لم أكن اتصور أن مشاعر الأبوه تصل إلى هذه الدرجه حزنت كثيرا بعد ماقرأت هذه السطور.
تاريخ الولادة/ الأحد 29/10/1430 يوافق 18 أكتوبر 2009 الساعه 9 ونصف صباحا.
تاريخ الوفاة / الأحد 29/10/1430 يوافق 18 أكتوبر 2009الساعه 9 ونصف صباحا.(ولد متوفى)
لن أنسى تلك اللحظه اللتي أخبرت والدي ببشرى حمل زوجتي...لن أنسى التفاتته وفرحه بسماع الخبر..لن أنسى فرحة والدتي حينما أخبرتها بأن زوجتي حامل..وانها كانت اول وربما ثاني شخص يعلم بالخبر,لأن زوجتي كانت في الغرفة الأخرى,تبشر والدتها بذلك..!!
,الى أبني عبدالرحمن,
رسالة لك من أب مكلوم,لم يعرف من الأبوه الا كيفية تغسيل وتكفين أبنه,ثم الصلاة عليه وقبره..!رسالة لك من أبيك اللذي (والله يشهد) أني لم أضع في جوفي منذ علمت بوفاتك لقمة واحده..والله أني اكتب لك الان وانا أشهق من البكاء...لكن لاتخف من أن أزعج والدتك,فهي الان ولله الحمد ترقد سالمه في بيت أختها (خالتك,اللتي كانت أكثر مني ومن والدتك فرحا بخبر الحمل بك).
لا أستطيع أن اضع لقمة واحده في فمي,ولاأطعم للعصير أو الخبز طعما.لاأرى الدنيا الا بلون رمادي,اختفت الفرحه من عيني,وانكوى قلبي بوفاتك أعظم كي.
أبني عبدالرحمن,أعتذر لك عن كل لحظه كنت تضرب بطن والدتك,ولكأنك تريد شيأ فلم نجبك,كانت تقول والدتك أنه سيكون ولدا شقيا.فهو لايهناء باللعب الا حينما استعد للنوم على الفراش..فكنت أجيبها (انتي خليه يجي,ويكون اللي يكون لو يبغى يدعس على وجه أبوه..أهم حاجه أضمه بين ايديني).
مشاغل الدنيا واعمال والدك ياعبدالرحمن,هي ماابعدني عن مشاهدت ولمس ضرباتك على بطن والدتك..هي مرة واحده كنت واضعا يدي على بطن والدتك حينما احست بأنك موعد لعبك في بطنها سيبدأ..وضعت يدي وانتظرت ثم انتظرت....وأحسست بضربتك على باطن يدي...ثم الضربة الأخرى......وبعدها توقفت أنت عن اللعب....ولكأنك قمت من نومك,فقط لتلقي التحية على والدك وتعود للنوم....وتقول في نفسك سألتقي بك ياوالدي بعد مدة..ولكن اللقاء لم يتم...ولن يتم في هذه الدنيا..!!
ابني عبدالرحمن,يعلم الله أني لم أدخر شيئا,ولم أتعاجز في لحظه واحده بأي شيء يخصك أنت أو يخص والدتك...كنت أترك والدتك تنام في غرفة النوم الرئيسية لوحدها..لأنها كانت تتضايق من صوت شخيري,وكانت بالأخص تريد أن تتقلب في الفراش دون أن تزعجني,كانت تخاف عليك كثيرا...والدتك ليس من عاداتها النوم على الظهر دائما...ولكن لأجلك انت كانت تستحمل وتجبر نفسها..!!
