08-03-2010, 02:32 PM
|
Banned
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 189
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
تدفع كم وأوظفك؟؟
يتصيدون ضحاياهم عند مكاتب العمل ومؤسسات القطاع الخاص
«الواصلون المزيفون».. واسطتهم فشوش!
تدفع كم وأجلب لك وظيفة ولكن دون قيد أو شرط، هذا ما يدعيه بعض من يسمون ب "الواصلين" نظرا لما يعرف عنهم من امتلاكهم لعلاقات قوية في مختلف الوزارات والدوائر الحكومية، مما يجعل الكثير من الشباب والشابات يتهافتون عليهم رغبة منهم لكسب ودهم لتسهيل أمورهم في الحصول على الوظيفة التي يحلمون بها حتى لو دفعوا مبالغ طائلة جراء ذلك، وهذا ما ساعد على انتشار سوق سوداء تدعي توفير الوظائف للعاطلين او حتى للباحثين عن وظائف أفضل من وظائفهم.
سالم "25 سنة خريج المرحلة الثانوية" لم يصدق خبراً عندما سمع بان هناك شخصاً يستطيع توظيفه بمقابل مادي، حيث اخذ يحدث نفسه "المهم أشتغل.. توكلنا على الله نكلم فلاناً ليتوسط لنا في الوزارة الفلانية" ليسمع بعد ذلك ان المبلغ المشروط 10 آلاف ريال يجب أن يدفع نصفها قبل أي خطوة والباقي يدفعه قبل صدور خطاب التوظيف مع احتساب تكاليف المراجعات إضافة للولائم اليومية!.
في السابق كان سالم يحمل هم مصاريفه ومصاريف والدته وأخوته لينضم إليه مصاريف هذه الواسطة التي يطلب منه يومياً ولائم ومصاريف يدعي بأنها ستساعد في تعجيل معاملته ليتحصل على الوظيفة المنشودة والتي جعلت منه يستدين من هنا وهناك على أمل سدادها عندما يبدأ باستلام رواتبه الأولى، إلا ان المدة طالت والديون زادت وما زال الواسطة يدعي ان بإمكانه توظيفه ولكن يحتاج لمزيد من الوقت والمصاريف ليختفي بعد ذلك وتفشل جميع محاولاته بالاتصال عليه او معرفة مكانه، لينضم سالم لمجموعة كبيرة من ضحايا احتيال مسوقي الوظائف والذين فتح بعضهم مكاتب لذلك.
تسأل على الظاهرة
قد يتساءل الكثيرون عن الأسباب التي ساهمت فى انتشار ظاهرة الاحتيال على الباحثين عن وظائف واستغلال حاجتهم الماسة لطلب الرزق؛ ليسهل بذلك اصطيادهم من خلال إيهامهم بمقدرتهم على توظيفهم وظائف مرموقة ذات دخل جيد إضافة لمقدرتهم على نقل المعلمين والمعلمات من المناطق النائية والبعيدة عن مدنهم إلى المناطق التي يرغبون بها.
ومن الواضح ان هناك الكثير من الأسباب المشتركة التي ساعدت المحتالين على التكاثر ليشكلوا بذلك خطراً حقيقياً يستدعي وقفة جادة من قبل المسئولين والمجتمع للقضاء على هذه الظاهرة، ومن ابرز هذه الأسباب ازدياد البطالة وتجاهل الكثير من القطاعات للعاطلين، مما سبب تزايداً ملحوظاً للباحثين عن الوظائف والذين يتزاحمون بأعداد كبيرة تصل للآلاف على وظائف لا تزيد على مائة وظيفة قد تتدخل المحسوبيات والواسطات في المزاحمة على هذه الوظائف.
وساهمت تقنية الانترنت في زيادة عدد المحتالين، وذلك من خلال وضعهم إعلاناتهم في مواقع ومنتديات تهتم بالإعلان عن الوظائف الشاغرة لتكون بذلك أسرع طريقة لاصطياد الباحثين عن الوظائف لإيقاعهم في شباكهم بعد ان يوهموهم بمقدرتهم على توفير ما يبحثون عنه من وظائف او نقل.
كما ساهم الضحايا وبدون أن يشعروا في وقوعهم في حبال المحتالين من جراء قيام الكثير من طالبي العمل بوضع إعلانات على صفحات الانترنت توضح استعدادهم لدفع مبالغ مادية لأي شخص يستطيع توفير وظيفة لهم او نقلهم لإدارات او مناطق معينة، ليكونوا بذلك مساهمين على استفحال ظاهرة السوق السوداء" لطالبي الوظائف؛ خصوصاً ان البعض يشترط وظائف معينة في شركات مرموقة يعرف عنها قوة الرواتب والبدلات وهذا ما يجعل المحتالين يرفعون بسعر المبلغ المشروط والذي يصل إلى 25 الف ريال والتي لا تثني طالبي الوظائف عن توفيرها وذلك لرؤيتهم بان المبلغ المشروط يعتبر قليلاً مقارنة بما سيتحصلون عليه من رواتب مجزية.
