26-04-2007, 01:55 AM
|
|
مشرف سابق
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2007
الدولة: خميس مشيط
المشاركات: 1,227
معدل تقييم المستوى: 39
|
|
!!!....نبضة قلم .... بعيدة عن الكبر والخيلاء ........
نبضــــــةُ قلمٍ
شعرت بالخوف ذات يوم ، فأخذت أبحث عن أسباب الأمان هنا وهناك ، حتى أصرف عني نفسي ما ألمّ بها من هواجس الخوف والاضطراب ، فأمسكت بمجلة كانت بجواري ، وأخذت أقلب بين صفحاتها ؛ لعل ذلك يزيل ما نزل بنفسي من الضيق والاكتئاب ، غير أن إحساسي بالخوف والقلق تزايد بشكل كاد ينخلع معه قلبي فسارعت بفتح جهاز التلفاز ؛ لعلي أجد بين قنواته ما يصرف عني نفسي شعورها بهذا الجحيم ، إلا أن هذا الشعور تعاظم ؛ حتى أضحى كالشبح الذي أخذ يتهيأ ؛ كي ما يجثم على صدري ، وحيينها نهضت مسرعاً نحو كتاب ربي ، أفتح دفتيه بلهفة اللاهث ؛ أبحث فيه عن النجاة مما ألمّ بي ، وما كاد لساني يلهج بذكر الله تعالى تالياً أولى آياته ؛ حتى فاضت من عيني دمعة ! !
فسألتها : ماذا وراءك أيتها الدمعة ؟!
فأجابتني وهي تسيل حارةً على مدمعي : لقد طالت الوحشة بينك وبين ربك ، ومنذ سنوات وأنت لم تقرب القرآن ؛ حتى جفّ لسانك عن ذكر الله ، وأصاب قلبك ما أصابه من القسوة والغلظة !!
فأجبتها متأسفاً على حالي : لقد جرفتني مشاغل الحياة ، فماذا أفعل ؟!
فقالت : إن حياتك وموتك ، وسعادتك ورزقك ، كلها بيد الله ، فلماذا تذهب بعيداً أيها المسكين ، وتلهث وراء السراب ؟ لقد خُدعت بطول الأمل ، الذي صرفك بالفعل عن خير العمل ، وغداً ستقدم على ربك فيحاسب على ما فات ، فماذا ستغني عنك الدنيا بأسرها ؟!
إن فوزك وسعادتك الحقيقية أن تغتنم فرصة حياتك في القرب من الله ، فبقربه ستشعر بالأمان ، وسوف تهنأ لك الحياة بكل ما فيها ، فإذا ما أنعم الله عليك ، واستشعرت لذة الطاعة بحقٍ ، فإن معنى السعادة حينئذ قد جمع بين يديك حين تستشعر أن الدنيا قد حيزت لك بأسرها ، متمثلةً في شعورك بالأمان على الحاضر ، وشوقك إلى ذروة النعيم في ما عند الله من النعيم في روضات الجنان ، فلماذا تحرم نفسك من عظيم هذا الخير يا مسكين بمتاع قصير ، سريع الزوال ؟!
ارجع إلى ربك . . وكن على يقين أنه أرحم بك من الوالدة بولدها ، بل إنه سبحانه يفرح بتوبة عبده ، ويباهي بها ملائكته وهو الغني عنه ! ! فاجعل من لحظتك هذه بداية الطريق نحو النجاة ، وتأكد من أننا سـوف نلتقي مرة أخرى بل مرات ؛ حين تقر عينيك برؤية وجه ربك ذو الجلال والإكرام في أعالي الجنان .
وحيينها . . سوف تنحدر على مدمعك دمعةٌ . . بل دمعات ، ولكنها وقتئذٍ ستكون دموع الفرح بلقاء مولاك ثم ودعتني وهي تلوح قائلةً : " عينان لا تمسهما النار . . منهما .. عين بكت من خشية الله "
واحذر
على رسلك أيها العابد . . فدموعك لا زالت تبلل موضع السجدات ، ولكن تمهل ، فمن قبلك قد تفطرت قدماه من القيام بين يدي مولاه ، وهو الذي قد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ! !
فهل ضمنت أن الله قد غفر لك ذنباً واحداً ؟ ! تمهل ولا ترميني بسهام الاتهام بتقنيطك من رحمة الله ، ولكنني أخشى عليك فقط من هذا الشبح المتربص في الخفاء ، والذي أخذ يتهيأ كي ما يجثم على صدرك بمجرد فراغك من تلك الركعات ، إنه شبح العجب والخيلاء ، سوف يستقبلك بابتسامته العريضة قائلا :
( هنيئاً لك أيها العابد على هذه الدموع الحارة ، إنك بحقٍ سيد العباد ) !!
وما هي إلا لحظاتٍ حتى يلقي عليك ثوباً من الوهم والخيلاء ، سوف تستشعر معه علو مكانتك ، وتزهو معه بصدق عبادتك ، حتى تنتفخ منك الجوانب ، وتشعر ألا أحدٌ على الأرض مثلك ! !
وحينها ترقب يا مسكين نازلة تصيبك في دينك ، لتعرف معها قدرك ، و تخشى على ثواب عملك من الضياع فكن على حذر من العجب والخيلاء على أيةِ حالِ :
فإنك إن كنت عابداً ---> أحبط ثواب عبادتك ، وأغلق عليك باب الازدياد .
أو إن كنت متصدقاً ---> أذهب أجر صدقتك ، وجعلك ممتنا على الله بما أعطاك من الزاد .
وإن كنت متواضعاً ---> غرس في قلبك بذرة الكبر ، وحرمك رفعة رب العباد .
وإن كنت عالمــًا ---> ألقى في أمنيتك الغرور ، وجعل فتنتك عبرة للعباد .
وإن كنت قويــًا ---> دفعك إلى التعدي ، ومن يتعدَ ، كان له ربه بالمرصاد .
وإن كنت ذا سلطةٍ ---> أصابك بجنون العظمة ، فتستوجب عليك نقمة رب العباد
وعليك أن تتذكر دائماً أن الأمر كله بيد الله ، وأن توفيق العبد للطاعة ، إنما هو محضُ فضلٍ من الله عليه
وأنه فقيرٌ دوماً لفضلِ اللهِ ورحمتِهِ ، وأنه إذا حُرم الطاعة ، فإنما ذاك بعدل الله الذي لا يظلم الناس شيئاً
ولكن الناس أنفسهم يظلمون ، من كثرة ما يذنبون ، فتأسف على حالك ، ولا تبرح التذلل عند باب الكريم
حتى يتغمدك بواسع فضله العظيم
فيبدل حالك إلى خير حال
إنه سبحانه جواد كريم
وهو حسبنا ونعم الوكيل .
.
.
منقول
عسى ربي يكتب الاجر لي ولكم
ويرحمنا برحمته التى وسعت كل شيء
ويرزقني واياكم من حيث لا نحتسب
رزقآ حلالآ ويبارك لنا فيه
اللهم آآآآآآآآمين
|