ابني عبدالرحمن,كنت في تلك الليله المشؤمه اللتي سبقت ولادتك قد عدت من عمل طارئ,متعب ومرهق..لأجد والدتك تنتظرني على العشاء...كنا نتسامر ثم بدأت تحس بالالام..ومن تلك الليله وحتى هذه اللحظه,وانا لم اذق لو ساعة واحده من النوم..كيف انام هانئا وانا أعلم أنك في بطن الأرض وانا في أعلاها..كيف انام وانا اعلم اني لن اخاطبك في هذه الدنيا أو اسمع صراخك أو كلمة (بابا) في فمك.؟؟
حينما اقترب الصباح كنا مانزال في المستشفى,وعلمت أن والدتك الان في حالة الولادة..ولااحد يعلم ماسيكون مصيرك..كان قد مر علي يوم كامل لم انم به,وكنت مرهقا لوجودي بجانب والدتك من حين ادخالها للتنويم والملاحظه وحتى بدء الطلق معلنا قدومك..كنت أقف بجانبها أمسك بيدها وانا احاول الصمود..وأعترف ياعبدالرحمن ان والدتك أهم لدي من كل مافي هذه الدنيا..ولو خيروني بينها وبينك لااخترتها...وانا اعلم ياعبدالرحمن انك لن تلومني على هذا القرار لأنها والدتك وانا وانت نحبها اكثر من اي شيء اخر.......واني انا وانت ياعبدالرحمن نكون فداء لها في أي لحظه.
ابني وحبيبي عبدالرحمن,لم أتحمل صراخ والام والدتك,فخرجت سريعا عندما رأيت خالتك قد وقفت بجانبها,وتاكدت أن وجودي لن يفيد في أي شيء,عدت لتلك الغرفه اللي جهزت لاستقبالك انت ووالدتك..جلست على الكنبه المقابله لسرير والدتك,ومال رأسي للأمام من التعب والارهاق والجوع,أمسكت رأسي بيدي,وانا ادعي واتوسل لله أن تقوم انت ووالدتك بخير,وكنت اقلب في رأسي سيناريو سيء عن احتمالية وفاتك..فلقد اخبرتني الطبيبة المعالجه ان الاحتمال ضعيف جدا..!!
ابني عبدالرحمن,كنت قد اتفقت انا ووالدتك على تسميتك,إما بفهد أو فيصل,أو عبدالرحمن..وكانت والدتك تحب اسم فهد مثلي,فكان هو خيارنا الأول..! ولكن حينما علمت باحتمال وفاتك,لم أكن اريد ان يخيب ظن والدتك بضياع فرصه تسمية احد اطفالها بفهد (ان رزقنا الله وعوضنا).فقررت أن اسميك عبدالرحمن,وانا اعلم انك سترحب بتسمية أحد اخوتك بهذا الاسم,لاني متأكد من محبتك لاخوانك اللذين سيأتون من بعدك..!وايضا متأكد من محبتك لوالدتك ولن تكون سببا في تخييب ظنها..!
ابني عبدالرحمن,كنت قد غفوت لربع ساعه,حينما سمعت الطرق على الباب,ولما فتحته رأيت خالتك والألم يخرج من كلامها...(الحمدلله زوجتك بصحه وانتهت الولاده,وهي بص..) قاطعتها وانا اقول باعلى صوتي الحمدلله الحمدلله..ثم اخذت ابحث عن اقرب كرسي لكي أرمي عليه جسمي المتعب والمرهق..ولكن
خرجت (ولكن) من خالتك ولكأنه صفعه قوية,أو شحنه مندفعه من الادرينالين لجسمي..قفزت حالا وانا اتذكر ..ثم صرخت (واللي في بطنها..؟) فاجابت خالتك (ولد...طلع وهو ميت)..!! اجبت وبانفعال ( لكن من يوم ماحملت فيه الى قبل ماتدخل غرفة الولاده ونبضه طبيعي وقلبه طبيعي وكل شي طبيعي..)
ايه لكن الولد طلع ميت..عاد هذي حكمة ربك.. كانت تلك العبارات غير واضحه لدي,ولااعلم ان قالت خالتك غيرها,لاني كنت قد ذهبت الى عالم اخر...احسست باني اريد ان استفرغ والدوار جعل الغرفه كلها تدور بي واختفئ الهواء فلم استطع ان اتنفس..اخذت لحظات ولحظات وانا كأني صنم قاعد..لم اتكلم ولم افكر لااعلم ماذا يحدث حولي..!!
ولكن أحسست بشئ ينتشلني من هذه الحاله,لعلها روحك الطاهره اللتي رفضت أن تذهب دون أن تلقي التحية علي,وتذكرني بوالدتك..!!
