13-02-2010, 08:06 PM
|
|
عضو سوبر
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 340
معدل تقييم المستوى: 250325
|
|
يتحدثون كثيراً عن جُحا استخفافاً .. فمن هو ؟؟
يقول أحد الإخوان:
أذكرُ أن أحدَ الأفاضِل قال لي: إنه يتوقع أن جحا من أهل الجنة، فقلت له: ولمَ؟
قال: لم يبقَ أحدٌ من الناس إلا وقد اغتابه وأعطاه شيئا من حسناته !!
تأملتُ في عبارته كثيراً ودفعتني للبحث عن هذه الشخصية التي لطالما أثارت الجدلَ والأقاويلَ في الأوساطِ المُختلفة باختلاف ثقافتِها يستوي مِنهم ا÷ل العِلمِ مع أهل الجهل والجهَالة ، ثم لمّا تبين لي أمرَه رأيت انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم:
رد عن عرض أخيه في الدنيا رد الله عن وجهه النار يوم القيامة
الراوي: أم الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: غاية المرام - الصفحة أو الرقم: 432
خلاصة الدرجة: حسن
وحِفاظاً على مكانةِ من عُرفَ بالإسلام والصلاح ، وإدراك القرون المفضلة أن أعرّف الناس به ، ليحفظوا عرضه ويكفّوا عن ذكره بما لا يليق بمكانته.
أقول : إن ( جحا ) ليس أسطورة ، بل هو حقيقة !
واسمه: ( دُجين بن مثبت الفزاري – رحمه الله - )، أدرك ورأى أنس بن مالك رضي الله عنه ، وروى عن أسلم مولى عمر بن الخطاب، وهشام بن عروة، وعبد الله بن المبارك، وآخرون.
قال الشيرازي: جُحا لقبٌ له ، وكان ظريفاً، والذي يقال فيه مكذوبٌ عليه.
قال الحافظ ابن عساكر: عاشَ أكثر من مائة سنه.
وهذا كله تجدونه مَسْطوراً في كتاب "عيون التواريخ" لابن شاكر الكتبي ( ص 373 وما بعدها).
وفي ميزان الإعتدال للذهبي (المجلد الأول، ص 326) ما نصه: جُحا هو تابعي ، وكانت أمه خادمة لأنس بن مالك، وكان الغالب عليه السماحة، وصفاء السريرة، فلا ينبغي لأحد أن يسخر به إذا سمع ما يضاف إليه من الحكايات المضحكة، بل يسأل الله أن ينفعه ببركاته. وقال الجلال السيوطي: وغالب ما يُذكر عنه من الحكايات لا أصل له.
ونقل الذهبي أيضاً في ترجمته له: قال عباد بن صهيب : حدثنا أبو الغصن جُحا – وما رأيتُ أعقلَ منه - .
وقال عنه أيضاً : لعله كان يمزح أيام الشبيبة ، فلما شاخ ، أقبل على شأنه ، وأخذ عنه المُحدّثون .
وقال الحافظ ابن الجوزي - رحمه الله - :" ... و منهم ( جُحا ) و يُكنى أبا الغصن ، و قد روي عنه ما يدل على فطنةٍٍ و ذكاء ، إلا أن الغالب عليه التَّغفيل ، و قد قيل : إنَّ بعض من كان يعاديه وضع له حكايات .. و الله أعلم .
وأيّاً كان الأمر:
- فإن كان جحا صالحاً وأدرك بعض الصحابة ويخرج بهذه الصورة فهذا منكرٌ وجرمٌ كبير .
- وإن كان من عامة المسلمين فلماذا الكلام فيه، والكذبُ عليه، وتصويرُه بصورة خيالية ؟ كيف وهو متوفى ؟ وقد جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم " أذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم " رواه الترمذي وضعَّفهُ الألباني.
وهذه دعوة للجميع بالحرص والدقة والتأمُّل فيما يُسمع أو يُقال، وفي الحديث:
كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: مقدمة الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5
خلاصة الدرجة: صحيح
رحم الله أبا الغصن ( جُحا ) وجمعنا به في جنته ،
وفقني الله وإيَّاكم لخيري الدنيا والآخرة.
|