تأسس الموقع عام 2006
Site was established in 2006


ديوان حلول البطالة

موقعنا والإعلام

حلول البطالة الإمارات

هل أنت مسؤول توظيف ؟

تسجيل الدخول
العودة   حلول البطالة Unemployment Solutions > مرآة الواقع > الفقر هموم ومشاكل

الملاحظات

الفقر هموم ومشاكل يمنع طرح مواضيع التبرعات المالية

سعوديون تفترسهم مخالب الفقر ... وتنهش الذئاب اطفالهم

الفقر هموم ومشاكل

يعانون الجهل والمرض وبيوت الحَجَر وهم بقرب أكبر مدينة صناعية ... ينبع: «تلعة نزا»... سعوديون تفترسهم «مخالب» الفقر ... و«تنهش» الذئاب طفالهم... حلمهم...

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1 (permalink)  
قديم 05-06-2007, 10:30 PM
متمكن بطرح الوظائف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
الدولة: Eastern Province
المشاركات: 9,471
معدل تقييم المستوى: 694661
الضيم محترف الإبداعالضيم محترف الإبداعالضيم محترف الإبداعالضيم محترف الإبداعالضيم محترف الإبداعالضيم محترف الإبداعالضيم محترف الإبداعالضيم محترف الإبداعالضيم محترف الإبداعالضيم محترف الإبداعالضيم محترف الإبداع
Angry سعوديون تفترسهم مخالب الفقر ... وتنهش الذئاب اطفالهم

يعانون الجهل والمرض وبيوت الحَجَر وهم بقرب أكبر مدينة صناعية ... ينبع: «تلعة نزا»... سعوديون تفترسهم «مخالب» الفقر ... و«تنهش» الذئاب طفالهم... حلمهم «خيمة» تؤويهم

سعوديون تفترسهم مخالب الفقر ... وتنهش الذئاب اطفالهم... حلمهم خيمة تؤويهم


على مسافة لا تزيد على 40 كيلو متراً عن مدينة ينبع الصناعية، إحدى أهم مدينتين صناعيتين في السعودية حالياً، تعيش 170 أسرة سعودية حياة بعيدة عن تطورات ومجريات القرن الحادي والعشرين.

خدمات البنى التحتية الرئيسة تسير ببطء نحوهم، ولم يعد كبار السن فقط في حاجة إلى الضمان الاجتماعي. فشبان، في العقدين الثاني والثالث، يرزحون في غياهب الجهل بحاجة أيضاً إلى مثل هذا الضمان. خصوصاً، وأن بعضهم يعيش على الاحتطاب، وآخرين على ما تبقى لهم من مواشٍ لا يتجاوز عددها أصابع اليدين.

حين توجهت «الحياة» إلى «تلعة نزا» كان الهدف الحقيقي، من وراء القصة، قائماً على معلومة تفيد أن هناك سعوديين يقطنون جبل رضوى. يصفهم أهالي المحافظات المجاورة بأنهم بدائيون، وعدائيون، ونصحونا بأن لا نتجه نحوهم من دون حمل سلاح ناري أو مرافقة شخص معروف لديهم.

وبعد انطلاق الرحلة والوصول إليهم، بدا كل ما قيل عنهم مجرد أساطير رسختها الأيام في أذهان المحيطين بهم. فهم موحدون لإله واحد، وكرماء على رغم فقرهم، وليسوا ناقمين على أحد نتيجة فقرهم أو ما يقال عنهم.

جابر آخر من نزل من الجبل، وسَلَمي يحتطب طوال شهور من أجل أربعة ريالات لرزمة الحطب الواحدة، وسلام يريد الكهرباء بعد أن رأي نورها، وكهل يحلم بالحصول على خيمة.

«الحياة» اكتفت بنقل قصصهم من دون الدخول في تفاصيل عن المتسبب في ما آلت إليه حياتهم. وفي حكايات هؤلاء عبرة وعظة لما يخلفه الجهل من جانب، وما يعانيه العديد من أهالي «تلعة نزا»، وغيرهم من سعوديين يحيون الحياة نفسها في قرى وهجر ومدن صغيرة أخرى في أطراف البلاد. ولكن عزتهم وكرامتهم تمنعهم من الصراخ على رغم الألم وشدته.

