08-07-2007, 09:15 PM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2006
الدولة: أعيش بين صفحات ايامي
المشاركات: 6,196
معدل تقييم المستوى: 476816
|
|
نادي حطين والمكتبة السلفية وحصن الشريف ومنزل القرعاوي أبرز معالمها
عبق الماضي وروعة الحاضر ونسائم الفل والكادي تتجلى في "صامطة"
هي واحدة من أعرق مدن الجنوب لها من تاريخها العلمي الحافل الشيء الكثير ولها من موقعها الجغرافي ومركزها التجاري وحركتها الثقافية والأدبية اشياء وأشياء.. هي مدينة العلم والتعليم في جازان ما يقارب من السبعين عاماً او تزيد.
جولتنا هذه أخذتنا الى مدينة (صامطة) العتيقة لنتعرف عليها أكثر ونعرف بتلك المدينة المتكئة بكل شموخ التاريخ وكبريائه على الحافة الجنوبية لوادي المغيالة العملاق تنظر بعين لماضيها العلمي والتاريخي بكل اعجاب وتقدير وتنظر بعين أخرى إلى مستقبلها الأكثر زهاءً واشراقا بكل أمل وتفاؤل.
صامطة تاريخياً
كتب أحد الباحثين عن مدينة صامطة ".. أنت لا تفهم المدن الا اذا تجولت عبر شوارعها وشممت رائحة الماضي الخفية.. يقول (جاستون باشلار) في جماليات المكان: "الإنسان يبحث دائما عن تحديد القيمة الإنسانية للمكان "وصامطة من مدن التاريخ القديم واكبت الأحداث، وشهدت الأيام تغيرها وتطورها، وكم وطأت أرضها قوافل الجمال وحوافر الخيل، الحديث عن صامطة يشبه تماما الحديث عن حلم قديم لم يغادر الذاكرة ابدا وعندما ندير البصر في كل الاتجاهات ونستعيد الزمن ونسترجع الذكريات فاننا نستنطق صفحات التاريخ عن مارثون الحياة اليومي الذي ينتهي إلى أحضان الشجيرات والأشجار العطرية من الفل والكادي والريحان. وتناول الباحث اسم (سامطة) من خلال بحثه في الكتب عن سبب التسمية لم يعثر على اجابة شافية الا انه وجد بعض الافتراضات والتفسيرات المختلفة، ومن الافتراضات التي وقف عليها الباحث انها سميت بذلك نسبة لبئر في سوق الاثنين كانت تشتهر بمائها البارد ليلا ونهارا وصيفا وشتاء فسميت البئر (سامطة) ثم نزل الناس حولها واتخذوا من الأراضي المحيطة بها ديارا ومساكن فجعلوا منازلهم أعشاشا تصنع من الأشجار والشجيرات كما بنوا بعض المنازل الطينية التي كانوا يتفنون في بنائها وزخرفتها، اما اليوم فقد حظيت مدينة صامطة في ظل العهد السعودي الزاهر بعناية تامة ونهضة عمرانية متطورة، فيما ذكر الباحث الاستاذ محمد بن أحمد حمود آل خيرات أن أول ما عرفت مدينة صامطة باسم قرية مصبري ويستدل على ذلك بوجود بئر بهذا الاسم معروفة الى الوقت الحاضر، وبالرجوع إلى بعض المراجع التاريخية يتبين لنا أن مدينة صامطة يمتد عمرها أكثر من ثمانمائة سنة ولم تشتهر بهذا الاسم الا خلال القرن الثاني عشر الهجري تقريبا. وصامطة حاضرة من القطاع الجنوبي لجازان وتتبعها عشرات القرى والهجر وهي ذات كثافة سكانية عالية كما انها بوابة المنطقة إلى الحدود الدولية مع اليمن الشقيقة وبها أسواق تجارية حديثة وسوق شعبي اسبوعي يعقد كل يوم اثنين يفد اليه المتسوقون من أنحاء المملكة حتى من اليمن الشقيق.
الموقع الجغرافي
صامطة احدى المحافظات التابعة لمنطقة جازان وتمتاز بموقعها الجغرافي المتميز حيث تقع مدينة صامطة على الطرف الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية على حافة وادي المغيالة من الناحية الجنوبية وتعد احدى بوابات المملكة العربية السعودية الجنوبية، حيث يحدها جنوبا (مركز الطوال) وشرقا (مركز القفل) ويحدها البحر الأحمر من الجهة الغربية ومدينة أحد المسارحة من الجهة الشمالية.
المساحة والسكان: تشغل صامطة مساحة تقدر بحوالي 300كم 2وعدد سكانها والقرى التابعة لها حوالي (60.000) نسمة وتتبعها حوالي 47قرية ونسبة نمو السكان في صامطة أكثر منه في اي محافظة أخرى.
ومناخها (مداري رطب صيفا معتدل شتاءً).
