19-05-2007, 09:16 AM
|
Guest
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 1,049
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
بالصورةعاطلون يعرضون"مكافأة سعي" لمن يجد لهم وظيفة
بعد أن ضاقت بهم السبل وتحول الأمل إلى سراب
عاطلون يعرضون"مكافأة سعي" لمن يجد لهم وظيفة
ما هو شعورك حين تجد نفسك بعد سنوات من الدرس والتحصيل والمعاناة والالتزام الصارم بتعليمات المدرسين وأولياء الأمور، عاطلا بلا وظيفة؟
كيف تواجه الحياة التي أعددت نفسك لها محملا بطموحات وأمان لا حصر لها وأنت خاوي الوفاض منزوع الدروع؟
كيف تتصرف وأنت ترى الأحلام والأمنيات التي طالما راودتك في يقظتك ومنامك تتحول إلى سراب وتتلاشى واحدة تلو أخرى وكأنها قصور من رمال؟
البعض يستسلم لحالة من اليأس والإحباط تدفعه إلى الانزواء والسلبية، آخرون يقاومون ويستبسلون في المقاومة أملين أن يروا ضوءا في نهاية النفق، بعض آخر يبتكر أساليب يتحايل بها على واقعه القاسي.
هذا ما فعله حمزة درويش آل حمزة الذي تعهد بدفع مكافأة لمن يحصل له على وظيفة، وكي يجعل الحافز أكثر تأثيرا وجدية، ترك للساعي حرية اختيار المكافأة التي يريد، سواء أكان مبلغا ماليا كبيرا أو قطعة أرض بل أبدى حمزة استعداده بالتنازل عن سيارته التي اشتراها حديثا إذا رغب الساعي فيها، وبطبيعة الحال فإن حمزة لم يلجأ إلى هذه الطريقة إلا بعد أن تقطعت به السبل وبلغ منه اليأس مبلغا لا يستهان به وعجز تماما عن الحصول على عمل، وأيقن تماما أن أي وظيفة تحتاج إلى واسطة "فتاكة".
وكي تكون الفكرة أكثر فاعلية نقل حمزة عرضه المغري إلى إحدى مواقع الإنترنت، ومازال في انتظار النتائج.
"الوطن" التقت حمزة ليحدثنا عن تجربته ودوافعه وكيف نبتت الفكرة في رأسه أصلا، يقول حمزة: أنا خريج ثانوية عامة ولدي عدة خبرات علمية وعملية اكتسبتها من خلال الأعمال الموسمية وكذلك لدى إحدى مؤسسات المقاولات الوطنية لمدة أربع سنوات براتب أكثر من أربعة آلاف ريال وذلك للعلاقة الجيدة بين صاحب هذه المؤسسة ووالدي إلا أنني لم أستطع الاستمرار معهم في العمل نظراً لانتقال أعمال المؤسسة إلى مدينة طبرجل وخفض جميع رواتب العاملين ليصل راتبي إلى (1200) ريال وهذا الراتب لا أستطيع العيش به خصوصاً بعد أن تزوجت و صار لدي أطفال ،من ذلك التاريخ وأنا أراجع باستمرار مكتب العمل في جدة لتتم إحالتي إلى شركات ومؤسسات تستلم خطاب إحالتي لهم للتوظيف لأجد الجواب دائما "ضع تلفوناتك وسيتم الاتصال بك" وبعد انتظار طويل أقوم بمراجعتهم ليفيدوني بمخاطبتهم لمكتب العمل وأراجع مكتب العمل فأستلم خطاب توجيه آخر وهكذا تتكرر هذه الحالة حيث راجعت أكثر من تسع شركات ومؤسسات وطنية، والأمر من ذلك