طرق مبتكرة
يبتكر المحتالون طرقاً مختلفة للإيقاع بضحاياهم وذلك من خلال تمثيلهم للشخصيات ذوي العلاقات القوية في مختلف القطاعات إضافة لطريقتهم في الحديث والتي يحاولون من خلالها اصطناع الهيبة والوقار؛ مع تمثيلهم لإجراء مكالمات هاتفية مع شخصيات مهمة، بينما يقوم آخرون بتمثيل الشخصيات المتدينة والتي تهدف لتقديم المساعدة للآخرين طلبا للأجر والثواب ويعللون بان المبالغ التي سيتحصلون عليها من الضحايا ستدفع لآخرين بهدف تسهيل الأمور والإجراءات.
كما يقوم بعضهم بتشكيل "عصابات مصغرة" يعمد بعضهم على التواجد بالقرب من مكاتب العمل والشركات الخاصة لتصيد الشباب الباحثين عن وظائف والذي يسهل التعرف عليهم نظرا لحملهم ملفاتهم بأيديهم ليبدأوا حديثا مصطنعاً معهم ليسألوهم فيما بعد عن سبب تواجدهم ليعرضوا خدماتهم بشكل غير مباشر كاقتراح ان يتوجهوا لشخصية معينة يعرف عنها مساعدة الباحثين عن العمل بالحصول على وظائف، ليكملوا تمثيليتهم عند التوجه له وذلك من ملاحظة كم الاتصالات الهائلة التي ترد له من أسماء قوية ورنانة في المجتمع لإيهام الضحية بقوته ومكانته الاجتماعية حتى يدفع أي مبلغ يطلب منه دون تردد حتى لو استدان المبلغ من أكثر من شخص لثقته بان شخصية لديها هذه العلاقات بإمكانها توفير الحلم الذي سيخرجه من دوامة الديون وستساعده على الزواج بأسرع وقت ليكتشف فيما بعد الحلم الذي سعى له أصبح كابوساً من جراء تفاقم ديونه هذا ما أكده الشاب احمد الإبراهيم والذي دفع مبلغ سبعة آلاف ريال على ان يدفع مثلهم فيما بعد بعد ان اتفق مع احد المحتالين على توظيفه بأحد كبرى الشركات في الجبيل الصناعية.
ويصف الابراهيم الطريقة التي تعرف بها على الواسطة بالتمثيلية المتقنة وذلك عندما تعرف على شاب عن طريق الصدفة بالنسبة له بينما هي اصطياد من قبل الشاب الذي التقى به وهو خارج من احد الشركات بمدينة الجبيل الصناعية حيث سأله في البداية عن موقع احد البنوك ليسأله بعد ذلك عن سبب تواجده في الشركة ليقدم بعد ذلك له فكره الالتقاء بابن عم احد المدراء في الشركة والذي قام بتوظيف الكثير من الشباب مقابل مبلغ مادي يعتبر بسيطاً جدا نظرا لقوة رواتب الشركة.
ويذكر الابراهيم انه استدان المبلغ من والدته إضافة لأكثر من شخص خصوصا بعد ان اخبره المحتال بان الواسطة اخبره بان هناك ثلاث وظائف شاغرة ذات مرتبات مغرية ولكنها لن تدوم لفترة طويلة مما يستدعي التحرك على وجه السرعة للحصول على احدها، وهذا ما جعله يستدين المبلغ بأسرع ما يمكن للظفر بالوظيفة.
ويضيف "أخبرني الشاب الوسيط ان إجراءات التوظيف لن تتأخر عن شهر وذلك لحاجة الشركة لشغل الوظيفة بأسرع ما يمكن إلا ان القصة طالت لأكثر من ثلاثة شهور وسط مماطلات وتهرب وبعدها اختفى الشاب الوسيط والواسطة حيث باءت جميع اتصالاتي بهم بالفشل".
ضحايا تتكتم
رغم تعرض الكثير من الشباب والشابات للوقوع في حبال محتالي التوظيف إلا ان كثيراً منهم وخصوصا من الجانب النسائي لا يقومون بالتبليغ عما تعرضوا له وذلك لخشيتهم من التعرض للسخرية او الاستهزاء إضافة للوم من جراء استخدامهم طرقاً ملتوية للحصول على الوظائف.
القبض على المحتالين
ويذكر الناطق الإعلامي بشرطة المنطقة الشرقية العميد يوسف القحطاني بأنه تم القبض على بعض المحتالين من خلال حصولهم على عدة بلاغات من أشخاص مختلفين بتعرضهم لاحتيال من قبل آخرون يعدون قدرتهم على التوظيف إضافة لملاحقة آخرون لنفس الأسباب.
ويوضح القحطاني أن عدد القضايا المسجلة في المنطقة الشرقية ليست بالكثيرة خصوصا في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الضحايا ورغم خسارتهم للمبالغ المالية إلا أنهم يفضلون التكتم على ما تعرضوا له حتى لا يتعرضوا للسخرية.
ونصح العميد القحطاني جميع طالبي العمل لاستخدام الطرق الرسمية وعدم إعطاء الفرصة للمحتالين لاستغلال حاجتهم من خلال الوعود الزائفة التي تنكشف بعد مدة بسيطة إلا ان خسارتها كبيرة.
|