خرجت من الغرفه وانا اجري,فدخلت غرفة الولادة ثم اتجهت لوالدتك,وحينما دخلت ورأيتها,احسست بقلبي قد توقف..حمدت الله انها سالمه,ولكن كان منظر والدتك ياعبدالرحمن يقطع نياط القلوب,وهي تكتم البكاء في قلبها,وتعتصر الألم في داخلها...لم تكن تريد أن تراني انهار بجانبها..وهي تعرف والدك ياعبدالرحمن,اكثر من أي شخص اخر..استجمعت كل قواي لأطبع قبلة على رأسها الطاهره,واتحمد الله على سلامتها...كنت في تلك اللحظه أبرع ممثل وجد على الاطلاق..كيف ان داخلي براكين ألم وحسرة ويجري في داخلي الدمع مكان الدماء..وكيف كنت أمام والدتك الرجل اللذي تريده أن يكون امامها,هادئا مؤمنا بالله وبقضاءه,قادرا على حملها من حالة الوجع والخيبه لتفتح امالها على مستقبل قادم سيكون اجمل وافضل.!! ولكن أشك بأنها كانت تعلم مابداخلي وساكته..هي ايضا كانت تمثل لأجل والدك,حتى لاتجعله يعود لحالة الألم وقد يصدق مايقوله لها..!!
ابني عبدالرحمن,حبيبي عبدالرحمن,لطالما تخيلت اني جالس في الغرفة أمام التلفاز أو جهاز الكمبيوتر مندمجا في عملي,ثم تأتي انت لتشكي لي أكبر همك( بابا ابي هوووبا) أو (بابا خلص الحجار حق اللعبه) كنت أتخيل وجودك بقربي وانت تضحك فرحا حينما ترى صورتك اللي كنت قد أنزلتها للتو في المنتدى..ثم اقراء عليك ردود الاعضاء...وانا معتقد انك ستفهمها وستفرح بها.
حبيبي عبدالرحمن,لقد كنت اعتقد قبل قدومك أني اتنفذت كل طاقاتي (الابوية) على اولاد اخواتي أو اولاد اقاربي..حتى قدومك,
حبيبي عبدالرحمن,كانت دائما والدتك تغضب حينما اخرج لها سرير اطفال أو عربه واقول لها (هاااه نشتري هذي اذا جا البيبي.؟؟) اما لأن ذوق والدك لم يكن مناسبا أو لان السعر كان مرتفعا أو اللون..كنت سأبحث لك عن الافضل والاكثر راحه وفخامه..لايهمني السعر..لااريدك ان تحتاج شيئا في الدنيا هذه ولم تحصل عيها..!!
والان انت نائما وحجارة صغيرة تتركز خلف ظهرك الطاهر الشريف البرئ وخلفها حجارة أكبر ثم تراب في منطقه صغيرة,في باطن الأرض..!
ابني لعلك تشفع لوالدك حينما تعلم انه توقف اثناء كتابة هذه الاسطر اكثر من مره,انهار بواحده منها بالبكاء عليك..قد يقول الكثيرون أنت رجل أنت شرق اوسطي أنت قوي فكيف تبكي..واخبرهم أني أب قبل ذلك كله..!!
اواااااه ثم اواااه والف اااااااااه واااااااااه, ابني عبدالرحمن,حينما خرجت من غرفة والدتك وانا امسح دمعه خرجت برغم حبسها على عيني..اتتني الممرضه وهي تسألني اذا كنت اريد ان اشاهدك.. أغلقت الباب, ثم خرجت معها
حينما دخلت للغرفه ورأيت جسدك الطاهر أصبحت قدماي كالماء..لم استطع الوقوف,وكنت اتمسك بالاشيا من حول لتساعدني وتسندني..اقتربت لك ثم وقفت وقلت للممرضه بصعوبه (خليني لحالي)..حينما خرجت لمست جسمك الطاهر الشريف دمعه مني قبل ان تلمسك يدي.اخذت المس جسدك بصعوبه وامسح على رأسك ووجهك وبطنك وقدماك...اخذت انظر لك من خلف دموعي وأرى ولدا يحمل انفا من أجمل مارأيت وجسدا ضعيفا وصغيرا,قربت وجهي من اكثر واكثر لأراك,والالم والحسرة والدموع كلها تزيد في جسمي,قبلتك على رأسك الطاهره,وانا مغمض عيناي اعتصر الدموع غصبا وقهرا..ماانعم ملمسك ياعبدالرحمن,ومااجمل وجهك.
