![قديم](tl4s-btalah2020/statusicon/post_old.gif)
04-07-2007, 07:11 PM
|
![الصورة الرمزية heavenmoon](customavatars/avatar5648_43.gif) |
مراقبة سابقة![](images/aseer.gif)
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 8,886
معدل تقييم المستوى: 110697
|
|
أسكت .... حتى لا أراك
كم أمقت أولئك الذين يتكلمون حين أقاطعهم, لذا تكلموا لأستحل مقتكم
.
.
.
مزدحمة حنجرتي بالكلمات, ولا مكان للهواء لكي يمر
أوشكت على الموت اختناقا, بل أنا أختنق فعلا !
سأموت جفافا لأني أروي حلقي بالصمت
علمتُ مؤخرا أن "رجل" تعتبر مرتبة في الدين
"رجال صدقوا...", "رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع...", "وقال رجل مؤمن من آل فرعون...", كلها قد يشترك فيها الذكور والإناث
حينها علمت لِم النساء صوتهن عورة؟, بل ربما يتضخم الأمر ليصبح كل صوت عورة فقط حين نسمع الصريخ من حولنا ولا نفعل سوى الكلام.
حقا ما ألأم الجارحة التي ترضى بالصمت فعلا !
النساء كلهن عورة, في صمتهن وفي نطقهن, عورة سترها بتر
السر يكمن في أن الستر يجدي مع كل عضو صامت, ولكن لن يجدي مع عضو كلما نطق هتك
النساء يعشن عمرا أطول, من يتكلم كثيرا سيموت أسرع, خاصة حين يكن صوته إزعاجا لصوت السلطة
وأعتقد - أيضا - أن لفظة "حريم" أفضل رداء قد يلبسه "ذكر" عجز أن يقول "لأ", محرم عليه الفعل والقول, مسموح له فقط بأن ينتهج الصمت, مسموح له فقط أن يقول "نعم" بملئ شدقيه, ما أقبح الزمن الذي تآكلت رجالاته لتنبت حريما كلهن أفواه مطبقة
.
.
.
من يكتب لينال أجرا يضعه في جيبه, ما هو إلا مأجور بقلمه, وكم أكره كل مأجور لغير ربه - ربه الذي خلقه وليس رب عمله .
الأحذية أيضا مأجورة ولكنها برباط, رباط يلصقها بقدمي فأثق بها وقت المطر والحجر, ولكن المأجورين بلا رباط, سيقعون من "قدمي" عند رؤية أول حجر, لأظل بعدها أنزع من قدمي أشواك بطانة فاسدة .
فرق آخر أن الحذاء "الحقيقي" قابل للنظافة, لذا أنا لا أنتعل الكذبة, لا أنتعل هما تقلقني نظافته, هما لا يلوث ذاته فقط, بل يلوث كل من يقترب منه .
اعلموا - أنطقكم الله - أن بقعة الحبر أشد قبحا من بقعة دم, أي والله أشد
لولا خشية الناس من أن تلوث أيديهم, لقطع كل صامت لسانه, أو كل ناطق بخواء
.
.
.
حتى الكلمات قد تنكمش خوفا, وقد تنحني أيضا ... تماما كما البشر - ناطقيها
ليس بالغريب أن تجد كلمات بلا عنق, بلا رأس ويدوسها النسيان, لأن لا أحد ينظر إلى الكلمات الساقطة تحت الأحذية, لذا ما دون الأعقاب في النار, والنار أولها نسيان
أيضا قد تتزاحم - الكلمات - وتضيع ملامحها في الزحام, تملأ الطريق, ولكنها تبطئ السير, تخنق المارة, تلوث الهواء, تعطل كلمة طيبة في طريقها لمحتاج
أفسحوا الطريق يرحمكم الله, أفسحوه حتى ولو ظللتم متحدثين
وكما البشر تماما, تألف الكلمات من ينصت إليها, ولهذا البطانة "الصالحة" حواسها كلها أذن, هم أحياء بلا مطالب, معذبون بلا اعتراض, كالأنعام بل هم أضل, رضوا بأن يكونوا مع الخوالف "مجرد أذن", لا فم لهم ولا لسان, مساكين سيموتون دون أن يحصلوا على مطالبهم
.
.
.
اليمين الغموس تغمس صاحبها "في ملذات الدنيا", كل رأس يؤدي القسم بمنتهى الصدق في كذبه, لابد وأن يعتلي أعلى المراتب - وفقا لمدى صدقه - ثم ليسقط من هذا الارتفاع فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق
إن أشد أنواع الكذب طمس الحقيقة بالصمت, وأقبح الصمت... حين الألم
حين تحاول النطق ولكن لسانك يعجز عن فعل ما لم يألف
يا هذا
امسك عليك هذا , وليسعك صمتك حتى لا تبك على خطيئتك
إن عقوبة الصمت الصمت, من يصمت حين يُطَلب منه الفعل, مؤكد سيخرس ولن يجد له صوتا يطلب عونا
ربما اللسان كالعصفور تماما, أحيانا مكانه القفص حين لا يغرد, أحيانا يلتقط سقط الحب ولا ينظر إلى تلوثه
من يأمن لسانه كمن يأمن طائرا لا يعرف حله ولا ترحاله
علمت الآن لم الضوء لا يسير إلا في خطوط مستقيمة, إنه يفسح مجالا للظلام ليستقر في الدوائر المظلمة
على عكس الصوت, لا يهتم بالاستقامة, هو فقط يحتاج إلى "وسط" لينتقل خلاله, وسط كالآذان مثلا
.
.
.
لساني يؤلمني من كثرة الذم, حتى أذني آلمتني من كثرة الذم الذي ينالني
وكم كلمة بقيت مرارتها في فمي, حتى الصمت في حلقي يجرحني
لأني أضعت عمري أبذر وهما وأجني غبنا, أبذر ثرثرة وأجنى صمتا
سأموت - في النهاية - وفي يدي كلمة طيبة لم أغرسها بعد
.
.
.
حمدا لله أن ربي في قلبي وليس في لساني
وليعلم أصحاب محمد أنهم خلفوا من بعدهم رجالا..... صموتا
هذا مقال اعجبني لاحد الكتاب " صمتك مرغم " .. فحبيت ان اضعه بين ايديكم ..
التعديل الأخير تم بواسطة heavenmoon ; 04-07-2007 الساعة 07:14 PM
|