13-07-2007, 07:42 AM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2006
الدولة: قلـ أمي ــب
المشاركات: 8,559
معدل تقييم المستوى: 56
|
|
ܔܓܛܜܓܛܜ الصراع بين الحق والباطل ܔܓܛܜܓܛܜ
.
في إحدى الغابات الباردة، لاحظ المهتمون بالبيئةِ نفوق بعض الظباء،
على أيدي بعض السباع الضارية، فقرروا القضاءَ على تلك السباع،
من أجل سلامة الظباء، وبعد حملةٍ شرسة تم فيها القضاء على الكثير من السباع،
لم تزدد تلك الظباء إلاَّ نفوقاً، وبأعدادٍ هائلة، والسرُّ في ذلك أنَّها أمنت على نفسها،
ولم تجد من يُطاردها ويضطرها إلى الجري والفرار، فتجمدت الدماءُ في عروقها
من جراء البرد الشديد، والكسل القاتل، فكان ذلك سبباً لحتفها.
إنَّ هذا هو حالُ الصراع بين الحق والباطل،
فلولا وجود الباطل، يطارد الحق ويصاوله،
لاضمحلَّ الحقُّ وفني،
ولتعطلت سوقُ الجهاد في سبيل الله،
ولأُصيب أهلُ الحق بالركود والبرود،
والموت البطيء،
فوجودُ الباطل وظهورهِ وتعديه،
يُثيرُ مكامنَ الحقِّ في نفوس أصحابه،
فتجري في عروقهم دماءَ الغيرة، وينتفضون لنصرته،
فتحيى بذلك نفوسهم.
إنَّ الصراع بين الحق والباطل سُنة ماضية، وأمرٌ لا مفر منه،
وذلك أنَّ الباطلَ لا يطيقُ مجرد رؤية الحق، فضلاً أن يعيش معه
بسلام، وحتى لو أراد الحقُّ أن يعيش في عزلةٍ عن الباطل
- ولو لفترةٍ من الزمن - تاركاً الأمر لقضاء الله وفتحه، فإنَّ
الباطلَ لا يرضى بذلك، فلا يزالُ يطارد الحق ويصاولهُ بكلِّ ما
أُوتي من قوة، حتى يقضي عليه - أو يُخيّل إليه ذلك -
كما قال تعالى: (( وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ))
(البقرة: من الآية217) .
ومتى ما ارتدَّ صاحبُ الحق عن دينه، أو داهن الباطل وسايره؛
أمكن أن يعيش معهُ بسلام، لكنهُ سلامٌ يعقبه الخزي والعار في الدنيا والآخرة،
كما قال تعالى في ختام الآية السابقة : (( وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ
دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ))
(البقرة: من الآية217).
مقالـــــــــ د. محمد بن عبدالعزيز المسند ـــــــــ
شبكة نور الإسلام
|