13-07-2007, 04:36 PM
|
عضو جديد
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 32
معدل تقييم المستوى: 36
|
|
هل تدرس تخصّص تبغضه .. وتعمل في وظيفة تكرهها..؟
استشارات نفسية
د.ابراهيم بن حسن الخضير
أكره هذه الوظيفة
سؤال:
أنا شاب أبلغ من العمر 26عاماً، التحقت بكليةٍ لا أُحبها، وتخرجت منها وتوظفت. مشكلتي بأني أكره هذه الوظيفة وهذه المهنة بشكلٍ كبير. سوف تقول لي كيف قبلتَ أن تلتحق بكليةٍ لا ترغبها؟ أقول لك بأن ضغط الوالد والأعمام والوالدة كان كبيراً عليّ..! ولم أرد أن أغضبهم. وتحملت سنوات الكلية على مضض. كنتُ أذهب إلى الكلية وأنا أتمنى أن لا أصل لها..! وبعد التخرج فرح الجميع ماعدا أنا صاحب الشأن..! ثم بدأت الوظيفة، وكرهتها من أول يوم.. أعرف نفسي أنني لم أخُلق لأعمل في هذه المهنة. الجميع يحسدني أو يغبطني على هذه الوظيفة المرموقة المضمونة المستقبل، لكني عجزت عن تقبل العمل في هذه المهنة..! أكره زملائي في العمل ورؤسائي وجميع من يمت إلى هذه المهنة بصلة..! كرهي لعملي جعلني أنطوي على نفسي.. أكره الخروج والإختلاط بأحد، بما في ذلك أقاربي، ويوماً ما قال لي صديق طفولة لماذا لا أجرب الكحول فقد يُساعدني ذلك على التغلّب على مشكلتي..! والحقيقة إني وجدت في الكحول السلوى والحل لمشكلتي..! أعمل وأنا في مُخيلتي بأني في المساء سوف أتناول الكحول مع عدد قليل من الأصدقاء فخفف هذا عليّ وطأة الضغوط النفسية التي كنتُ أعانيها من العمل وبغضي لمهنتي. لكن المشكلة أنني أصبحتُ أهمُل في عملي وأصبح رؤسائي في العمل يُنبهوني على تأخري في العمل، وقلة إنتاجيتي ولا مُبالاتي في عملي، وحذروني من أنني إذا أستمررت على هذا المنوال فلن يطول بي الوقت في الوظيفة..!. هذا ما أتمناه ولكن عندما فكّرت بعقلانية فإنني أصبحتُ مدُمناً على الكحول، وإذا خسرتُ وظيفتي فلن تتيسر لي وظيفة بهذا الدخل الذي يجعلني مستريح مادياً، وأستطيع أن أتعاطى الكحول بصورة شبه يومية ويرتفع مزاجي في سهراتي مع زملائي في سهرات الشراب. تحدّثت مع أبي بصراحة، وهو رجل فاهم ومُتعّلم، فقال لي بأنه لاحظ عليّ التغيّر في طريقة حياتي وتأخري في السهر وتغيبي أحياناً عن العمل لأني لا أستطيع أن أستيقظ بعد سهرة أُفرط فيها في الشراب..! قال لي والدي أن وظيفتي جيدة جداً، وهناك الآلاف من الشباب يتمنون أن يكونوا في مكاني.. مكانة محترمة، مُرتّب كبير بالنسبة لسني..! وأن كثيرا من العائلات يتمنون أن أتقّدم لخِطبة بناتهن..! وقال لي بأني لو تركت عملي ووظيفتي فما هو المستقبل الذي ينتظرني؟ شاب في السادسة والعشرين بشهادة الثانوية العامة، إذا كنت لا أرغب في التخصص الذي درسته بعد الثانوية..!! قال لي والدي بأن هناك آلاف الشباب العاطلين عن العمل من حملة الشهادات العليا يتمنون العمل بربع أو أقل من ربع مُرتبي. قال أنه شرح لي الوضع وأن عليّ أن أتحمّل نتيجة أي قرار أتخذه، ولكنه يطلب مني أن أفكّر بعقلانية ومنطق.. وطلب مني أن أترك الشراب والكحول وقال لي بأنها سوف تُدّمر مستقبلك من الناحية الصحية قبل أن تُدمّر حياتك العملية التي بدأت الآن في مهب الريح..!. الآن أنا في حيرةٍ شديدة بعد حديثي مع والدي..! آمل منك أن تُجيب على رسالتي هذه بكل صدق وأمانة فأنا فعلاً في حيرةٍ ومأزق حقيقي فأرجو منك المساعدة وفقك الله وتقبل خالص شكري وتقديري.
