10-05-2007, 01:38 AM
|
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2006
الدولة: Eastern Province
المشاركات: 9,471
معدل تقييم المستوى: 694660
|
|
المظهرجيين
هم أشخاص مصابون بعقدة النقص.. ليسوا من الطبقة المخملية ولكنهم يحاولون
الانتماء بأي وسيلة إلى هذه النخبة المميزة من المجتمع بتقليدهم في المظهر
حتى لو كان ذلك بالتقسيط أو التجميع والضغط على الذات!
عشقهم يكمن في لفت انتباه الآخرين إليهم في كل جلسة يتواجدون بها، وقد
يعمدون إلى ذلك بالحديث عن أشياء قد لا يستطيعون الحصول على جزء منها إلا
بشق الأنفس ولكنهم يتظاهرون بأنها أشياء متوفرة بسهولة بالنسبة إليهم!..
كمجموعة (داماس) الجديدة أو الكولكشن الجديد لـ(ديور).
يحرصون على اقتناء شنط
(بربري) و(لوي فويتون)
ولكن من السوق السوداء في باريس.. أو لربما كانت نسخ مقلدة من الصين، من
أجل التباهي بها في الحفلات واللقاءات.
هوايتهم الاحتفاظ بأكياس التسوق التي تحمل أسماء الماركات العالمية
المعروفة والملفتة لكي يحملوا بها أغراضهم إلى العمل أو أي مكان آخر
يستطيعون التباهي فيه بطريقة غير مباشرة!
قد يرفع أحد المظهرجيين حذائه بأي طريقة أثناء حديثه معك لكي ترى الملصق
الخاص بالسعر والذي لم ينزعه بعد شرائه رغبة في الاستعراض... وقد يكون
اشتراه بعد الخصم 70%!
في علاقاتهم وصداقاتهم يفضل المظهرجيين صحبة الأشخاص المترفين ممن يعيشون
في أرقى المستويات والأحياء، ويمتلكون أفخم السيارات والبيوت.. فذلك يظهرهم
أمام الناس بشكل مشرّف.
البعض من المظهرجيين هم في الواقع زبائن مخلصين لمحلات
(أبو ريالين) و (كل شيء بـ10 ريال)
ولكن.. إن صادف ورآهم أحد يعرفهم جيداً تظاهروا أمامه بعدم الشراء من المحل
متذمرين بصوت مسموع من كونه
Cheap
ودون المستوى وأنهم دخلوا بالغلط!.. أو أنهم قد أتوا لشراء لوازم الخادمة!
تجد في هؤلاء المرضى النفسيين الاحتقار والنظرة الدونية للبسطاء
والمتواضعين من الناس.. لاسيما إذا كانوا حديثو عهد بالثراء!
المثير للسخرية حقاً أن كثيراً من هؤلاء الذين يتباهون أمامك بطريقة
مباشرة أو غير مباشرة بكونهم يرتدون أشهر الماركات ويرددون أسماء رنانة في
عالم الموضة هم في الحقيقة أبخل البخلاء، ويمكنك التأكد حين تأتي مناسبة
تخصك تستحق هدية منهم.. أو عندما تتفق مع أحدهم على اللقاء في كافيه أو مطعم
معروف فيتصبب عرقاً حينما يأتي موعد تسديد الفاتورة!
وعندما يضطر أحد المظهرجيين البخلاء لشراء هدية لك في أي مناسبة
(من باب تأدية الواجب)
فإنه يحرص على شراء الهدايا بعد التخفيض وقد يعمد لنزع السعر الأخير تاركاً
السعر القديم!
مِن المظهرجيين مَن يحسنون عد النقود جيداً ويتذكرون كل قرش أنفقوه..
وللمال النصيب الأكبر من أحاديثهم، فتجدهم يعددون في حضورك ما اشتروه في
الرحلة الفلانية وكم كلفهم ذلك.
قد يأخذ المظهرجي قرضاً من البنك فوق حدود طاقته من أجل شراء سيارة بسعر
بيته أو أي شيء أعلى من مستواه لمجاراة أصدقاءه المرفهين، ومن أجل لفت أنظار
الآخرين إليه.
قد يستعر المظهرجي من أقربائه البسطاء فيتنكر لهم في المناسبات ويبتعد
عنهم كي لا يشوه صورته البهية!.. وإن صادف ورآهم في مكان عام أو في السفر
فهو يحاول قدر الإمكان تحاشيهم بالتظاهر بعدم رؤيتهم أو الابتعاد بسرعة لعدم
السلام عليهم ومصافحتهم أمام الناس.
كان ذلك غيض من فيض وجزء بسيط من الحديث عن شخصية المظهرجي المنتشرة في
وقتنا الحاضر.. فإذا كنت أخي القارئ
(شخصية مظهرجية)
، فأنصحك بالبدء بالعلاج النفسي في الحال قبل استفحال المرض بفعل المظاهر
الكذابة والغرور والتكبر والتغطرس.. والنتيجة كره الآخرين لك وسخط الله
عليك!!
تذكر أخي القارئ قول أشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
" لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر".
و"ثلاث مهلكات : شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه" .
وتذكر دائماً قول الله عز وجل: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
من بريدي
|