انتبهوا جيدا.. النساء قادمات.
بدأت المرأة السعودية أول من أمس مرحلة جديدة في تأنيث
قيادات تعليم البنات بوزارة التربية والتعليم.
فقد تسلم أكثر من 700 موظفة أعمالهن بالمبنى الرئيسي
لتعليم البنات وانفردن بإدارته لأول مرة، بعد أن ظل الرجال
يديرونه نيابة عنهن سنوات طويلة.
وانتقل الرجال الذين كانوا يعملون بالمبنى إلى مبنى الإدارات النسائية
ـ سابقاً ـ والذي يتكـون من ثلاثة أدوار فقـط، بينما يتـكون المبنى الـذي
"احتلـته" النساء من 7 طوابق.
إنذار وتحذير أعلنته 700 موظفة بشؤون تعليم البنات أمس باقتحامهن
ـ أو بالأحرى "استعادتهن" ـ المبنى الرئيسي لـ "شؤون تعليم البنات"
في حي الوشم أمام وزارة الإعلام بالرياض.
الموظفات بدأن مرحلة جديدة في مجال إدارة شؤون المتعلمات بقيادة
نائب وزير التعليم لشؤون تعليم البنات نورة بنت عبدالله الفايز بعد أن
ظل الرجال يمارسونها نيابة عنهن سنوات طويلة.
..موقف الموظفات..
فرحة النساء جعلت بعضهن يعتبرن تأنيث المبنى "اقتحاماً" لحصن
ظل منيعا لسنوات طويلة، أمام دخول أي امرأة من منسوبات وزارة
التربية والتعليم للعمل تحت مظلته أو لإتمام أي معاملة تخصها.
أما سبب المنع فهو إدارته بقيادات وموظفين من الرجال؛ منذ حمل اسم
"الرئاسة العامة لتعليم البنات" وحتى انضمام إدارته لوزارة التربية
والتعليم واستمرار قيادته بسواعد رجالية.
الفرحة لم تسع منسوبات "تعليم البنات" لتوسعهن في هذا المبنى ذي
السبع طوابق ـ حيث يلاحظ المتجول في ردهاته ومكاتبه فوارق كبيرة
بين أسلوب عمارته وسعته وتصاميمه وأثاثه.
...موقف الموظفين..
وفي المقابل امتزجت روح التندر مع الحسرة في نفوس موظفي "تعليم البنات"
الذين انتقلوا بملفاتهم ومستلزمات عملهم إلى مبنى الإدارات النسائية (سابقا)
ذي الطوابق الثلاثة والمساحة الأصغر، والواقع خلف المبنى الأول بأمتار.
وكان الانتقال قد تم خلال شهر بعد صدور قرار رسمي - مع بداية
رمضان وحتى قبل إجازة العيد.
أحد الموظفين ـ فضل عدم نشر اسمه ـ يؤكد أنه وزملاءه أطلقوا
ـ بعد انتقالهم إلى مبنى الإدارات النسائية ـ عددا من الأوصاف التي
باتوا يتندرون بها على أنفسهم (لكونهم يعملون في مبنى نسائي سابق).
وأوضح أنهم يتجرعون صدمة صغر مساحة المبنى على أعدادهم التي
تصل إلى ألف موظف؛ فواحد يقول:"ما بقي إلا نلبس تنورة!!!"، وثاني
يقول:"آه يا أرحامي"، وثالث يقول لزميله: "حط شنطتك هنا"، ورابع
يصف دخول زميلاته الموظفات المبنى بأنه "غارة نسائية".
في حين لم يجد 30 موظفا من إدارة شئون الموظفين، مكاتب يمارسون
عملهم فيها، ورفعوا شكوى.
أما نورة الفايز فتصف قطاعها بالجهاز المستقل،
وتعدّ عملية الانتقال اللبنة الأولى، لتحقيق تطلعاتهن، مشيرة إلى الخطط
الكثيرة التي يسعين لتحقيقها، بعد استكمال عملية الاستقرار.
وتلفت إلى أن هذا الاستقلال يحقق لهن مرونة في العمل والتواصل والتكامل والعمل بروح الفريق، إلى جانب تسهيل الإجراءات.