صباح/مسااء..جميل معطر لكل من مر من هنا
هل فعلا هرب الظلام؟
بقعة من ظلام محبب نحتاجها بحقٍّ، نحن سكان هذا الكوكب،
أيضًا تحتاجها كل الكائنات من حيوانات وطيور
ونبات، وجميعها لها مكانها على «متن»
كوكب الأرض ولكن ما سر احتياج الإنسان وكل
الكائنات لمساحة ظلام؟
وكيف خرج الظلام من حياتنا وانسحب في
وقار تفرضه جماليات الظلام؟
ابتداءً علينا كشف النقاب عن هروب الظلام،
هذه الظاهرة لم تخضع فقط لآراء فردية،
أو لمزاجيات شعراء ورومانسية كُتاب،
واشتياق ريشة فنان لرسم دوائر مظلمة
،
وإنما في واقع الأمر هي ظاهرة أخضعها
العلماء في العالم، وخاصة في الولايات المتحدة
وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، للبحث العلمي المكثف واستنباط الشواهد والنتائج.
في بحث جديٍّ أوضحت نتائجه مجلة «ناشيونال جيوجرافيك» ألقي الضوء على
ما يعرف بظاهرة «التلوث الضوئي» وآثارها السلبية على كل الكائنات.
فجأة، ومنذ خمسينيات القرن الماضي،
اشتعلت العواصم الكبرى على امتداد العالم،
بأضواء تخطف الأبصار، وأخذت هذه الظاهرة، ا
لتي لا يُنكر أحد جمالياتها،
في التصاعد والازدياد، حتى بلغت ذروتها الضوئية المبالغ فيها، خاصة في الولايات
المتحدة،
إلى حد اكتساء ناطحات السحاب العملاقة بمساحة ضوئية تتلألأ بحجم تلك المباني نفسها،
بالإضافة إلى الأضواء المتحركة التي تعكس صور الإعلانات الصاخبة،
والصخب الضوئي لا يقل ضررًا عن الصخب والتلوث الصوتي،
فكلاهما له الضرر نفسه على حياة سكان كوكب الأرض.
التلوث الضوئي:
والتلوث الضوئي يصفه العلماء بأنه يصل ضرره لأكثر وأبعد من التلوث البيئي
والسمعي،
التلوث الضوئي يؤثر بنسبة 36% على عيون حديثي الولادة، إذا ما وجدوا في مكان
تكثر فيه مساحة وقوة الأضواء، وهذا التأثير يكون سلبيًّا للغاية على اكتمال نمو
قرنية الصغار، ونسبة ضيق عدسة العين الطبيعية
،
وهذا بالضبط ما يحدث للصغار وأيضًا للكبار، لتعرضهم للأضواء الصناعية
أو «هندسة الضوء» والتلوث الضوئي
أيضاهذه الأضواء الصناعية تؤثر على المرأة الحامل سلبًا، بالإضافة إلى تأثيرها
على وظائف أعضاء الجسم، فتزداد ضربات القلب والنبض، ويحدث لهاث في التنفس،
وصداع ينتهي بعدم التركيز الطبيعي للإنسان، بالإضافة لعدم الإيقاع النفسي،
خاصة لمرضى «الرُهاب» الخوف المرضي المعروف علميًّا باسم anxiety حيثُ
تتزعزع مشاعر الهدوء والطمأنينة بالنسبة للمصابين بهذا المرض،
خاصة من كبار السن (ستين عامًا فما فوق).
ماذا عن بقية المخلوقات:
قصتها السلبية مع التلوث الضوئي لا تقل خطورة عما يحدث للإنسان،
فالعديد من أنواع الأسماك والكائنات البحرية تفقد حياتها وحياة
صغارها بسبب التلوث الضوئي،
سواء الموجودة بالقرب من شواطئ المسطحات المائية العملاقة، كالمحيطات
والبحار المفتوحة،
أو تلك الأضواء الموجودة تحت سطح الماء في القاع،
هناك أنواع من الكائنات البحرية، مثل السبيط «كلماري» وثعبان البحر،
وأنواع من السلاحف البرمائية، والحوت الأزرق، جميعها - وبطريقة فطرية -
تأخذ في الدوران بسرعة عالية حول البقع الضوئية في قاع البحار،
حتى يحدث لها نوع من الدوار الحاد يتسبب فورًا في نفوقها، الأمر الذي
يهدد الثروة السمكية والبحرية، بالإضافة لتلوث قاع البحار، الذي لا ينقذه
إلا تجديد ذاته تلقائيًّا حسب ما هو معروف في علم البحار.
إذا قوة الضوء الصناعي تُحدث خمولاً في بعض الوظائف الحيوية للإنسان والحيوان
معًا.
في النهايه نقول:
«بصيص من الضوء في نهاية النفق»، هو الأمل المتجدد دومًا،
ولكن إذا ما تحول ذلك الخيط الضوئي، وتسرب من النفق، وأشعل الكون ضوءًا،
فالغد ستكون له رؤية مختلفة.
تحقيق صحفي اعجبني و أحبيت ان تقرأوه معي..
غدا يوم آخر