النهضة التعليمية
الحديث عن التعليم في هذه المدينة العتيقة حديث ذو شجون فمدينة صامطة تعتبر واحدة من أعرق المدن في المملكة وأقدمها في التعليم بفضل الله سبحانه وتعالى ثم الشيخ عبدالله القرعاوي الذي وصل اليها عام 1358ه كما اوضح لنا الشيخ عمر جردي مدخلي اثناء لقائنا الذي اجريناه معها وبدا فيها في بناء أول مدرسة في الجنوب وهي المدرسة السلفية في منزل الشيخ ناصر خلوفه احد أعيان مدينة صامطة في ذلك الوقت ووفد اليها عدد كبير من الطلاب من مدينة صامطة والقرى التابعة وتتلمذ على يده عدد كبير من أبناء المنطقة فأصبح عدد منهم يشار اليه بالبنان في العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية وذاع صيتهم ومن هؤلاء العالم النابغة الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي وكان من مآثر الشيخ الداعية عبدالله محمد القرعاوي انتشار المدارس في القرى والمدن وهجر المنطقة فكان له الفضل بعد الله في تبصير الناس بامور دينهم ودنياهم وقد أمدته حكومتنا الرشيدة بالمال وبكل ما يحتاجه التعليم ونشر الدعوة الى الله رحمة الله عليه رحمة واسعة، والشيخ عمر مدخلي كان من أوائل الطلاب الذين التحقوا بأول مدرسة أسسها الشيخ عبدالله القرعاوي وكانت هذه المدرسة النواة الرئيسية لانتشار التعليم في صامطة والمنطقة على وجه العموم حيث انتشرت المدارس بعد ذلك في صامطة انتشارا كبيرا وزاد عدد الطلاب حيث تم افتتاح اول مدرسة ابتدائية في صامطة عام 1372ه وأول مدرسة متوسطة في 1388ه وأول مدرسة ثانوية في عام 1398ه وتطور التعليم في المدينة حتى أصبحت تضم عددا من المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية للبنين والبنات وكذلك كلية متوسطة للبنات ومندوبية لتعليم البنات ومركزي اشراف للبنين والبنات.
المعهد العلمي
يعتبر المعهد العلمي في صامطة والذي كان للشيخ الداعية عبدالله القرعاوي دور كبير في تأسيسه في هذه المدينة ويعتبر ثاني معهد انشئ في المملكة كما حدثنا بذلك الشيخ الدكتور أحمد علوش المدخلي مدير المعهد حيث أسس في عام 1374ه وافتتحه الملك سعود رحمه الله أثناء زيارته لمنطقة جازان في ذلك الوقت وعلى الرغم من وعورة الطريق ومشقته الا انه وصل صامطة رحمه الله في 1374/2/18ه وقام بافتتاح معهدها العلمي في ذلك الوقت في مبنى طيني قديم وكان احتفالا كبيرا ومؤثرا حضره اعداد كبيرة من المواطنين وقد ارتجل الحكمي مدير المعهد في ذلك الوقت قصيدة ترحيبية رائعة امام الملك سعود هذه بعض أبياتها:
أهلا ففي ظلك الممدود والرحب
ومرحبا من بني بر بخير أب
كفيت من تعب عوفيت من نصب
وقيت من وصب وافيت من خصب
تحية الله نتلوها مباركة
بريئة من تقاليد ومن صخب
زهت تهامة وازدانت بمقدمكم
كما ترنح اعجابا ومن عجب
وأشرق المعهد العلمي مزدهرا
وحق ذاك به بالعاهل العربي
وقد بدأ المعهد في بناية طينية عائدة للشيخ القرعاوي وكان عدد طلابه عند افتتاحه ستين طالبا وقد درس في المعهد عند افتتاحه مدرسون من مدارس الشيخ عبدالله القرعاوي وقد شارك المعهد في خدمة المجتمع منذ انشائه اذ قام طلابه ومدرسوه بالدعوة الى الله وتعليم الناس واقامة الدورات العلمية داخل المملكة وخارجها كما هو منهج جامعة الامام الدائم التي يتبعها المعهد في نشر الاسلام في كافة بقاع الأرض المعمورة ممثلة لحكومة خادم الحرمين الشريفين ويشارك المعهد ايضا في جميع احتفالات المنطقة وأمسياتها الشعرية ويعد جامعة مفتوحة ينهل منها أهل المنطقة والمحافظة.
حصن صامطة وبيت القرعاوي
يعتبر حصن صامطة او ما يعرف بحصن "الشريف" الواقع في جنوب المدينة على حافة وادي المغيالة من أهم آثارها البارزة، وحصن صامطة تم بناؤه في عام 1249ه في عهد الشريف محمد بن ابوطالب ال خيرات عندما كان حاكما لصامطة في عهد الأمير علي بن مجثل أمير عسير في وقتها.
وقد اشار مؤرخون الى نص وثيقة الاذن بالبناء ومنهم الدكتور محمد منصور المدخلي في كتابه "القحمة لولاة تهامة عسير" والدكتور علي بن حسين الصميلي في كتابه "العلاقة بين أمراء ابي عريش وأمراء عسير في القرن 13ونص الوثيقة كالآتي:
"الحمد لله أذنا للشريف محمد ابوطالب ان يبني له نوبة على بلده التي بجهة الميغالة لا يتعرضه أحد يعلم ذلك من يراه شهر رمضان 1249ه).
