صباحكم/مسائكم سعاده وراحة بال
وكل عام والجميع بخير
مدخل
ياشواطي جدة غني !! ورجعي لي ذكرياتي !!
مذكرات مدينه غارقه...تسمى العروس
كان يمشي في الطرقات يعد الضحايا على أرصفة جدة، فتح مذكراته وراح يدون ما حدث،
وما فكر فيه، وما أحضرته الذاكرة من أمور كثيرة مرت في تاريخه وتاريخ مدينة قيل إنها «عروس البحر»، وحين يأتي المطر تصبح «مقبرة البحر».
كتب في (نوتة) يوم الخميس: قرأت البيان الصادر حول أمطار جدة الذي يقول
«إن غزارة الأمطار تركزت على المناطق الجنوبية والشرقية الجنوبية ومركز بحرة، حيث بلغت في معدلها العام 90 ملم،
وقد تسببت هذه الأمطار في إحداث سيول منقولة عبر الأودية، داهمت الأحياء
وماذا لو جاءت عاصفة كاترينا أو تسونامي، هل كانت جدة ستموت؟
هاتفه صديقه ليخبره ما الذي حدث لوالد ووالدة زوجته اللذين كانا على سقف السيارة ينتظران من ينقذهما من مياه ارتفعت 9 سم،
ولولا قدوم ابنهما «ياسر بسيارته الجمس» وصراعه لينقذهما، لجرفتهما مياه الأودية التي تصب على الطرقات.
ما أن خرجا من تلك المغامرة حتى جاء الدفاع المدني، ليؤكد لهما: «احمدوا ربكم أنتم أحسن من غيركم البقية ماتوا».
تساءل؛ هل سجلت محافظة جدة هذه العملية على أنها واحدة من العمليات التي قام بها الدفاع المدني،
أم سجلت باسم ياسر الذي كاد أن يموت أيضا في تلك المغامرة الخطرة، التي أجبر عليها؛
لأن والديه كانا فوق السيارة لساعات، كان على حافة الموت؟
تجاهل السؤال، وتجاهل البيان، وراح يحصي ضحايا الأمطار التي كانت نسبتها 9سم،
في يومياته كتب أيضا: لست أدري لماذا ذاكرتي تحضر الحكايات التي تغرقني في الحزن، ألا يكفي ما شاهدته من موت في جدة ؟
هز رأسه لعل ذاكرته تكف عن إرسال صور تحول حزنه إلى يأس، لكن الصور كانت تساقط من ذاكرته عليه،
فتختلط مع صور السيارات الغارقة والمرمية في طرقات جدة، وجثة رجلين لم ينقذهما أحد،
فلفظهما السيل على الرصيف وكأنه يقول لأهل جدة: على الأقل أدفنوا موتاكم إن لم تستطيعوا حمايتهم.!!!
بين صور الذاكرة وصور جدة الغارقة في 9 سم من المياه، والجثث المرمية على الأرصفة، صرخ:
هل يعقل ألا يعتذر أحد أو لايطالب أحد بمحاسبة أحد، حتى ولو كان هذا الأحد شيطانا نحمله دائما خطايانا ؟
أغمض عينيه هربا من تلك الجثث الملقاة على الأرصفة، لكن ذاكرته لم ترحمه فأرسلت له صورا أخرى،
تذكر غضب سكان جدة على ذاك المجاهر، وكيف هم رفعوا 200 قضية ضده، لأنه أثار غضبهم بوقاحته،
لكن لا أحد سيرفع قضية على أمانة جدة، التي لم تمنع بناء البيوت ولا رصف الطرقات في مصبات الأودية،
ولا هي أخذت مجرى السيل بعيدا عن تلك الأحياء والطرقات، فمات البشر بسبب 9 سم من مياه الأمطار ؟
تذكر فيضان إحدى مدن بريطانيا قبل أسابيع، والذي جاءت الصور لتؤكد أن البيوت غارقة،
وأن منسوب المياه وصل إلى 314 ملم في غضون 24 ساعة، ومع هذا لم يقتل البشر،
يقولون إن المسؤولين في بريطانيا هناك خططوا لهذا الإعصار الذي لا يأتي إلا كل 500 سنة، وأجلوا المواطنين سريعا،
لهذا لم يكن هناك ضحايا، ولا الجهات المختصة قالت للمواطن البريطاني «احمدوا ربكم في غيركم ماتوا»،
كذلك سيتم تعويض المواطن البريطاني على الأضرار التي حدثت لبيته ولسيارته من شركات التأمين، بينما الشركات لن تعوض أهالي جدة،
لأن التأمين على الكوارث مازال مشكوكا في أمره، ويراه البعض اعتراضا على مشيئة الله.
ونتساءل: هل ما حدث لأهل جدة عدل ؟
وهل سيتم تعويضهم على خسائرهم المادية وتدفع الأمانة دية الموتى قبل أن تحاسب، أم سيقول لهم الإعلام والكتاب أيضا «احمدوا ربكم أنكم أحياء»..
