22-04-2007, 09:40 PM
|
Guest
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 3,633
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
تنتشر بينهم الأمراض والممنوعات ويتذمر منهم سكان الأحياء المجاورة
تنتشر بينهم الأمراض والممنوعات ويتذمر منهم سكان الأحياء المجاورة مخالفون يحولون جسور جدة إلى أسواق تجارية وبيوت سكنية جدة: حسن السلمي تنتشر تحت الجسور في مدينة جدة تجمعات كثيفة للمخالفين من مختلف الجنسيات الذين يأوون إلى ظلال تلك الجسور، ويفترشون الأرصفة والميادين العامة في الليل، فيما يحولونها إلى أسواق للبيع وممارسة المهن المختلفة كالحلاقة والطهو في النهار.
وتأتي هذه التجمعات رغم كل ما تقوم به الجهات المعنية كالجوازات والدوريات الأمنية والبلدية من جهود مستمرة للقضاء على هذه الظواهر وترحيل المخالفين لنظام الإقامة والعمل، إذ يكتفي هؤلاء ذاتياً بما يحترفونه من مهن مختلفة، فمنهم من يعمل حلاقاً للآخرين وبأسعار مرتفعة جداً، وآخرون يمتهنون الطهو وإعداد الوجبات في العراء وتقديمها لزملائهم في المكان، كما يمتهن آخرون البيع وذلك بإعداد بسطات تحتوي على ملابس وأوان وأجهزة إلكترونية أغلبها من التالف ومنتهي الصلاحية، فيما تقوم النساء بدورهن في إعداد الشاي والطعام وتهيئة المكان صباحاً ومساءً، إضافة إلى امتهانهن التسول في الشوارع وعند الإشارات المرورية المجاورة.
وبحسب كل من عبداللطيف أحمد ونوار الثبيتي وفرج الحربي من سكان الحي المجاور لكوبري تقاطع طريق مكة مع طريق معارض السيارات جنوب جدة، فإن تجمع المخالفين تحت هذا الجسر يتنامى بما يشكل خطراً على السكان فدائماً ما يهرب هؤلاء المخالفون إلى داخل الحي ويختبئون من الجوازات والأمانة في مداخل العمائر والحدائق.
وأضافوا أن غالبيتهم ينتشر بينهم تعاطي المخدرات والمسكرات فضلا عن أن بعض الشباب المنحرفين يزورون هذا الجسر باستمرار بحثاً عن تلك الممنوعات.
وعن دور الجهات المعنية في التصدي لمثل تلك الحالات أشاروا إلى أن المخالفين يختفون تماماً عند قدوم أي دورية للجوازات ثم يعودون إلى مكانهم بعد مغادرة الدورية مؤكدين أن لهم عيوناً تراقب قدوم أي جهة أمنية للمكان.
وأوضح كل من حميد المعبدي وسليمان الجابر ودحيم العتيبي من حي الروابي الغربي المجاور لنفس الجسر أن امتداد هؤلاء المخالفين أصبح داخل الحي، حيث يأوون إليه ليلاً ويتخفون عن الحملات الأمنية في الأزقة والحدائق والبيوت المهجورة.
وأكدوا أنهم يشاهدون هؤلاء المخالفين وهم يصنعون المسكر ويقومون بتوزيعه بينهم ويعرضون بعضه للبيع مطالبين الجهات المعنية بالتدخل لتفريق تجمعات المخالفين وتسوير المساحات الخالية التي تقع تحت الجسر لمنعهم من اتخاذها مساكن لهم.
ويقول سامي رافعة وعلي فلاتة وياسر شهوان من سكان حي بترومين المجاور لكوبري الميناء إن تجمع المخالفين تحت الجسر مستمر من عدة سنوات، إذ يعتبرونه حالياً سكناً لهم كما أنشأوا سوقاً لهم تحت هذا الجسر يمارسون فيه بيع كل ما تتوقعه من ممنوعات وملابس رثة وأجهزة متهالكة، مشيرين إلى أن الروائح التي تنبعث من هذا المكان تنبئ بانتشار الأمراض والأوبئة بين هؤلاء المخالفين.
كما أوضحوا أن تجمعهم أصبح يشكل خطراً على المارة وعابري الطريق المؤدي إلى الحي، وأنهم أصبحوا يتسولون في داخل الأحياء المجاورة، فيما أصبحت النساء يطرقن أبواب المنازل والشقق بهدف التسول وترويج بضائعهن الرثة.
