ابراهيم المهنا
من موظف مفصول من عمله إلى صاحب شركة طيران
إقالته من وظيفته في الخطوط السعودية للطيران شكلت الدافع والمحفز الرئيس له للبدء بالمشروع الخاص من خلال تأسيس شركة سفريات المهنا في البحرين، التي أصبحت في الوقت الراهن من أبرز شركات السياحة البحرينية التي تمتلك وكالات العديد من شركات الطيران العربية والأجنبية.
في سرده لحكايته يقول صاحب سفريات المهنا، إبراهيم المهنا : "تخرجت من الثانوية العامة، وكانت أحلامي وطموحاتي تتلخص في بناء المستقبل، أسوة بباقي أبناء جيلي، ولكوني كنت أبحث عن الوضع الأفضل، تنقلت بين عدد من الوظائف، فقد عملت بعد التخرج عام 1972 في مصنع ألومنيوم الزامل، بعدها في بلدية المنامة وعام 1980 عملت في الخطوط السعودية للطيران، وبعد 10 سنوات وأثناء حرب الخليج أقالوني ليبدأ التحدي الأكبر في حياتي.
بداية المشوار الصعب
جاءت إقالة المهنا من عمله أثناء حرب الخليج نتيجة لأسباب أمنية ضمن 14 موظفا بحرينيا كانوا يعملون في مكتب البحرين ليجد نفسه في شهر سبتمبر / أيلول 1989 ضمن صفوف العاطلين عن العمل وتلحق به زوجته بعد عام حين تم إقالتها من عملها بأحد البنوك الأجنبية أيضا، نتيجة للتوترات التي أحدثتها حرب الخليج.
وجد إبراهيم المهنا نفسه أمام امتحان كبير لم يكن ضمن مخططاته؛ حيث كان يخطط لبناء منزل جديد لعائلته المكونة من زوجته وأربعة أبناء، إلا أن قرار الإقالة له ولزوجته جعله يعيد برمجة الحسابات والقرارات المصيرية له ولعائلته.
وظيفة جديدة
اعتقد الكثيرين ممن كانوا يعرفون إبراهيم مهنا أن مستقبله انتهى وعائلته أصبحت وسط مصير مجهول، لكنه كان يجد في محنته بداية لحياة ومستقبل أفضل على الرغم من عدم وجود حلول في الأفق.
يقول إبراهيم المهنا: لم أبحث عن حلول تخرجني مما كنت فيه، إلا أن علاقاتي الطيبة مع العملاء أثناء عملي بالخطوط السعودية كانت النور الذي أضاء طريقي من جديد؛ حيث سمع بقصتي في تلك الفترة إبراهيم جعفر الشمري - صاحب سفريات الأمل، وعرض علي وظيفة في شركته براتب 250 دينار، فقبلت علما بأن راتبي بالخطوط السعودية كان 800 دينار، إلا إني أردت الخروج من الأزمة التي كنت فيها.
أعجب إبراهيم الشمري بتفاني إبراهيم المهنا في العمل، فبدل أن يتسلم الراتب المتفق عليه، تم رفع راتبه إلى 450 دينارا، وقد استمر إبراهيم المهنا في العمل معه لمدة 6 شهور وتضاعفت خلالها خبرته في مجال شركات السياحة، ومن ثم زاد حجم معارفه في القطاع السياحي، مما ساعده في إيجاد وظائف بمستوى أفضل في هذا المجال، فتنقل ما بين شركة سفريات الرياض، ومن ثم وصل إلى وظيفة مساعد مدير بشركة سفريات الرائد.
طائر الفينيق
جذب أسلوب إبراهيم المهنا في التعامل الكثيرين إليه وكون الكثير من المعارف فاقترح عليه حينها د. كاظم رجب، وكان أحد المسئولين في القطاع السياحي حينها، أن يفتتح مكتبا خاصا به، غير أن افتتاح مكتب خاص بالسفريات يحتاج إلى رأس مال لم يكن يملكه في ظل وضعه المادي حينها، إلا أنه بالإصرار ومساندة زوجته بدأ أولى الخطوات في تأسيس المكتب.
يقول إبراهيم المهنا: عام 1993م فتحت المكتب وبدون رأس مال؛ حيث أذكر في ذلك الوقت أني كنت قد جمعت من عملي بمكاتب السياحة والسفر ما يقارب 250 دينار، فدفعتها للحصول على السجل التجاري، واستأجرت مكتباً على أن أدفع أول إيجار بعد ثلاثة شهور، وبدأت العمل بمساندة زوجتي التي اعتبرها الداعم الأساس لانطلاقتي؛ حيث بدأ عمل المكتب بالحجز وإصدار التذاكر، ووزعت العمل بيني وبين زوجتي التي كانت لها خبرة بالتعاملات الأجنبية، بحكم عملها في بنك أجنبي، وكنت في تلك الفترة أعمل على إصدار التذاكر وعمل الحجوزات وتسليم التذاكر للوزارات، واستملت زوجتي الأمور المالية إلى جانب علاقات الزبائن.
تواصل النجاح
توسع نشاط إبراهيم المهنا ليتحول من مكتب صغير للحجوزات إلى شركة للسياحة والسفر، وزاد عدد الموظفين بعدما كان مقتصرا عليه إلى جانب زوجته، وطور مجال العمل للشركة بإدخال نشاطات جديدة، فمع حلول نهاية العام 93 اتجه إلى السياحة العلاجية وأبرم اتفاقية مع شركة متخصصة من أجل تسيير رحلات مرضى بحرينيين للعلاج في التشيك، ومن ثم توسع نطاق العمل بالشركة بشكل أوسع ليدخل نطاق الوكالات ويصبح الوكيل الرسمي لعدد كبير من شركات الطيران العربية والخليجية، والتي منها شركة صقر الخليج للطيران، وهي شركة خليجية تعمل من داخل سوريا ليرتفع إجمالي وكالات شركات الطيران لديه إلى سبع شركات.
يرى إبراهيم المهنا أن: أبواب النجاح ليس لها حد ولا تحكمها أية قوانين، إلا الإصرار على النجاح، ومهما تضيق الحياة لا بد من مخرج؛ حيث نضع في الفترة الحالية وبالمشاركة مع عدد من المستثمرين العرب اللمسات النهاية لإنشاء شركة طيران لنقل المسافرين من البحرين إلى العراق عن طريق دولة الإمارات العربية المتحدة، ونتمنى كمستثمرين الحصول على دعم من شئون الطيران المدني من أجل تسهيل عمل الشركة التي من المؤمل أن تبدأ تيسير رحلاتها بطائرتين إلى أن تتوسع أعمالها في المستقبل، كوننا نطمح أن نوسع أعمال الشركة لتكون على مستوى الخليج العربي ككل للمسافرين الراغبين في السفر إلى العراق.