وستتحدث المنابر عن صبر المؤمن، وأن الله عز وجل يختبر إيمان أهل جدة ؟.
في صباح اليوم التالي كان غارقا وسط تأملاته كجدة الغارقة بـ 9سم، لهذا كان عيده كما قال المتنبي «عيد بأي حال عدت يا عيد»،
راح يقرأ مقالا في صحيفة: «منطقة شرق جدة مجموعة أودية، ما كان يجوز أن تتحول إلى أحياء سكنية دون تخطيط مسبق يراعي الظروف الطبيعية،
لكن اجتمع إصرار المواطن على امتلاك قطعة أرض رخيصة حتى بالتعدي على أراضي الدولة مع فساد وتراخ سمح بعملية غسل لمخططات مزورة وتعديات على أراضي الدولة».
قال لنفسه: إذن، المواطنون هم المجرم الحقيقي كما يقول المقال، تساءل: كيف يمكن لنا أن نحاسبهم على جريمتهم بعد أن ماتوا؟
ـ لقد هربوا إلى الموت -هؤلاء المجرمون- حتى لا تطاردهم العدالة.
انطلق بسيارته الجيب ليسجل ما حدث لمدينة منذ الثمانينات، وإلى الآن لم تكتمل البنية التحتية لها مازالت تبتلع المليارات، مدينة قيل في المقال: إن المواطن يتعدى فيها على أملاك الدولة.
في الطريق وقبل أن يصل للمناطق العشوائية التي تحدث عنها المقال، شاهد نفقا جديدا في طريق الملك عبد الله،
كان هناك رجل مائل على الحاجز يتأمل النفق الممتلئ بالمياه حد النهاية، وكأنه يبحث عن مزيد من الجثث ما زالت غارقة داخل السيارات.
سأله: هل هذا النفق من المباني العشوائية، أعني متى بني هذا النفق؟
أكد له أن العمل فيه استمر بين 4 ـــ 5 سنوات، وافتتح منذ عام.
فسأله: هل هذا النفق بناه المواطنون بعد أن تعدوا على أملاك الدولة دون أن ينتبه أحد؟
فأجابه الحجازي القديم بقدم جدة: «يا بوي إنت مجنون».
كاد أن يخبره أنه قرأ في المقال، أن المواطنين هم المجرم الحقيقي الذي يسرق أراضي الدولة،
لكنه تراجع عن هذا، فذاك الرجل كان غاضبا وحزينا، وربما كان يبحث في النفق عن قريب له، فمضى يسجل ما حدث.
في الطريق شاهد (مركز شرطة) غارقا تماما، ولم يعد قادرا على تلقي الشكاوى، أو مساعدة أحد،
شاهد الطرقات الغارقة والمعطلة، شاهد أيضا أرتال السيارات المتراكمة فوق بعضها والطين الذي أغلق الخط الدائري الرابط بين مكة ومطار الملك عبدالعزيز في جدة.
ود لو أنه يعرف عنوان صاحب ذاك المقال ليرسل له كل هذه الصور التي علقت بذاكرته، وسجلها في مذكراته اليومية،
عل ذاك الكاتب يعيد النظر، ويكف عن اتهام المواطن، فالطرقات والأنفاق ومركز الشرطة لم يبنها المواطن.
تذكر أن هذه الصور تم بثها في كل مكان، وبالتأكيد لا بد من أن صاحب المقال رأى تلك الصورة التي تؤكد أن المجرم ليس المواطن الذي مات غرقا.
كتب في مذكراته: «لا بد من محاكمة مثل هذه المقالات التي تحاول إعاقة العدالة، وتظليل القارئ والمسؤول».
المذكرات للكاتب: صالح الطريقي
":" ختاما ":"
بقلوب ملؤها الأسى والحزن ... أسأل الله أن يرحم موتى هذه الكارثه ويغفر لهم
ويسكنهم جنة عرضها السماوات والارض
أما أمانة مدينة جده"
فأقول : جدهـ أصبحت مهجورة بفضل أمانة الأمانة ؟
أمانة لاتعرف معنى الأمانة !!
أتمنى أن تتم المحاسبة , مع أني لا أنتظر منها أي نتيجة !!
مخرج:
إسقي كل البحر .. من طلك عذوبه ..
وانثري ضيك عليه ..
في المساء مر .. وشذى عطرك في ثوبه ..
وماسك الشمس بأيديه ..
وش عليه يلعب فـ شعرك هبوبه
ويغسل أقدامك في مده
ويكتم أسرارك في جزره
ويلقى في رملك لـخده لا تعب .. حضن ومخده
وكل ما جا الطاري في عرس وخطوبه ..
وقلنا مين هي العروس ..
قالوا : جده
جمعتها لكم من مأساة العروس
غدا يوم آخر