بيت القرعاوي
ومن أبرز المعالم الأثرية في مدينة صامطة بناه الداعية عبدالله القرعاوي عندما وصل الى صامطة عام 1358ويتكون من ملحق خاص بسكنه والملحق الآخر لتعليم طلابه.
السوق الشعبي
يعتبر سوق الاثنين الشعبي بمحافظة صامطة واحد من هذه الأسواق الشعبية الشهيرة والعريقة التي ما زال قائما يمد متسوقيه بكل ما يحتاجونه منذ ما يقارب قرنين من الزمن وهو سوق شعبي يقام كل اثنين من كل اسبوع ويشهد هذا السوق الشعبي ومنذ ساعات الصباح الأولى تدفق عدد كبير من السيارات التي ترتاده محملة بالبضائع من كل مكان ليقوم المتسوقون بحجز أماكن لهم لبيع ما معهم من بضائع لمرتادي السوق، بضائع السوق تحتوي على معظم الاحتياجات الأساسية وكذلك التراثية التي ما زال لها متذوقوها وحضورها القوي بين الأهالي فيجد المتسوق الأواني الفخارية القديمة كالمطاحن والحياسي التي تستخدم لتقديم الطعام والمغاش بأنواعها واشكالها وكذلك الكراسي الخشبية التي تصنع في المنطقة بالاضافة إلى الآلات التي تستخدم لحرث الأراضي الزراعية وحصاد الذرة ايضا يباغ القطران والمعروف محليا باسم الشوب الذي يستخدم لطي فروة الأغنام خاصة في الأماكن الجبلية الباردة لأنه يضيف نوعا من الدفء لها وايضا بالاضافة الى زيت السمسم البلدي ايضا الحلويات الجازانية الشهيرة مثل المشبك والحلويات الأخرى التي لها شعبيتها بين المتسوقين كذلك يباع في هذا السوق العسل وخاصة العسل اليمني المعروف بجودته والموز البلدي كذلك هناك عدد من الخدمات تقدم في السوق وخاصة من قبل بلدية صامطة وذلك عن طريق المراقبين الصحيين على ما يعرض في السوق من أطعمة ومأكولات طازجة وكذلك الحلويات والتأكد من انها صالحة للاستهلاك أم لا وتتواجد الدوريات الأمنية بمركز صامطة منذ ساعات الصباح الأولى من بداية السوق الى نهايته حيث يقوم الأفراد بمتابعة السوق وتنظيم عملية السير الذي يشهد حركة كثيفة من السيارات التي ترتاده في اي وقت.
صامطة حديثاً
حظيت مدينة صامطة كغيرها من مدن مملكتنا الحبيبة بنهضة كبيرة وتطورت تطورا كبيرا في هذا العهد الزاهر في جميع المجالات وغطت الخدمات المدينة وكذلك القرى التابعة لها حيث تتوفر فيها جميع الدوائر الحكومية ففيها ادارة للأحوال المدنية ومركز للشرطة ومركز للدفاع المدني ومحكمة شرعية ولجنة للتنمية الاجتماعية وبلدية من أقدم البلديات في المنطقة وكذلك محكمة تعتبر من أقدم المحاكم في المنطقة ان لم تكن في المملكة حيث أسست في عام 1356ه ونادي حطين الرياضي وهو معلم رياضي في المدينة ومكتب للضمان الاجتماعي وهيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهيئة الاغاثة الإسلامية وجمعية خيرية ومكتب للأوقاف والدعوة وال***** وتوعية الجاليات وكهرباء القطاع الجنوبي وفرع البنك الزراعي وفرع للبنك الأهلي وفرع لشركة الراجحي المصرفية والبنك العربي الوطني ومستشفى خاص ومستوصفات خاصة وفرع لشركة الاتصالات حيث شملت المدينة وقراها الخدمة الهاتفية ووكالتي سفر وسياحة، كما زادت المخططات السكانية وتم سفلتة شوارعها ورصفها وتشجيرها واقامة بعض المتنزهات والحدائق بهدف اسعاد المواطن وتلبية احتياجاته، ومن الخدمات البارزة في صامطة مستشفى صامطة العام سعة 100سرير هذا الصرح الطبي والذي يدل على تطور القطاع الصحي هذا المستشفى تم افتتاحه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - عام 1406ه ويقع شمال المدينة كما توجد في مدينة صامطة المكتبة السلفية الخيرية وهي امتداد للمدرسة السلفية انشأها الشيخ زيد المدخلي عام 1416ه تضم ما يزيد على 4000كتاب، جعلها الشيخ زيد - في خدمة طلاب العلم الشرعي الذي ملئت كتبها به وتقع المكتبة في مبنى حديث بنته وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف وهي معلم ومركز اشعاع علمي في صامطة كما انشئ فيها النادي الأدبي بجازان مركز ثقافي وأدبي كأول مركز من نوعيته في المنطقة لخدمة الأدباء والشعراء.
نقلاًًً عن
|