22-10-2009, 02:15 PM
|
عضو جديد
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 23
معدل تقييم المستوى: 32
|
|
الأوصــــيــــاء
في الماضي كنا شبة مغيبين تماما عن مصادر كثيرة من المعرفة
وذلك بفرض و صايات من البعض لحجبنا , وصاية دينية وأدبية
وفكرية , بل و انتهجوا مبدأ التسييس و التشرعن للف طوقهم و مذهبهم حول الأعناق , وهذا من خلال تصدرهم مفاصل القرار في المجتمع , كذلك قيامهم على المناهج و مفرزات التعليم و مخرجاته
و حدودا لنا كوكلاء من الله علينا , تعليمنا و ثقافتنا العامة , وطريقة أكلنا وشربنا من شروق الشمس حتى الفراش .!
طبعا هذا بعد معركة حامية الوطيس في فرض تعليم المرأة مثلاً ؟
كذلك عمدوا لحجبنا تماما , عن مفاهيم إسلامية و فكرية ومذهبية
و مدارس فقهية , من خلال سياسية المنع و التحريم , وجعلوا روافدنا التي نستقي منها , هي روافدهم التي غيرت و شكلت الخريطة الإسلامية عن ماهيتها و مادتها .
فكانت مناهجنا , ومفاصل حياتنا , وطرق عيشنا و تعايشنا مع الأخر , كما خطط له .؟!
وكذلك أقحموا حياتنا العامة بمصطلحات حديثة مبتدعة من فكرهم الأحادي التوجه و النزعة , شوهوا بها فطرتنا السليمة .
و غالوا في هذا , حتى صرنا نمشي على الأرض صقور و ذئاب مفترسة , و الأنثى حنادي و فريسة ؟!
مما نتج عنه جيل مريض , لا يحسن النظر للأخر , وأن المرأة خلقت للمتاع فقط , ومنذ ذلك الحين لليوم , وبرغم المحاولات الحثيثة , من جانب الرجل المثقف , و كذلك المرأة , لتغيير الصورة الساذجة في فكرهم , ألا أننا نستطيع القول بأن فينا من ينظر للمرأة , من الصرة للركبة , و أنها قاصر , برغم أن الإسلام قد بين أننا سواء في التكليف و الجزاء , وهذا يسقط ناقصة عقل ؟
و رحم الله آباءنا و أجدادنا فقد ماتوا على الفطرة السليمة الصحية النشأة .
ورحم الله محمد عليه الصلاة و السلام فقد كان عهده عهد تقويم و تصحيح لكل مفاهيم الجاهلية الأولى , و بعث ليتمم مكارم الأخلاق.
ومن نعومة الأظافر , تتلمذنا , على تحقير و نبذ المختلف , وأننا شعب الله الملائكي , وغيرنا على خطأ , ونموا فينا كرهنا للمختلف
وأن رأينا هو الحق , ومن خالف نهجنا و طرقنا , ناقص دين و عقيدة , مما قتل فينا أولاً أسلوب الحوار , ثانيا تقبل النقد , كذلك
لمن ليس على ديننا ,نبذهم و تحقيرهم بل و أحلال دمائهم ؟!
و نفوا عن مداركنا , و طبيعتنا البشرية , أن هناك مسائل كثيرة فيها اختلاف , وأنه توجد آراء فقهية و اجتهادات من علماء تختلف عن تصورهم و فكرهم , مما نتج عنه جيل سطحي , لا يتطلع للبحث , و التفحيص و التدقيق , كي يخرج برأي فردي و قناعة شخصية والتي تساعده على بناء شخصيته المعرفية .
بعض الذين خرجوا خارج الأسوار , نقلوا لنا بعض تلك المفاهيم
المحجوبة و بعض من كتب فقهية و فكرية و فلسفية , حتى أننا في تلك الحقبة , كنا نخشى التصريح أو التلميح بما تحوي , وهذا عائدا لخوفنا أولاً من نظرة المجتمع , و ثانياً من أن يحقروك أو ينبذوك , و ثالثا قد يكون للضعف الذي نشأنا عليه و تتلمذنا عليه و ربينا عليه , وهو أننا نعتمد عليهم في كل طرق الحياة ليشرعنوا لنا , و يهدونا الصراط المستقيم , وأن رأيهم صواب لا يحتمل الخطأ .
ومع الثورة المعلوماتية التي شهدها العالم وخاصة عبر الشبكة
العنكبوتية اصبح الحصول على معلومة أو كتاب أو الخ سهل جدا .
مجرد ولوجك للشبكة بكبسة زر تحصل على ما تريد .!
لم يخطر في بال مؤسس شركة ماكرو سفت , أن يوما ما
سيكون هناك عالم اسمه " الشبكة العنكوبيتة " الإنترنت .
كذلك لم يخطر في بال أصحاب الوصاية , لذلك برز حراك فكري
ثقافي في المجتمع من خلال الطرح , سواء في الصحف خاصة بعد تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم , و زيادة الحرية الصحفية عن ذي قبل , و طرقها لما كان يسمى " خط احمر " أو على صفحات المواقع و المنتديات .
مما شكل حراك ثقافي فكري لكل شرائح المجتمع , عدى تلك
الشريحة المعروفة لطفل الحفاظ وهي لب المقال .!
وطبيعي جدا لهذه المرحلة , أن يبرز الاختلاف و الخلاف ؟!
في كثير من المحجوب , وسيطفو على السطح حراك
لفئة المغيبين والعارفين والمنادين من كتاب ومثقفين
ومفكرين ومن عامة الناس المتلمحة , وهذا النتاج سيفرز
لنا مسميات قد تبدوا غريبة على المجتمع كعلماني وليبرالي
وحداثي ووسطي وغيرها , حتى أن البعض حسب أن وصف احد بعلمانية او ليبرالية ظنه كافر !!
ومن ذلك لا غرابة أن تشكلت من شرائح المجتمع بكل مسمياته
لح***ة ومجموعات , و سيعمد كل فريق لنبذ الأخر واثبات انه الصح ولازم يتبع , وكأننا في حلبة ومن يخرج منتصر فيها ؟!
ولذلك يحصل التذبذب والمناقضة في فكر العامة من الناس .
في الوقت الذي يفترض وتحديدا الآن , توضيح الخلاف ببساطة
وإنها وجهات نظر وخاصة في المسائل الخلافية , دون فرض أي
قوى لرأيها .
فمن جعل المظهر الخارجي علامة الفرق , بل و عممها , مؤكد أن مثل هذا التغيير لن يناسبه , و سيسحب من تحت اقدامة الكثير , وكذلك سيقوم بدور مشرعن لنبذة .
الآن أصبح المجتمع أكثر و عياً , و لذلك علينا بغربلة تراثنا المنتقص حقوق و تحقير الآخرين , و كذلك دور أعلامي كبير في نشر و تعريف حياة محمد علية الصلاة و السلام في التعاملات وخاصة مع المرأة و فقه الحياة .
كي نظهر من جديد , برداء إسلامي محترم , ودين لكل زمان و مكان .
بقلم اسامة السهلي
|