عند كل أزمة محلية اعتدنا كسعوديين أن نردد عبارة "الطاسة ضايعة" وأظن – والله أعلم – أنه لا توجد "طاسة" بالأساس.. حتى نتباكى على ضياعها!
لهذا أقترح أن يتم توزيع "طاسة" لكل مواطن.. مع كتابة إقرار أن يحافظ على "طاسته".. فإن لم ينفع هذا الاقتراح فلا بد من تفعيل نظرية "ما فيش فايدة.. غطيني يا صفية" ويصرف لكل مواطن "صفية" و"غطاء" وبهذا سنقضي على الفساد.. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم!




(1)

قبل فترة، كتبت الزميلة الرائعة بدرية البشر مقالا ً بعنوان (من يحاكم من ؟) ولأول مرة أرى مقالا ً لو اكتفى بعنوانه – فقط – كفاه لنقول عنه إنه مقال عظيم.
(من يحاكم من؟ سؤال مخيف وجريء!
(من يحاكم من ؟ هو إجابة مواربة.. أكثر من كونه سؤالا صريحا.

(2)

عندما تموت طفلة من البرد.. من يحاكم من؟
هل نحاكم "البرد" لأنه تجرأ على الدخول إلى "الصندقة" ولم يجرؤ على الدخول إلى القصر؟!
أم نحاكم الرياح؟..
ومن الذي سيحاكم "البرد" و"الرياح"؟!!

(3)

عندما تقوم شركة لتوظيف (وتنظيف) الأموال، بسرقة مواطن.. من يحاكم من؟
المواطن.. لأنه غبي.. و "على نياته"؟!
أم اللصوص الذين يديرون الشركة.. واللص الذي استفاد من وجودها؟
أم النظام الذي سمح بوجودهم ؟.. أم القانون الذي "لا يحمي المغفلين"؟

(4)

من يحاكم من.. في كارثة جدة؟
هل العقل الديني الذي قال: قضاء وقدر.. و "عقوبة"؟
أم عقل عضو مجلس الشورى: الذي يرى أننا "نبالغ" في الصراخ؟!
هل هؤلاء يستحقون أن يكونوا "الحـَكم" ؟..

(5)

(من يحاكم من؟)
رددوها عشر مرات متتالية – وبنفس واحد – وستجدون "الطاسة" الضائعة!
وأرسلها لعشرة أشخاص وستفصل من وظيفتك! (انشر تؤجر).


.
/
.

خاتمه


نغني للحرية وندعو للديموقراطية.. ولكن لم نتوقف لحظة لنسأل أنفسنا (في أعمالنا.. في بيوتنا.. في أي مكان نمتلك فيه "سلطة" صغيرة هل نتعامل – مع من تطالهم سلطتنا – بديموقراطية؟.. أم إن في داخل كلٍ منا ديكتاتورا صغيرا؟
الحقيقة أنه في داخل الأغلبية منا يوجد هذا الديكتاتور الصغير.. وسيكبر إن لم يجد النظام والقانون الذي يوقفه عند حده!

*******
كرسي الحلاق:

هو الكرسي الأكثر ديموقراطية في عالمنا العربي..
الجميع يستطيع الجلوس عليه!!
.
/
.



مقتطفات من إبداع أبو سيفالبحث عن "الطاسة" المفقودة!!