في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، التقى الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله بالشيخ سليمان النزاوي، الذي كان تاجراً للعقار في مدينة جدة آنذاك، وبشفافية ووضوح وجه له العاهل السعودي، السؤال الآتي: «سمعنا أن هناك مجموعة من أفراد قبيلتكم يقطنون في جبل رضوى (46 كيلو متراً شرق ينبع)، ويعيشون حياة بدائية وعدائيون ويرتدون قطعاً جلدية على أجسامهم؟».

فكان رد الشيخ سليمان النزاوي، الذي يقطن «تلعة نزا» إحدى القرى التابعة لمركز جبل رضوى، للعاهل السعودي: «إن هذه الأخبار غير صحيحة»، قائلاً إن سبب بقاء أفراد قبيلته في قمة الجبل يعود لفقرهم، وعدم قدرتهم على تعليم أبنائهم. فما كان من الملك خالد إلا أن أقر مكافأة لكل طالب أو طالبة تغادر عائلته في الجبل نحو القرى في الأسفل، وتبلغ 450 ريالاً. وتُعرف حتى الوقت الحاضر، باسم «مكافأة رضوى».
ومن ذلك الوقت، عمل الشيخ سليمان النزاوي على مساعدة أهالي قريته «تلعة نزا»، (تلعة تعني المكان المحصور بين جبال عدة)، في استخراج حفيظة النفوس «التابعية»، لهم، بعد أن أحضر مجموعة من المصورين اليمنيين للطلوع إلى الجبل، وتصوير الأهالي، لتسجيلهم في الضمان الاجتماعي وتعليم أبنائهم.

وواصل الشيخ النزاوي عمله بحفر آبار للمياه، بعد أن رأى أن معظم الآبار الموجودة «شبه جافة»، وأنشأ مدرستين لتعليم البنين والبنات، تولت إدارة التربية والتعليم تطويرهما ومتابعتهما في ما بعد، وجامعاً لأداء الصلاة.

وكان عدد السكان، في تلك المرحلة، يصل إلى عشرة آلاف نسمة. توزعوا في خمس هجر قرى محيطة بالجبل الذي يعد من أشهر جبال الجزيرة العربية. وقطن فيه وحوله الكثير من الحيوانات ومنها المفترسة، وبإمكانك مشاهدة قمة جبل رضوى من داخل مدينة ينبع.
في البداية وبروح الفريق الواحد، تعاون النازحون من فوق الجبل على بناء بيوتهم الحجرية، والخيام. وأصبحت لديهم ثلاث آبار، وهي: «بئر صالح» و «بئر غليص» و «بئر مليحة».

وبعد مرور أكثر من عقدين من الزمان، لم يختلف واقع الحال كثيراً بالنسبة لأهالي وسكان «تلعة نزا»، المنسوبة إلى «نزا» أحد فروع قبيلة جهينة العربية الشهيرة، والأساطير ذاتها تحكى عنهم، وعن النازحين من الجبل.

وكانت انطلاقة «الحياة» للهجرة تتركز، في الأساس، في البحث عن «حقيقة أولئك الناس البدائيين والعدائيين، والذين لا يمتون للحياة المدنية، والثورة المعلوماتية بصلة».

وما يزيد الألم، أن جميع استفسارات «الحياة» عن صحة، ما يقال، كانت تقابل بالإجابات نفسها، وبتهويل وتحذير أكبر من المغامرة والتوجه لذلك المكان.
وعند الوصول، كان في الاستقبال صالح النزاوي، الابن الأكبر للشيخ سليمان، الذي واجه الأسئلة عن كل ما قيل بابتسامة ممزوجة بنوع من الحزن والألم على حال أبناء قريته، وقبيلته، وقال: «سنذهب إلى آخر شخص نزل من الجبل، مطلع هذا العام، اسمه جابر وسترى الحقيقة بأم عينك».

وعند بدء الجولة، لوحظ أن «رائحة التنمية»، إذا ما جازت التسمية، بدأت في الوصول إلى الذين نزلوا من الجبل. فالعمل، جار، على إيصال المياه لهم من محافظة ينبع البحر (36 كيلو متراً غرب)، وأعمدة نقل التيار الكهربائي متوافرة.

ولكن أهالي «تلعة نزا»، التي تمثل أطرافها متنزهاً ربيعياً يقصده أهالي محافظة ينبع، مازالوا يشربون المياه من 12 بئراً تنتشر هناك وتكسو سطحها طحالب مائية، ولمبات الإضاءة في بعض المنازل مازالت تعمل على المولدات الكهربائية القديمة، فيما لم تكتمل سفلتة الطريق بعد.