فإن إحدى الشركات منحت حارس الأمن حرية التصرف بملفي حيث ألقى به أمام عيني في سلة المهملات، وبعد هذه المعاناة المضنية - يقول حمزة - فكرت في هذه الطريقة التي من خلالها أطرح مكافآت لحث همة الذين يستطيعون توظيفي ومساعدتي وهي عبارة عن قطعة أرض مساحتها سبعمئة متر مربع وكذلك مبلغ مالي أكثر من أربعين ألف ريال وسيارة أمريكية الصنع موديل 1998م، وقد قام العديد من الأشخاص بالاتصال بي ولكن لم تكن نواياهم حسنة ولم أشعر أنهم جادون في عروضهم، فأنا اشترطت عليهم خطاب التعيين وهم يريدون نصف المبلغ مسبقاً، وهذا شرط صعب جدا لأنني لا أستطيع أن أفرط في ثروتي بهذه السهولة، وكشف حمزة عن رغبته في العمل بوظيفة حكومية تناسب مؤهلاته وخبراته لأنها أكثر أمناً "خصوصاً بعد تجربتي مع إحدى المؤسسات الخاصة، وكذلك تجربة أحد الأصدقاء الذي عمل لمدة 23سنة براتب شهري يصل إلى (7620) ريالا في شركة خاصة وبعد انتهاء عقد الشركة حول للعمل إلى شركة النقل الجماعي بأجر شهري قدره (1800) ريال بعد أن تزوج وأنجب أطفالا فانقلبت حياته إلى جحيم، ومازلت أواصل السعي رغم كل ما جرى، فلدي طلبات وظيفية في الخطوط الجوية العربية السعودية ومستشفى الملك خالد للحرس الوطني ومستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة والشركة السعودية للكهرباء وشركة الاتصالات السعودية وشركة أرامكو، وقد اخترت هذه القطاعات لضمان العمل بها مادمت مخلصاً للعمل.
وتحدث لـ"الوطن" من مدينة الخبر السيد عبدالله بديلا عن أخته التي تطلب وظيفة مقابل مكافأة حسب الطلب قائلاً: لجأنا لهذه الطريقة لجدوى الفكرة ونجاحها مع عدد من الأصدقاء حيث تم توظيفهم من قبل أشخاص مقابل مبالغ مالية وصلت إلى خمسة وعشرين ألف ريال في وظائف حكومية، ويبدو أن هذه الطريقة - أي الدفع مقابل الحصول على وظيفة- صارت عادية وغير مستهجنة، فشقيقتي تحمل بكالوريوس في علم النفس منذ عام ولديها خبرة في مستشفى الحرس الوطني بالرياض وبناءاً على هذه الخبرة ركزت في البحث عن عمل في القطاع الصحي سواء كان قطاعا خاصا أو حكوميا أو التعليم ولكن دون فائدة فإجابة ديوان الخدمة المدنية (لا يوجد وظائف شاغرة لهذا التخصص... وعليكم الانتظار) وللأمانة لم نراجع مكتب العمل أو جهات أخرى للتوظيف.
وحدد عبدالله المكافأة الذي سيقدمها بمبلغ يتراوح بين 25.000ـ 30.000ريال وقال: سندفعها على الرغم من صعوبة توفيرها الآن لكن في حالة تعيينها فعلياً سوف ندبر المبلغ بشراء سيارة ومن ثم بيعها، واتبع فراس من الأحساء نفس الطريقة بعد ما لم يتمكن من القبول في الوظائف العسكرية لعدم اجتيازه اختبارات الفحص الصحي وطرق عدة أبواب للعمل لكن لم يجد ضالته حتى الآن على الرغم من إعلانه.