حملتك وجلست على الارض وقد غلبتني الدموع والاحزان ,اجهشت بالبكاء لمدة طويلة,ثم قلت لنفسي(ان فتحت عيناك الجميلتان فستتألم لبكاء والدك),مسحت دموعي وقاومت قهري,وعدت لوضعك على الحاضنه.اخذت مدة طويلة لااعلم كم.وانا انظر لك.اقتربت وقلت لك (سامحني يابابا).
خرجت فوجدت خالتك وسألتها ان كانت والدتك ان تريد رؤيتك,فاجابت بأن المنظر سيزيد ألمها,فليتك لاتخرجه لها.وخذ الطفل وقم بإجرائات دفنه.
حبيبي وابني عبدالرحمن,لن تصدق ان قلت لك ان تلك اللحظات من الالم لم تكن شيئا عند الام تغسيلك ودفنك.ماأصعب لحظات دفن الأب لابنه..شعور فضيع ومؤلم وقاسي يقطع القلب ويدمي العين.
كنت قد اخبرت الممرضه بانهاء اجرائات تسجيل اوراق وفاتك,واني اريدها ان تلفك لاخذك للمسجد حتى نغسلك ونصلي عليك..وقد عدت لوالدتك لكي احاول مرة أخرى رفع معنوياتها,وتطييب خاطرها.
تفاجأت بالممرضه وهي تدخل بكيس في يدها وتطلبني للخروج معاه..حينما خرجت اعطتني الكيس وقالت انك في داخله....وانها وضعتك فيه حفاظا على مشاعر والدتك.حتى لاتراك..!! لم اترك كلمة شتم لم اقله لها...كنت اعلم انها كانت تريد المساعده,ولكن كانت الطريقة خطأ.!
الكيس اللتي حملت جسدك الطاهر
-
ابني عبدالرحمن,اعتذر لك مما حدث,ولاأعلم ماسببه,عدة نقاط وملاحظات قد تكون واحدة منها هي السبب في ذلك.ولكني أعدك واعدك بأن لااترك طريقا في البحث عن المخطئ الا وسلكتها حتى لو حفيت قدماي من ذلك...ولن أوفر ريالا واحد في ثمن ذلك...لن أترك بابا لن اطرقه في سبيل البحث...وان كان الأمر قضاء وقدرا..فألامر اولا واخرا لله,فلله مااعطى ولله ماأخذ.
حبيبي عبدالرحمن,أخذتك لقسم تغسيل الموتى,ووضعت جسمك الطاهره على طاولة التغسيل..وقفت بجانبك وانا لااكاد الوقوف من الارهاق وألم ماسيحدث بعد هذا..دخل المغسل ووقفت بجانبه,حينما اخرج جسدك من اللفه,ووضعك على الطاولة,بدأت الدموع تنهمر وانا ساكت..من كثر ماادمعت عيناي في ذلك اليوم لم أحس بدموعى وانا اقف عند طاولة الغسيل,حتى اخذ يتحدث المغسل ويواسيني,طلبت من المغسل ان اسكب الماء على جسمك الطاهر.أخذت اقبل رأسك الجميل قبل أن ابداء..واخذ المغسل يتغسيلك بعدها بالمسك والكافور..ثم اخذ يقوم بتنشيفك...في تلك اللحظات زاد بكائي وشهيقي,ولكن كنت استحمل واقاوم مايخالجني .
ابني العزيز عبدالرحمن,مااصعب تلك اللحظه,اللتي كنت اعلم انها ستكون اخر لحظه اراك فيها...كنت اوقفت المغسل عن بدء التكفين,وانظر اليك والى جسمك الشريف,ثم ابعدت يدي عن كتف المغسل,وبداء في تكفينك..اعطاني اياك وقال اذهب به للمسجد حتى يصلى عليه..وضعتك ثم اخذت مكاني بالمسجد وصليت ركعتين وانا صابر واعتصر قلبي على فراقك.كنت انتظر المؤذن يقيم للصلاة.فقمت بالقاء راسي للخلف وانا مستند بظهري على احد المساند في المسجد..اقاموا للصلاة وصلينا..ثم نادوا لصلاة الجنازة...التفت للخلف ورأيت جموع غفيره...فرحت لك ياابني عبدالرحمن..قلت لنفسي (اللهم اجعله شفيعا لي ولوالدته يوم القيامه).