ومعظم السكان، الذين بدأ يتقلص عددهم، يعيشون تحت خط الفقر، ويرزحون في ظلمات الجهل، ويعيشون على جمع الحطب، وتربية الأغنام والإبل، والتي بدأت في الهلاك بعد انتشار مرض غير معروف مصدره أو سببه.

بيوتهم المصنوعة من الحجارة. بدت كالهياكل ويمكن وصفها بكل شيء إلا بالبيوت. وكذلك الخيام. والأهم من ذلك أنهم أناس يشهدون أن «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وغير مؤذين كما قيل لنا قبل أن نتوجه إليهم. بل إننا اكتشفنا أنهم مضيافون، وأن الترحيب يسبق الوصول بمجرد سماعهم محرك السيارة بالقرب منهم.

«الحياة» تروي قصص الإنسان في «تلعة نزا». إنسان يعيش بعيداً من التنمية والحياة المتمدنة، ويكاد يهلكه الفقر والجهل والمرض، ناهيكم عن الذئاب المفترسة التي تحوم حول جبال رضوى، وتغير على قطعانهم، وأحياناً لا توفر أبناءهم.

آخر من غادر الجبل

«سنحرص على مكافحة الفقر والاهتمام بالمناطق التي لم تحصل على نصيبها من التطور وفقاً لخطط التنمية المدروسة».

لم يسمع، جابر بن بخيت النزاوي (70 عاماً) القاطن في هجرة «تلعة نزا»، هذا الوعد الذي قطعه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهو يتحدث أمام أعضاء مجلس الشورى السعودي بمناسبة بدء أعمال السنة من الدورة الرابعة للمجلس في نيسان (أبريل) 2006. والسبب أن جابر لم ينزل للعيش في قرية تلعة نزا سوى مطلع العام الحالي، بعد مرور سنوات، حاول فيها أبناء القبيلة التي ينتمي إليها إقناعه للنزول من سفح جبل رضوى والسكن بينهم، إذ كان يعيش في مكان لا تتوافر فيه أبسط مقومات الحياة.

وواقع الحال تختزله إجابة جابر عند سؤاله عن من يكون ملك البلاد اليوم؟. مكتفياً بترديد «الملوك هم عيال عبدالعزيز. وعياله هم ملوكنا»، قبل إخباره بأن ملك السعودية الحالي هو عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده أخوه الأمير سلطان. تختزل هذه الإجابة الكثير من المعاني والتداعيات.

بيد أن الحال لم يتغير كثيراً، بالنسبة لجابر وأخيه جويبر (40 عاماً)، الذي يعاني من تخلف عقلي، بعد نزولهم للقرية، كون حظهم العاثر أوقعهم في النصف المحاذي للجبل مع نحو 170 أسرة لم تصلهم المياه والطرق المسفلتة والكهرباء، على رغم أن أعمدة نقل التيار الكهربائي تحيط بهم.

والسبب الحقيقي وراء اقتناع جابر بترك الجبل، يأتي في قوله بعفوية «عشان الدراسة، ونبي العيال يتعلمون». وساعده سكان قريته في بناء منزل من الحجر الذي قام بجمعه من الجبل المحاذي له على أشكال وألوان مختلفة. جعلت من بيته البدائي متـميزاً من حيث الشكل الخارجي.

ومع هذا، لا يبدي جابر، الذي يستفز المشاعر بملابسه الرثة والمتسخة، أي تذمر من الوضع الذي يشكو منه بقية سكان قريته. فـ «الديرة» ـ حسب وصفه لمكان إقامته فوق الجبل ـ لا تحمل أية ملامح للحياة المدنية التي يطالب بها غيره. وأيضاً لكونه، لم يعتد وزوجتاه الاثنتان وأبناؤه التسعة «خمسة أبناء وأربع بنات» على ماء بواسطة التحلية أو كهرباء أو هاتف محمول.

3 شهور لجمع الحطب مقابل 4 ريالات للحزمة

على رغم فارق العمر، إلا أن حال حمود النزاوي (28 عاماً)، وهو أب لثلاث بنات وولدين، لا يختلف عن جابر، فهو يعاني من الأمية.