عبدالله من القصيم يعمل في مدينة الخبر وانتقلت عائلته وإخوته معه إلى مكان عمله وهو أحد الشباب الجادين، باشر عمله بإحدى الدوائر الحكومية ولديه من الإخوة ثلاثة، اثنان من خريجي الثانوية العامة والثالث كلية الاتصالات، يقول: أعلنت عن مكافأة لمن يوظفني وحدث أن اتصل بي عدة أشخاص لهذا الغرض إلا أنهم طالبوني بنصف المكافأة أولاً أي ما يعادل 15.000ريال دون تقديم أي ضمانات ورفضت والحمد لله لقد وجدت وظيفة في إحدى الدوائر الحكومية لكني عاودت الإعلان لإخوتي الثلاثة ونحن بانتظار الاتصالات، ويضيف للعلم هناك مكاتب عقارية لديها تصاريح للعمل في قطاع العقار وهي تجمع عدة نشاطات أهمها التوظيف حيث يعمدون إلى طلب مبلغ وقدره ألف ريال فقط لاستقبال الملف ليبدأوا مرحلة البحث عن وظيفة ولكن هناك قائمة انتظار كبيرة تكتشفها لثاني أو ثالث مرة، وحين تبدأ في مراجعتهم فإنك تكون قد تورطت معهم ولا تملك سوى الانتظار وأشير هنا إلى أن بعض الدوائر الحكومية تعمد إلى إيقاف الوظائف الشاغرة لديها لتتم ترقية موظفيها عليها وليس هناك أي دور لديوان الخدمة المدنية في المطالبة بها وعرضها على موظفين جدد، كما أن هناك شركات تعمل على استقطاب طلبة أو عاطلين بأعداد كبيرة لتدريبهم على الحاسب الآلي بمرتبات شهرية تصل إلى ثلاثمئة ريال فقط فهي تسعى إلى إنهاء أعمالها وكذلك إيهام مسؤولي مكتب العمل بأنهم سوف يقومون بعملية اختيار وفرز للمتدربين وتعيينهم فيرجع مندوب مكتب العمل وهو يشكر ويثني عليهم.
أخيراً عبدالحكيم من الشباب الطموحين الذين لم يرضخوا لشبح انتظار الوظيفة بل جد واجتهد للوصول إلى هدف معين وهو الآن يملك عدة محلات تجارية متنوعة وعلاقته بالموضوع هو أنه أراد إثبات وجود فرص عمل كثيرة لعدد من شباب المحافظة الذين يرفضون البحث عن عمل بحجة أنه لا يوجد عمل بدون واسطة وقد نجح في إيجاد فرص عمل لهم من خلال إعلانات الصحف وغيرها، ولكنه لاحظ أنهم لا يراجعون مواقع الشركات المعلنة حيث إن بعض الشركات تعلن عن وظائف ولكن في نفس الإعلان تطالب بإرسال السيرة الذاتية عبر الفاكس ليتم الاتصال بمرسل الطلب وفي أغلب الأحيان لا يتصلون.
ويحذر الدكتور عبدالعزيز الهزاع أمين مشروع التدريب والتوظيف بمنطقة مكة المكرمة من مثل هذه الإعلانات التي يرى أنها غير فعالة كما يؤكد أن الواسطة لم تعد ذات جدوى ونرجو أن لا تستبدل بهذه الطريقة فكثير من الشباب والفتيات السعوديين وبدون مؤهلات عالية استطاعوا أخذ فرصهم بكل جدية واقتدار وحازوا على التقدير والترقيات ومن هنا أود أن أؤكد مدى الدعم والعناية التي نتلقاها من المسؤولين في مجلات التدريب والتوظيف ويجب على الشباب والفتيات أن يتقدموا لمكاتب العمل ومشاريع التوظيف والتدريب العامة وشركات التوظيف والتدريب الخاصة والبحث عن نقاط الضعف في قدراتهم التي تحول بينهم وبين وظائف معينة، ويطالب الشباب بالاستمرارية في تطوير الذات والتعلم وتنمية المهارات التي يفقدها العامل السعودي وتتوافر في العامل غير السعودي ليحصل على تميز قوي لدى صاحب العمل وبالتالي يفتح له المجال لتعزيز مكانته الوظيفية بكثير من الإصرار والأمانة فمن مصلحة صاحب العمل على المدى البعيد والقصير تنمية ورعاية البذرة العمالية السعودية.
|