بعد الصلاة,اخذتك معي وركبت السيارة وانت بجانبي,اخذت وقتا طويلا وانا انظر لك وابكي,كم كانت (مرتبة السيارة) هذه مكانا لاحلامي وامنياتي بأن سيأتي اليوم اللذي تقفز عليها فرحا,لأني ساخذك لل(بقالة)..أو ستكون متمسكا بها بقوة لأنك لاتريد النزول للبيت,او تأخذ بالتعبث بازرة الزجاج والاقفال فأطلب منك التوقف عن ذلك..!!
كنت اتخيل اني أقول لك (خلاص اسكت يابابا,انا قاعد اكلم بالجوال)..ولكن لن تحصل هذه اللحظه...كنت مازلت انظر لجسدك الطاهر وهو على المرتبه,وانتظر منك لو كلمة (بابا) واحده قبل ان اذهب بك للمقبرة..انتظرت وانتظرت وانا انظر,أقول في نفسي (ارجوك قول بابا,ابي اسمعها منك لأول واخر مره أرجوك)..غالبت دموعي,ثم قمت بتشغيل السيارة والتحرك للمقبره..في الطريق ياعبدالرحمن كنت محتارا..هل تريدني ان اقوم باطفاء المكيف.؟؟هل تريد الاستماع لشيء في المذياع.؟هل تريدني ان اقوم بانزل الزجاج.؟؟اغير لك وضع المرتبه.؟؟ عدت للبكاء بجانب احدى الاشارات ثم اكملت طريقي..!
دخلت للمقبره,وقلبي يزيد ارتجافه ونبضه ونزيفه..لأني اعلم انها اللحظات الاخيره لي ولك مع بعضنا..نظرت لك وقلت (عبدالرحمن,فداك ابوك وفداك الدنيا ومافيها,,ابيع عمري كله واسمع منك كلمة بابا...ابيع عمري كله بس اشوفك تفتح عيونك لو لحظه وحده..) .......لاجواب.
اخذت احد العمال في المقبره ليساعدني في دفنك ياعبدالرحمن.اخذ يأشر العامل وهو معي,ان الطريق طوييييل قدام قدام بعدين يمين...وانا انظر له في نفسي واقول (طويل؟؟؟طويل.؟؟الطويل هي الحياة من دونه) الطريق يطوي أمامي...كان المتر عندي يساوي مليمتر واحد..اقتربنا للقبور واقتربنا اكثر,ثم نزل العامل وهو يقول (خلاص هنا) ثم نزل............اطفأت السيارة وقلت لك (عبدالرحمن,هذي اخر مره تركب سيارتي,عبدالرحمن ارجوك اعط ابوك اشارة او نفس او اي حاجه ثانيه,يمكن يكون المستشفى وانا غلطانين وانك حي ..) مره اخرى لاجواب..!!
اعتذر للزملاء عن الاكمال,واخترت الكتابة هنا لاجد شيئا من مواساتكم ودعائكم لي ولوالدته بأن يقبله رب العباد شفيعا لوالده ووالدته.وان يجبرنا في مصيبتنا ويخلفنا خيرا منها..!
اعتذر منك ياعبدالرحمن.ولعلك تصفح عن ابيك ان هو اخبرك انه لن ينساك مدى ماكان عائشا..وسأخبر اخوتك اللذين سيأتون بعدك ( بإذن الله) عنك وعن جمالك ومحبتي لك لن يحتلها أحد أبدا..!
اقسم بالله اني هذه اللحظه انتحب وابكي والدموع تنهمر من الالم لفراقه.ويعلم الله اني جاهدت نفسي أقسى جهاد لكتابة هذا الموضوع,واعتذر ان حدث فيه خطاء.
وداعا عبدالرحمن وموعدنا الجنه.
أبوك ومحبك والفخور بك دائما/
ابو عبدالرحمن.
إن لله وانا اليه لراجعون,ولاحول ولاقوة الا بالله.