17-11-2009, 04:02 PM
|
|
مراقبة عامه
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 49,971
معدل تقييم المستوى: 21474966
|
|
اغتنم الفرصه
خير أيام الدنيا
حمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده … وبعد:
فمن فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم للطاعات، يستكثرون فيها من العمل الصالح، ويتنافسون فيها فيما يقربهم إلى ربهم، والسعيد من اغتنم تلك المواسم، ولم يجعلها تمر عليه مروراً عابراً. ومن هذه المواسم الفاضلة عشر ذي الحجة، وهي أيام شهد لها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا، وحث على العمل الصالح فيها؛ روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من أيام أعظم ولا أحب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيـهـن من التـهـلـيل والتـكـبـير والتحميد . بل إن لله تعالى أقسم بها،
قال تعالى:( وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْر)
فأقسم تعالى بالفجر، الذي هو آخر الليل ومقدمةالنهار، لما في إدبار الليل وإقبال النهار، من الآيات الدالة على كمال قدرة اللهتعالى، وأنه وحده المدبر لجميع الأمور، الذي لا تنبغي العبادة إلا له، ويقع فيالفجر صلاة فاضلة معظمة، يحسن أن يقسم الله بها، ولهذا أقسم بعده بالليالي العشر،وهي على الصحيح: ليالي عشر رمضان، أو [عشر] ذي الحجة، فإنها ليال مشتملة علىأيام فاضلة، ويقع فيها من العبادات والقربات ما لا يقع في غيرها.
"والذي يظهر أن السبب في امتياز العشر من ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه وهى الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره".
مايستحب فعله في هذه الأيام:
الصلاة : يستحب التبكير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل، فإنها من أفضل القربات. عن ثوبان - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول (عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد سجدة إلا رفعك إليه بها درجة، وحط عنك بها خطيئه )
- الصيام: لدخوله في الأعمال الصالحة، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر } [رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي]. قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: إنه مستحب استحباباً شديداً.
- التكبير والتهليل والتحميد: عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم( ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر. فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)[رواه الطبراني في المعجم الكبير].
صيام يوم عرفة: يتأكد صوم يوم عرفة لغير الحاج لما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال عن صوم عرفه أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده } [رواه مسلم].
فضل يوم النحر: يغفل عن ذلك اليوم العظيم كثير من المسلمين مع أن بعض العلماء يرى أنه أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى من يوم عرفة. قال ابن القيم - رحمه الله -: " خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر " كما في سنن أبي داود عنه - صلى الله عليه وسلم -: إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر }
أخي المسلم:
حريٌّ بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة النصوح، وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي، فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه، وتحجب قلبه عن مولاه. كما يستقبل مواسم الخير علمة بالعزم الصادق الجاد على اغتنامها بما يرضي الله - عز وجل - فمن صدق الله صدقه الله: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ [العنكبوت:69]، وقال تعلى: ﴿ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾[آل عمران:133]. فيا أخي المسلم احرص على اغتنام هذه الفرصة السانحة، قبل أن تفوت عليك فتندم ولات ساعة مندم. فإن الدنيا أيام قلائل ونحن في دار العمل وغداً دار الجزاء والحساب واجنة والنار، وكن من الذين عناهم الله عز وجل بقوله: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾[الأنبياء:90
__________________
"لله دُر أمي إذا ابتسمت
تهادت جروح قلبي والتئمت"
|