ويؤكد كل من محمد وعمر ونور من المخالفين المتجمهرين بجوار كوبري بترومين أنهم جاؤوا لأداء الحج ولم يعودوا إلى بلدانهم لحاجتهم التي اضطرتهم للبقاء لممارسة التجارة والبيع أطول فترة ممكنة.
و أشاروا إلى أن أكثر ما يشغلهم هو مفاجأة الدوريات الأمنية لهم وخصوصاً الجوازات، مؤكدين أن أمتعتهم التي يبيعونها وممتلكاتهم تصادرها البلدية أحياناً لعدم تمكنهم من حملها معهم أثناء هروبهم من الدوريات والأمانة.
ومن تحت كوبري طريق مكة يقول كل من عثمان ووشيك والطايع ( سودانيي الجنسية) إنهم مقيمون نظاميون ولكنهم يأتون لهذا الجسر للقاء أصدقاء لهم غير نظاميين، كما أن السوق الذي أقامه الأفارقة تحت الجسر به أشياء رخيصة الثمن وغير موجودة بالأسواق الأخرى مثل (الشمة أو النشوق) وهي مادة ممنوعة يتداولها ويبيعها هؤلاء المخالفون، فيما ذكر أحدهم وهو الطايع الترابي أنه يأتي هنا لحلاقة شعره لوجود حلاقين في الهواء الطلق وبمبلغ ريالين فقط.
من جهته، أكد الريح محمد، سوداني يعمل حلاقاً تحت الجسر، أنه يمارس مهنته في هذا المكان منذ أكثر من سنة حيث يحلق لزملائه وأصحاب الشاحنات الذين يتوقفون تحت الجسر للراحة، ولكنه تذمر من قيام معدات البلدية بعمل حواجز ترابية تحت الجسر لمنعهم من ممارسة مهنتهم هنا.
ويرى أن عمله حراً في هذا المكان أفضل من عمله نظامياً في محل للحلاقة كون كل ما يحتاجه هو مقص وشفرات للحلاقة وكرسي بلاستيكي يهرب بها إلى داخل الحي عند قدوم أي خطر من قبل الدوريات الأمنية والبلدية.
ولوحظ في العديد من تلك المواقع إجراءات ميدانية قامت بها أمانة جدة كإغلاق الساحات التي تقع تحت الجسور بكتل خرسانية وترابية لمنع هؤلاء المخالفين من بسط موادهم وبيعها في تلك الساحات أو استخدامها للسكن والراحة.
كما أكد مصدر مسؤول في جوازات جدة أن هؤلاء المخالفين يتجمعون في هذه الأماكن غالباً بعد المواسم ولقربها من الأحياء الشعبية للاختباء بها، و من أهم أسباب وجودهم هو التسول وممارسة مهن بيع المحظورات والبقاء هنا أكثر فترة ممكنة وليتم ترحيلهم مجاناً.
ويشير إلى تكثيف الجوازات لدورياتها في أماكن التجمع ومن خلال المداهمات المفاجئة، وكذلك مشاركتهم في الحملات الأمنية التي تنفذ من قبل عدة جهات للقضاء على مثل تلك الظواهر.
وأضاف المصدر أن القضاء على هذه الظاهرة يتطلب تكاتف عدة جهات ممثلة في الجوازات ومكافحة التسول والترحيل والصحة والأمانة لافتا إلى أن دور الجوازات هو تسليمهم لإدارة الترحيل ليتم التنسيق مع الجهات المختصة الأخرى في ترحيلهم وهو ما ينشده هؤلاء المتخلفون.
ومن جهته أكد الناطق الإعلامي بشرطة محافظة جدة العقيد مسفر الجعيد أن الدوريات الأمنية يتم تكثيفها في أي مربع يشهد تجمعا أو ازدحاما وخصوصاً من قبل المخالفين، وأشار إلى أن تجمعات المخالفين بالأحياء والأزقة تعد من الظواهر التي تتابعها دوريات الأمن بكثافة لمنع وقوع أي حادث جنائي أو ترويج للممنوعات.
وعن الإجراءات التي تتخذها دوريات الأمن يقول: يتم رصد مثل هذه التجمعات في الأزقة والشوارع أو تحت الجسور من خلال الدوريات السرية في المربعات ثم بعد التثبت من ذلك تتم مداهمة تلك المواقع للقبض على مثل تلك الفئات المخالفة وتتخذ بحقهم الإجراءات المناسبة، وأن الدوريات السرية تتواجد بكثافة في ساعات الليل في الأحياء العشوائية للإبلاغ عن أي تجمع وخصوصاً للمخالفين.
|