25-03-2010, 11:06 PM
|
|
عضو ماسي
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: ●•يًـآرَبّ آعطنىـآ آبتسامـﮧلآتغيب*●•
المشاركات: 2,036
معدل تقييم المستوى: 355843
|
|
{.. الـمُـصـِـرّون !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تصدق أنه على الرغم من انتشار العلم بجميع فروعه إلا أنه لا زالت هناك فئة من الناس تعيش في جاهلية جهلاء ؛ لكونها تجهل الشيئ الكثير فيما يتعلق بأمور دينها ، ثم تحاول بعد ذلك اقناع نفسها بأنها على الطريق الصحيح .
ومن ذلك أن هذه الشريحة تسرف على نفسها بالذنوب والمعاصي ، بل وتغرق في بحور شهواتها وملذاتها إلى أن يأتي موسم الحج ، فإذا أتى هذا الموسم حجوا بيت الله الحرام مستشعرين قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) رواه البخاري ومسلم .
هؤلاء شعارهم : افعل ما بدا لك طوال العام من ذنوب ومعاصي وانتظر حتى يأتي موسم الحج ليغسل عنك ما اقترفته يداك ، ثم عد إلى سابق عهدك .
ومنهم من يلهو ويلعب طوال الشهور والأيام حتى يبزغ شهر رمضان المبارك ، فإذا به يردد لك قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( من صام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه البخاري ومسلم .
وتراه في رمضان يشمر عن ساعده ، ويتباكى على ذنبه ، ويصلي الصلوات الخمس في أوقاتها ، ويقوم الليل ، وبمجرد انتهاء شهر رمضان المبارك لا ترى له أثراً لا في المسجد ، ولا قيام الليل .
ومن الناس من يتهاون بالصلاة ، ويضيع حقوقها ، فإذا جاء يوم عرفة صامه ، وذكرك بقول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن صوم يوم عرفة : ( يكفر السنة الماضية والباقية ) رواه مسلم .
إن هؤلاء يصرون على الذنوب ويرتكبون الكبائر وكأنهم يعتقدون أن تكفير المعاصي مقرون بزمن معين ، أما فيما عدا ذلك فلهم الحرية المطلقة في اقتراف ما شاءوا من ذنوب ، وعذرهم في ذلك أنهم يحسنون الظن بالله ، وأن ربهم غفور رحيم .
لكن ما الذي يضمن لهؤلاء أن الله تقبل حجهم ، أو صومهم !!!
ما الذي يضمن لهم أيضاً أن يعيشوا حتى موسم الحج القادم ، أو رمضان حتى يكفروا عن ذنوبهم كما يزعمون ، فقد يخطفهم هادم اللذات وهو غارقون في بحور ذنوبهم !!! .
إن حسن الظن بالله يتطلب حسن العمل على الدوام لا على زمن معين ، فالمسلم يعبد ربه ليل نهار في كل وقت وحين استناداً لقول الله تعالى : ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) سورة الحجر آية 99 .
أما تخصيص شهر، أو أيام ، أو زمن محدد للعبادة فهذا أمر مرفوض شرعاً .
ثم إن من شروط قبول التوبة : الندم على ما فات ، والعزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى ، والإقلاع عن الذنب ، وهؤلاء ما إن ينصرم موسم معين حتى يعودوا إلى ما كانوا عليه من إصرار على الذنب وتمادٍ في الباطل .
إن المؤمن الحق يستغفر ربه ويتوب إليه في كل وقت ، وهو دائم الصلة بربه جل وعلا ، حتى إذا ما جاء موسم الخيرات تضاعف عمله فازداد نوراً على نور .
إذن المطلوب هو الإستقامة والمداومة على العمل الصالح ، كما قال تعالى : ( فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ) سورة هود آية 112 ، وقوله : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ) سورة فصلت آية 30 .
بعض الناس فترة الإستقامة لديه مضبوطة بزمن محدد معين ، وبعدها تنتهي صلاحية استقامته ، وبعضهم يتأرجح في دوامة الذنوب والمعاصي ، فمرة مستقيم ، ومرة مسرف على نفسه ... في الصباح محسن ، وفي المساء مذنب ، فلا يستقيم على حال ؛ لأن نفسه الأمارة بالسوء تحيط به إحاطة السوار بالمعصم .
متى ما كان الحس الإيماني يقظاً في قلب صاحبه وهبه الله حسن الإستقامة وحسن القول والعمل .
قال الشاعر :
أتعصي الله وهو يراك جهراً ... وتنسى في غدٍ حقــــــاً لقاه
وتخلو بالمعاصي وهو دانٍ ... إليك ولست تخشى من سطاه
وتنكر فعلها وله شهـود ... على الإنســــان تكتب ما حواه
فويل العبد من صحف وفيها ... مساويه إذا وافى مســــــاه
ويا حزن المسيء لشؤم ذنب ...وبعد الحزن يكفيــــــه جواه
ويندم حسرة من بعد فوتٍ ... ويبكــــي حيث لا يجزي بكاه
...
، أسأل الله لكم به الفائدة
|