21-05-2007, 01:31 PM
|
|
عضو ماسي
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 1,894
معدل تقييم المستوى: 41
|
|
عبدالرحمن الجريسي
[CENT
ولد عبد الرحمن الجريسي في عام 1351هـ في قرية صغيرة، تدعى رغبة، ليس فيها ماء ولا كهرباء، تقع شمال غرب الرياض، على مسافة مئة وعشرين كيلومتراً، توفي والده وهو في الثانية من عمره، وقد كان هذا الحدث المؤسف من الأسباب التي وضعت عبد الرحمن على أول سلم المجد، تولت جدته لأبيه وعمه محمد تربيته والعناية به، وأرسلاه إلى الكتَاب (مدرسة لتحفيظ القرآن) وهو في السادسة من عمره، وكان عليه أن يقطع مسافة كيلومترين يومياً مشياً على الأقدام حتى يصل إلى مدرسته، ومثلهما عند العودة، هكذا حتى أصبح في الرابعة عشرة من عمره،عندها أرسله عمه ليبدأ مشواره موظفاً صغيراً في دكان الشيخ عبدالعزيز بن نصار أحد رجال الأعمال في الرياض في ذلك الوقت، وقد كانت بداياته مليئة بالتحديات والصعوبات التي واجهته ويكفي أن تعلم أن إحدى تلك التحديات أنه وافق على العمل في بداية حياته العملية ولمدة ثلاث سنوات دون أن يعرف مبلغ المكافأة الشهرية التي كانت مقررة له والتي كانت عشرين ريالا. ولم يكن على عبد الرحمن عبء العمل في الدكان لساعات طوال فقط، بل كان عليه أيضاً أن ينقل الماء من بئر بعيدة إلى منزل الشيخ عبد العزيز بن نصار، وكلما عاد إلى منزله كان يفكر في ترك ذلك العمل، إلا أنه يجد نفسه في الصباح ذاهباً إليه.وظل يعمل معه أحد عشر عاما حتى بلغ راتبه في نهايته خمسة الآف ريال .وقد أكسبته هذه السنوات الكثير من مهارات السوق وخبراته وبعضا من مهارات الحساب إعانته إلى الانتقال إلى أعمال أخرى من تجارة السجاد، إلى الأدوات المنزلية حتى كانت نهاية الخمسينات الميلادية، وبدأت سنوات الطفرة الأولى، فعمل في تجهيزات المكاتب حتى كان عام 1378، الذي يعتبره بدايته الحقيقية، وكان قد وفر مبلغ أربعين ألف ريال، وبعد أن أمضى أحد عشر سنة في العمل قام بالبدء بأول مشاريعه التجارية من خلال تأسيس شركة صغيرة باسم بيت الرياض، بدأت بموظف واحد، يساعد الجريسي في أعماله.
كانت بداية صعبة جدًا نظراً لسنوات الركود الاقتصادي العالمي،حيث كانت المملكة في السبعينيات من القرن الهجري تعاني من ضائقة مالية انعكست على الأوضاع الاقتصادية وتأثر بها رجال الأعمال في ذلك الوقت، وكانت الرياض صغيرة جدًا ولا تتجاوز مساحتها كيلو مترًا مربعًا لم تكن هناك كهرباء ولا تمديدات ولا مدارس أو مستشفيات، وبدأ التدريس متأخرًا نسبيًا ،فلقد عانت المؤسسة الشابة من خسائر في بدايتها إلا أن عبدالرحمن لم ييأس , ففي عام 1382هـ والذي شهد انتعاشًا اقتصاديًا كبيرًا،استطاع عبدالرحمن من أن يحول الخسارة إلى نجاح بعد أن قرر الانفصال عن شريكه والذي كان لا يتحمل أي عبء إداري معه بعد عشر سنوات من تلك الشراكة، فاشترى حصته رغم مغالاته في تثمينها، ولقد علمته هذه التجربة التغلب على الصعوبات وعدم الاستسلام للخسائر، كما علمته أن يكون حازماً وعازماً في جميع أعماله ومواقفه مع نفسه ومع الآخرين
ان شاء الله كفيت ووفيت
|