تأسس الموقع عام
2006
Site was established in 2006
أضف رد |
|
LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|||
مذكّرات رجل مُكافح "فهد السعيد من عنيزة"
عنيزة - حوار عبدالرحمن البقمي: تصوير - فهد الفيفي حفر الصخر وعبر الصعاب والتحديات التي واجهت خطوته الأولى متخذاً ايمانه بالله سلاحاً، والصبر والتأني أحد شعاراته التي يرددها دائماً، وككل البدايات كان لابد لضيفنا ان ينطلق من نقطة الصفر ولم تكن الأوضاع المالية وحدها العائق الوحيد، فقد كانت أيضاً الظروف المحيطة تبعث على الاحباط أكثر من شحذها للهمم، فقد بدأ حياته التجارية مرافقاً لوالده (رحمه الله) وتعلم منه أبجديات ومفردات التجارة، ولم تمض سنوات قليلة حتى بدأ يشق طريقه بقوة نحو التواجد الاقتصادي، ذلك انه مزج الخبرات بالعلم، حيث عرف عنه حبه للاطلاع حول كل ما يجد في مجال الاقتصاد والتجارة.. ضيفنا اليوم الشيخ فهد بن عبدالعزيز السعيد رئيس مجلس ادارة شركة الفهد للتجارة والصناعة والمقاولات. @ في البداية نود الحديث عن بداياتكم في مجال التجارة وهل كان لوالدكم دور في هذه البداية، وما هو عملكم الأساسي قبل الدخول للتجارة؟ - بدايتي كأي إنسان طموح وصبور متخذاً (من طلب العلا سهر الليالي) وهي بتوفيق الله وبتوجيه من والدي (يرحمه الله) كنت بالدراسة وقبل الشهادة الابتدائية وأنا أمارس طموحاته، حيث كنت أساعده في أعمال النقل للمحروقات والشحن، وكانت البداية في العمل بالنقل الصغير ومنها للسيارات الكبيرة وخاصة إلى الجنوب (نجران وعسير) نشتري من التجار في جدة بالجملة ونبيع في أبها وخميس مشيط وبيشة ونجران وكان يساعدني ويشد عضدي إخواني (حفظهم الله) وتوجيهات والدنا (رحمه الله). @ لماذا وقع اختياركم التجارة والاستثمار في مجال المقاولات والصناعة والعقار.. وهل لكم تجارب في مجالات أخرى؟ - كانت البداية في مجال النقل مع المقاولين والحكومة مثل نقل المحروقات إلى شمال المملكة وتأمين الاسفلت للشركات كموزعين ومنها إلى تأمين المعدات والماء ونقل المواد للشركات الكبيرة ووقتها كانت أغلب الشركات أجنبية كسبنا منها الخبرة التي أوصلتنا نحن وزملاءنا المقاولين السعوديين إلى هذا النجاح ولله الحمد لأن العمل للوطن وابنائه.. ومن هذا المنطلق ذهبنا في التجارة والمقاولات ثم الصناعة والعقار، ولعل البداية في مجال المقاولات عندما كنت أقوم بأعمال النقليات لمشاريع مقاولات في مدينة تبوك وكان ذلك في الباطن من شركات مقاولات، وفي عام 1388ه فتحت أول سجل تجاري للمقاولات، حيث توجهت لمبنى الغرفة التجارية في شارع الثميري وهي عبارة عن شقة صغيرة تتكون من غرفتين وكان أمينها في ذلك الوقت وهو أول أمين لغرفة الرياض صالح الطعيمي وأذكر ان السجل التجاري يتم تسجيله في دفتر مخصص لكل منطقة. @ ما هي المبادئ التي انطلقتم منها لتحقيق أهدافكم في مجال المقاولات؟ - لاشك ان الايمان بالله تعالى والاتكال عليه هو المبدأ الأساسي لكل عمل، والصبر والتحمل والنظرة لصعود أي سلم يجب ان تكون على درجات مدروسة ومتأنية، ونحمد الله بأن من علينا برزقه وبفضله واحسانه. @ الثقة والصبر هي أساس العمل التجاري.. هل تحدثنا عن تجربتكم لهذا الجانب؟ - طبعاً الثقة والصدق والتعامل الشريف في العمل التجاري والمقاولات وجميع التعامل مع أصغر عامل وأكبر مهندس هو طريق النجاح، كما قال المثل (من صدق مع الناس شاركهم في حلالهم) وأنا واخواني وقبلنا والدنا (رحمه الله) ننهج هذا الطريق القويم الذي حثنا ديننا الحنيف على السير في منهجه. @ ما هي المعوقات التي واجهتكم في بداية تجارتكم؟ وكيف تم التغلب عليها للوصول إلى هذا المستوى؟ - أي عمل في بدايته يواجه الصعوبات والمعوقات ولكن بعزيمة الرجال تزول الصعاب والشدائد، حيث كنت أساعد والدي في بيع المحروقات ووالدي كان يعمل من زمن طويل في هذا المجال، وكنت أذكر بأنه يتحدث عن التعب والمشاق التي تواجهه في ذلك الوقت، حيث كان يتاجر بنقل (القاز البنزين) والمحروقات على ظهور الجمال من دولة الكويت وكانت المحروقات تأتي من ايران للكويت وهو يقوم بتحميلها من الكويت إلى المملكة حيث يبدأ بتوزيعها على محطات مزودة في مواطير للتعبئة لتوزيعها على السيارات القليلة في ذلك الوقت، وكان يتحدث - رحمه الله - عن العمل نفسه في الحج وكان ينقل للسيارات التي كانت تقوم بنقل الحجيج في مكة المكرمة وتطور العمل قليلاً وبدأنا بأعمال النقل والشحن من ميناء جدة وأسواقها إلى نجران وبيشة والمناطق الجنوبية والمنطقة الشرقية والشمالية وحتى إلى بلاد الشام حيث كنت أعمل بسيارتي والتي احتفظ فيها حتى الآن في نقل البضائع وهي سيارة نوع (لوري مرسيدس) اشتريتها مستعملة بمبلغ (44000) ريال أقساطاً. مواقف وعبر ويمضي الشيخ فهد السعيد حديثه بعدد من المواقف قائلاً: اذكر هنا موقفاً حصل لي عندما كنت متوجهاً إلى الشام وتحديداً إلى سوريا وكان برفقتي اخي الأصغر محمد وكانت الشاحنة وهي من نوع (لوري مرسيدس) محملة بالسكر، واثناء طريقي توقفت في محافظة الخفجي بالقرب من الشاطئ لقضاء وقت للراحة وعند قيامي بمواصلة السفر واثناء تحريك السيارة لم استطع تحريكها لانغماس اطاراتها وسط كثبان رمال الشاطئ وكانت محملة بحوالي 100كيس من السكر، قمت بإنزالها جميعاً بمفردي على اعتبار ان اخي لا يستطيع حمل الأكياس، واستغرق ذلك يوماً كاملاً ولا اخفيك بأن تنزيلها كسر ظهري وتعبت وقتها ولكن بالعزيمة والاصرار واصلت المسير. واذكر ايضاً عندما كنت عائداً من مدينة بيشة في المنطقة الجنوبية متوجهاً الىِ جدة لم استطع المرور عبر وادي بيشة والذي اقيم عليه السد حالياً لغزارة المياه واضطررت الى المكوث اكثر من عشرة ايام حتى تخف المياه لعبور الوادي. ومن المواقف التي واجهتني أتذكر في عام 84انني كنت عائداً من الشام بسيارتي (اللوري) وكنت بقمة الفرح لانني قمت باعداد الاصلاحات اللازمة لسيارتي وتجميلها وتوجهت من الشام الى المنطقة الشرقية، واقترضت من شخص يدعى القبيس من اهالي عنيزة كان يبيع السكر بالجملة وقمت بتحميل السيارة والتوجه الى عنيزة لبيعه وسداد المبلغ واثناء الطريق وتحديداً في مركز ظلمه واجهتني عاصفة رملية شديدة جداً فقدت السيطرة على السيارة وانقلبت وتناثرت اكياس السكر في الطريق ولكن الحمد لله لم اصب بأذى حتى سيارتي وبمساعدة سائقي الشاحنات تم تعديلها وواصلت السير وقمت ببيع السكر وسداد ما اقترضته، ولاشك ان هذا الموقف والمواقف السابقة علمتني الكثير والكثير ومنها الصبر والتحمل. @ كيف كان تقبل المجتمع السعودي لنشاطكم التجاري؟ وما الفارق بين الزمنين البداية والوقت الحالي؟ - كما ذكرت لك أي بداية هي كل يوم يمر نكون بخير وتطور والحمد لله (من جد وجد ومن زرع حصد)، والزمن السابق لم يكن هناك توجهات وطفرة استثمارية كما نشاهد الآن فالوقت تغير والبلاد ولله الحمد تنعم بالكثير من النعم والنقلات التنموية المتلاحقة والقفزات الهائلة في شتى المجالات خير شاهد على ذلك بدعم قادتنا اعزهم الله وبلاشك هنا توسعت الاستثمارات وتنوعت وسوق العمل يحتاج الكثير ونحمد الله بأن كل من تعاملنا معه نجد الرضى. @ ما هي أولويات العمل حالياً ومستقبلاً لشركتكم في مجال المقاولات؟ - الأوليات في مجال المقاولات والصناعة والتجارة هي الصدق والصبر والمعاملة الحسنة لذلك تدوم ان شاء الله. @ تعتبر شركة الفهد رائدة في مجال العمل الخيري والانساني في المجتمع.. كيف تنظرون لأهمية هذه المساهمة؟ وما طبيعة الماضية؟ - اولاً الاعمال الخيرية اذا قدمنا شيئاً فتوفيق من الله والحسنة بعشرة امثالها وما انفقتم من خير تجدوه عند الله وهذا واجب يحثنا عليه ديننا الحنيف ولا فيه منة، أما الاعمال الاجتماعية فهي فرض عليك لخدمة البلد خاصة والوطن عامة. @ كيف تنظرون الى الشركات العائلية في المملكة؟ وهل تؤيدون تحويلها الى شركات مساهمة؟ - أرى الشركات التي اكتسبت خبرة ونجاحاً ان تتمسك بهذه الخبرات وامتداداً لها لعدم الانقراض لأن الباقي الله ولكن اذا تحولت شركات بقيادات سيستمر النجاح ويكون رائداً للوطن بمشاركة شبابه الاجيال المقبلة فهذا تأسيس لأبنائنا، ولاشك ان تحويل الشركات العائلية الى شركات مساهمة سيعطي الشركة الدعم الكبير للتوسع اكثر واكثر في مجالاتها الاستثمارية المتعددة. @ في تصوركم ما هي المشكلات التي تواجه القطاع الخاص السعودي خلال هذه المرحلة؟ وما الحلول المقترحة لحماية هذا القطاع من المنافسة المرتقبة من الشركات الاجنبية؟ - أعتقد ان (أهل مكة ادرى بشعابها) لأن الشركة الناجحة اذا التم شبابنا وكافح وشارك القيادات في القطاع الخاص سننافس اكبر الدول، والدولة أعزها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وحكومتنا الرشيدة لم تأل ذخراً في تشجيع القطاع الخاص والدور باقي علينا في تدريب شبابنا وتنمية وطننا مملكتنا الغالية. @ كيف تنظرون الى التحديات التي تواجه السوق السعودي على صعيد البطالة، وتأهيل مخرجات العملية التعليمية لسد احتياجات السوق من العمالة الاجنبية؟ - لاشك أي بلد فيها تنمية لا غنى عن خبرات مستوردة وعمالة لسد حاجة سوق العمل والتنمية وهذا ما فيه جميع بلدان العالم ولكن يبقى الدور على الشباب والشركات على كسب الخبرات و***** جميع ما هو يليق بالعمل في القطاع الخاص من تجاري ومهني وصناعي. @ ما أولويات العمل الحكومي والأهلي لتطوير الاقتصاد السعودي سواء في مجال تحديث الانظمة وتطبيقها، او معالجة السلبيات على صعيد الممارسة؟ - العمل الحكومي والاهلي هو عمل مرتبط ومكمل لبعضه لا غنى لأحد منهم عن تطوير الاقتصاد ومعالجة السلبيات وتطبيقها، ولاشك ان القواعد الاقتصادية الاساسية ورسم وتطبيق تلك الامور على ارض الواقع مع المتابعة والدراسة الشاملة لكل الجوانب السلبية وحتى الايجابية ستنعكس بلاشك على الاقتصاد السعودي الذي نشاهده ينمو بحمد من الله سبحانه ثم بالدعم والاهتمام الكبير من ولاة الامر حفظهم الله. @ ما نصائحكم لجيل الشباب المقبل على النشاط التجاري خصوصاً في مجال نشاطكم الحالي ولماذا فشل الكثير منهم في هذا المجال؟ - نصيحتي للشباب الذي هو الدخل القومي للوطن والثروة التي نصبو اليها التدرج من الاصغر للأكبر والتجارة والعمل ليس كالمطر بل تحري السبب وطلوع السلم درجة درجة كما قيل في مثل شعبي (قطرة مع قطرة يجي غدير) والصدق والصبر وعدم الاتكال على الغير إلا على الله والمشاورة لمن هو سابق واكبر منه وعدم النظر الى الذي سبقه لأن من سبق بأي عمل كان بدايته اصغر.
|
أضف رد |
(( لا تنسى ذكر الله )) |
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|