ويلتقي جابر وحمود في حلم تعليم الأبناء، ويختلفان في رغبة حمود بوصول الماء والكهرباء إلى قريته، على رغم أنه سدد منذ شهر تقريباً مبلغ 1600 ريال لإيصال الخدمة الكهربائية لمقر سكنه، وتلقى وعداً بتأمينها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
المفارقة تكمن في أن مبلغ إيصال الخدمة المدفوع، احتاج من حمود خمسة أشهر من العمل المكثف في أطراف جبل رضوى في جمع الحطب، وبيع الرزمة الواحدة بمبلغ لا يتجاوز ثلاثة أو أربعة ريالات فقط، على رغم معاناته من آلام حادة في كليته اليمنى، وتدهور حاله الصحية بسببها، إذ أنه يخفف، قليلاً، من آلامها بأدوية اعتاد الحصول عليها من المستشفى العام في مدينة ينبع البحر، من دون أن يشعر بأي تحسن، وباعتباره مازال في سن الشباب، لذا فإن «حمود» لا يتلقى أية مساعدة من الضمان الاجتماعي.

ويحرص حمود، بين فينة وأخرى، إذا ما توافر له القليل من المال الذي يذهب جزء كبير منه في مصاريف تعليم أبنائه، على شحن بطارية سيارة كهربائية مهترئة، كان حصل عليها عبر مقايضتها بحزمة من الحطب، لتشغيل تلفاز قديم منحه إياه فاعل خير بالقرية.

وكونه معني أكثر، بتوفير حاجات أسرته، وعدم قدرته على مشاهدة التلفاز إلا في المناسبات السعيدة. لن تستغرب عدم معرفة حمود عن الإرهاب وما هيته.

وبمجموعة من الأحجار، والأخشاب، وقليل من أكياس الأسمنت الخيرية، استطاع حمود، تشييد ما يشبه المنزل، والذي يظل بدائياً، لعله يقيه وأبناءه من قطيع الذئاب الحائمة حولهم ليلاً. والتي اقتلعت كف ابنته الصغرى (سنتان) في إحدى الليالي المظلمة والحزينة له ولعائلته ووالدته التي تسكن في «قفص» مجاور له، وقد بلغت من الكبر عتياً، إلا أنها تحتفظ بقوتها وصبرها في العمل على استخراج زيت يستخدم في أكل البر من أشجار الزيت المنتشرة في أطراف القرية.

«التسعيني سَلَمي» يرغب في خيمة

حكايات الفقر والجهل والمرض في «تلعة نزا» متواصلة مع قصة الكهل سَلَمي بن حميد (90 عاماً) الذي يعـيش في قفص يغطيه ببقايا صناديق ورقية «كرتون» وأطـمار بالية من الأقمشــة. تشاركه ابنته الوحيدة والمريضة بمرض أذهب عقلها وصحتها في آن معاً. وابنان عاطلان عن العمل يجاوران أباهما في أقفاص مشابهة.

عزة نفس ابن حميد تمنعه من قبول الصدقات من فاعلي الخير وحتى من أقربائه، والتي يتسلمها أبناؤه من دون علمه. وكل ما يرغب فيه خيمة يسكن فيها. وحين علم أن الملك أقر مساعدات للمحتاجين، يمم وجهه شطر أحد المسؤولين في محافظة ينبع يطالبه بخيمة، فكان رد الأخير له «لما أنا أشبع!». ولا يزال صدى هذه الكلمات يحزن قلبه، ويشعره بندم كبير لأنه ذهب لذلك المسؤول!!.

«حياة بلا أحلام»

يعيش عويضة عتيق (27 عاماً) في غرفة لا تتجاوز مساحتها المترين طولاً، والثلاثة أمتار عرضاً، والتي تكتم الهواء الحار بداخلها، وكان أهله، شاركوا في تشييدها بمساعدة آخرين. كونه يعاني إعاقة كاملة ومأسوية، فهو لا يحرك أي عضو من أعضائه، مع عدم قدرته على الحديث أو التواصل مع الآخرين.

وكان عدد من فاعلي الخير، حملوا صوراً لعويضة إلى مركز التأهيل الشامل في المحافظة ليجدوا له مكاناً هناك، بيد أن المركز رفض من دون إبداء أي سبب واضح. وتعاني أسرته، كمعظم الأسر في تلعة نزا، من الفقر المدقع الذي منعهم من توفير أبسط الحاجات له.

