســوداء في الكؤوس تجــلت
تهــب الـروح نغمــة من حــياة
عــندما ذقــتها تحــققت مــنهـا
أن مــاء الـحياة في الظــلمــات
بل إن أحــد الشــعراء أضــفى
عليها كــثيراًُ من النمــوت الجــميلة فقــال:
يا قــهوة تذهــب هـــم الــفــتى
أنـت لحــاوي العـلــم نعــم مــــراد
شـــراب أهــل الله فـــيها الشـــفـــا
لطــــالب الحــكـمــة بين الــعـــباد
نطـبخهـــا قشـــراً فــتأتي لنا
في نكــهة المســـك ولــون المـــــداد
فـــيها لنا تــبرد وفي حـــانها
صــحبة أبنــاء الكــرام الجــــياد
وقال محمد السيوطي:
اســـقنا من يــديك قــهــوة بـن
وأدرهــا ممــزوجــــة برضــابك
لا تحكم سوى كؤوسك فينا
أنت كفؤ ونحن من خطابك
وهذا الشاعر يحيى الأصلي الدمياطي يقول فيها :
هات اسقني قهوة حلالا صرفا أداوي بها مزاجي وأنعش بطبيب الحديث روحي وكلما تسقى فنجاني
ويندهش الفقيه محمود بن شرف اليمني ممن قد صدق
بتحريم شرب قهوة قشر البن فقال:
أراك تصغي لقول الذي جهلا
وأنت في الناس محسوب من العقلا
تقول قهوة البن قد حرمت
ولم نجد أبدا في شربها خللا
إلى أن يقول :
تعين أهل الليل ان كسلوا
عن القيام وتنفي عنهم الكسلا
من يحتسى شربة منها يبيت على
أقدامه خاشعا لله مبتهلا
اروبا والقهوة
بعد ما انتشرت القهوه في بلاد الشام والتركية انتقلت عن طريق التجار لاروبا والضبط في عام 1615 ميلادي يعني بعد اكثر من 600سنة يعني القهوة تغلغلت في العالم العربي والأسلامي قبل العالم الغربي فأول ما دخلت القهوه اروبا قالت الكنيسه
انو مشروب محرم .. وانو مشروب الشيطان .. وانه سبب للفساد..
ولكن سرعان ما تغيرت تلك النظرة .. وأصبحت القهوة مشروب راقي ..
قم يالمقهوي دن نجر ومحماس
............واحمس لنا من حب صنعا نماها
احمس وزين حمسة البن بقياس
..............دقــه ولقمهـا وعـجل سواهـا
وصبه لممرور على الخيل مدباس
..............تقفي عنه صم الرمك لانصاها
من فوق ماتاخذ على الخيل مرواس
,...........لاجدعت خبثات الانفس حذاها
واثنه لمن حوله على الزبر جلاس
..............اهل السموت اللي بعيد مداها
ابن عبيكه هرجته مابها باس
..........تطرب لها كرام اللحى من حلاها
طول الجدار وقصرة الرجل نوماس
............لا صار ما للرجــل داع دعاهــا
تصير بعيون الرفاقه معك باس
.............لاصار ماتدعى تره من عناها
يصيرقالات ويصير لولاس
.............ونوبن من الادنين ياتي بلاها
قلبك يصير ويضرب القلب عوماس
...........والنفس تقدح عقب زايد غلاها
خلك على بابك تقل لون حراس
.............لاجو عليهن محترين عشاها
لاجنمع الخل الشمالي لها اضراس
...........والكل تشكي رجلها من حفاها
نرحب بهم من قبل تجديع الالباس
..........ونقلط لهم تمر الحلا من نماها
ونذبح لهم كبش مربى بالاطعاس
...........ونقلطه من قبل يقرب مساها
هذي سلوم جدودنا قبل من راس
..........واللي بعدنا كــان ربي هداهـا
اڷموڞوع منُّ تجميعي و تنُّسيقي