وإلى جوار الغرفة، يستقبلك سلام بخيت (17 سنة) بابتسامة أمل علت وجهه عند قدومنا، ظناً منه أننا من العاملين في شركة الكهرباء. وحين تعرف على هويتنا، بادرنا بالقول: «نبي كهرباء» أي نريد كهرباء، «الماطور خربان»، يعني المولد الكهربائي.
وسلام على رغم عمره فهو طالب في الصف الخامس من المرحلة الابتدائية، مثل البعض من أبناء القرية الذين تسنى لهم الدخول إلى مدرسة لم ينخرطوا في التعليم باكراً لعجز آبائهم عن تأمين متطلبات تعليمهم، وهو يحب مادتي القرآن الكريم، والمطالعة. واعتاد خلال وقت زيارة «الحياة» للقرية (5 عصراً) الذهاب لرعي بضع غنمات لأبيه ولكنّ أخاه الأصغر ناب عنه في ذلك اليوم. وإذا ما سألته عن المهنة التي يحلم بها في المستقبل، تصطدم بنظرات الحيرة التي تملأ عينيه، قبل أن يجيب: «مدري».. وبعد لحظة صمت يعود ليكرر: «حرّ.. نبي كهرباء».

قصة أهالي وسكان «تلعة نزا»، شبيهة بقصص جيرانهم في القرى المحيطة بالجبل، وهي: وقرى والنجف ونبط وأبو شكير والنباه. الرجال والشباب فيها بحاجة إلى الضمان الاجتماعي المقدم لكبار السن والضعفاء، بالدرجة نفسها، لإعانة أسرهم. والجهل المتفشي بينهم هو نتاج هذا الفقر.

يقول صالح النزاوي، الذي تولى مكان أبيه في تفقد أحوال قريته ومساعدتهم بشتى الطرق والوسائل، «ما يوفرونه من جمع الحطب لا يسد بطون أسرهم، ومع هذا أصبح معظم أهالي القرية يرسلون أبناءهم، الآن، للتعلم ونيل الشهادة والحصول على فرص عمل وحياة أفضل».

ولماذا لا يغادرون نحو مدن توفر لهم فرصاً حياتية أفضل، أو التــوجه لأحد ولاة الأمر لشرح أوضــاعهم وحلها؟. تجد أن الإجابة لكلا السؤالين مهمة ووطنية. فأولاً: من سيبقى في هجر وقرى السعودية إذا غادر الجميع. وثانياً: الكرامة وعزة النــفس، المصحوبة بالكرم في ظل الفــقر، تمنـعهم. وحالهم لا يختلف عن حال، معظم السعوديين، الذين تنقصـــهم الخــدمات الأساسية في هجـر وقرى ومدن أخرى في جنــوب أو شمــال الـبلاد وشرقها.

الإرهاب والسياحة وفصول الأمية

قبل اندلاع المواجهة بين رجال الأمن السعوديين والجماعات الإرهابية، كان جبل رضوى، البالغة مساحته 120 كيلو متراً مربعاً وارتفاعه نحو 2170 متراً عن سطح البحر، أحد أشكال التسلية للمقيمين الغربيين في مدينة ينبع الصناعية. حيث كانوا، في عطلاتهم الأسبوعية، يمارسون رياضة تسلق الجبال.

إلا أنهم توقفوا منذ ذلك الحين عن التوجه إلى الجبل، خصوصاً وأنه يقع في منطقة نائية بعيدة من العمران، حرصاً على سلامتهم.

ويتميز جبل رضوى بمنظره الخلاب، وكذلك بانتشار أنواع مختلفة من الشجيرات حوله. وربما يدفع هذا الأمر للسؤال عن سبب عدم التفات الهيئة العليا للسياحة في السعودية، واستثماره، سياحياً، لإنعاش السياحة الوطنية، وكذلك إنعاش اقتصاديات أهل القرى المحيطة به، خصوصاً، وأن قرية «تلعة نزا» تمتاز بجغرافيتها المزدوجة بالصحراوية والقروية، بما فيها من أشجار الهيل والسواك والزيتون والبن وغيرها.

وكان الملك خالد وجه، بمرسوم ملكي صادر في آخر العام 1980، ب***** أهلها، الذين كانوا حينها في الجبال، وكذلك بإيصال الخدمات الأساسية لهم.

ومنذ تاريخ القرار حتى العام 1985، كان معظم القاطنين في الجبل قد نزلوا للقرى في الأسفل، وأكثرهم من قبيلتي «نزا والمشاعلة»، وكان آخرهم، كما جاء في القصة الرئيسة، جابر وأخاه جويبر.

ولكن عملية توفير الخدمات الأساسية، باستثناء مشروع المياه وفقاً لأهالي القرية، تجري ببطء. فمشروع سفلتة الطريق حتى أسفل الجبل أنجز نصفه (25 كيلو متراً تقريباً). فيما لم ينجز سوى 20 في المئة من بقية أجزاء الطريق.

وكان هذا المشروع أقر خلال زيارة الرئيس العام للاستخبارات السعودية الأمير مقرن بن عبدالعزيز، حين كان أميراً لمنطقة المدينة المنورة في العام 1999.

أما مشروع الكهرباء، فأعمدة نقل التيار الكهربائي تغطي المنطقة منذ شهور عدة، ولكنها لم تعمل إلى الآن بسبب مطالبة شركة الكهرباء أهالي القرية بتقديم وثائق الملكية لبيوتهم الحجرية، والتي هي بطبيعة الحال غير متوافرة لديهم. فيما وعد آخرون بتشغيلها بعد ثلاثة أشهر من الآن.

وأوضح رئيس مركز «تلعة نزا» سلامة الرفاعي، أنه وعدداً من العاملين في إدارة التربية والتعليم في محافظة ينبع زاروه في المركز، لبحث سبل تنفيذ برنامج تعليمي تثقيفي لأهالي القرية، وفصول لمحو الأمية.

... «الخيري» يعد ببناء وحدات سكنية

يغيب دور الجهات والجمعيات الخيرية، الحكومية والخاصة، في تقديم المساعدات وتحسين أوضاع أهالي «تلعة نزا». ويرجع البعض، أسباب ذلك إلى ضعف الموارد والإمكانات، فيما يشكو الآخرون من براثن البيروقراطية.
ويطفو على السطح، دور المستودع الخيري في محافظة ينبع - التابعة لإمارة منطقة المدينة المنورة - في تقديم العون والمساعدة لأهالي القرية بقدر المتوافر والمستطاع، وبآلية يمتدحها جميع العاملين على الخير في قرية «تلعة نزا» من ميسوري الحال. والذين يتعاونون مع المستودع في تخفيف معاناة أهلهم.
ويوضح المدير العام للمستودع الخيري في محافظة ينبع الشيخ سلطان الشريف أنهم يقدمون وجبات غذائية «رز، وسكر، وحليب، وبر، وسمن» كل شهر أو شهرين كأقصى مدة للمحتاجين، مشيراً إلى أن هذه الوجبات تقدم من فاعلي الخير في المحافظة، وتوزع بالتساوي على أهالي القرى «وقرى، والنجف، ونبط، والنباه، وأبو شكير، وتلعة».

وتستفيد أكثر من 170 أسرة في قرية «تلعة نزا» من الخدمات التي يقدمها المستودع.
ويؤكد الشريف أنهم يشعرون في المستودع بضغط كبير عليهم في تقديم العون لأهالي تلك القرى، لوجود عدد قليل من الجمعيات الخيرية الفاعلة في تقديم المساعدات لهم.
ومنذ عامين، يعمل صالح النزاوي، كمندوب متعاون، مع المستودع في إيصال المساعدات الخيرية لأهالي قريته، والمتمثلة، إضافة للغذاء، في الملابس والأحذية، وفي بعض الحالات مبالغ نقدية تتراوح بين ألف و1500 ريال. ويعد الشريف بسعي المستودع الخيري، لإيجاد تمويل مشروع خيري لبناء وحدات سكنية لأهالي هذه القرى، على غرار الوحدات الموجودة في ثول (100 كيلو متر شرق مدينة جدة)».


المصدر

وش يفرقنا عن بنجلاديش ؟

 

(( لا تنسى ذكر الله ))


مواضيع ذات صله الفقر هموم ومشاكل

مواقع النشر (المفضلة) وتحتوي على WhatsApp لإرسال الموضوع إلى صديقك



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة





الساعة الآن 03:04 PM


Powered by vBulletin Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لحلول البطالة

استضافة، تصميم مواقع، برمجة تطبيقات، من توب لاين