س.ث
الإجابة: الأخ الكريم س.ث. مشكلتك ؛ سهلةُ..صعبة..!. بدايةً لا نُريد أن نبكي على كوب اللبن المسكوب.. ونقول لماذا تلتحق بكليةٍ لا تُحبها وتكره المهنة التي سوف تعمل بها بعد تخرُجك من الكلية التي إلتحقتَ بها. ما حصل قد حصل، وأصبحت الآن في مهنةٍ لا تُحبها ولكنها تدرّ عليك دخلاً جيداً، وعدم حُبك للمهنة جعلك تلجأ إلى سلوك مُنحرف ؛ وهو استخدام الكحول، وهذا فتح لك نافذة لتتنفس منها، وتُفرّغ من خلال سهرات الشراب التي تسهرها كبت الكُره والغضب تجاه المهنة التي لا تُحبها ولا تُطيق حتى من يعملون بها. تحّدثتَ مع والدك عن وضعك المهني وعن قضية تعاطيك للكحول. ولقد كان والدك واضحاً وصريحاً معك. ورغم أنه لم يكن يتحدث معك عن مُلاحظاته، إلا أنه كان مرُاقباً لكل ما يحدث مُنتظراً منك أن تأتي وتطلب منه النصيحة. وتأكد إذا كان أحد سيصدقك النصيحة فلن يكون أكثر من والدك..! إن الأب والأم هما الأشخاص الذين لهم مشاعر خاصة تجاه أبنائهم.. فالأب لديه إحساس، خاصةً إذا كان من الآباء القريبين من إبنائهم والحريصين على مستقبلهم فإنهم يُراقبون بهدوء ولديهم احساس قلما يخيب في ما يحدث في حياة أبنائهم..أم الأم فلها إحساس خاص يربطها بأبنائها.. كأنما الحبل السري الذي قطع بعد الولادة ما زال متصلاً (هوائياً wireless!!) فهي تعرف بما يحدث في حياة أبنائهم بإحساس كبير. ما أريد أن أقوله لك الآن هو إنك في وظيفةٍ محترمة ولكنك لا تُحبها، ولكن يا عزيزي: هل كل ما يعمل في وظيفة يُحبها؟ هل فكّرت في عمّال تنظيف مجاري الصرف الصحي؟ لقد شاهدت برنامجاً عن هؤلاء العاملين في مجال تنظيف الصرف الصحي في مدينة نيويورك، وصدقني لقد شعرت بالغثيان وهم ينزلون كل يوم تحت الأرض يتتبعون الأعطال في هذه الأنابيب الضخمة وهم بين مخلفات البشر في واحدة من أكبر مدن العالم..!! تكلموا بأنهم لا يحبون عملهم ولكن لقمة العيش.. إن وراءهم أبناء يُطعمونهم ويدفعون أقساطاً للسكن والمدارس، لذلك هم مُتقبلون هذا العمل المزري من طلوع الشمس حتى مغيبها وهم يعملون تحت الأرض في أكثر بقع الأرض قذارةً..! ما أراه بأن وظيفتك ليست سيئة إطلاقاً.. بل على العكس بالنسبة للغالبية العظمى من الناس في بلادنا فإنها وظيفة مطلوبة جداً، ويستعد أشخاص آخرون بأن يدفعوا مبالغ كبيرة ليكونوا مكانك..! ولكن أنت لا تُحب هذه الوظيفة..! ما هو البديل؟ هل في إستطاعتك أن تحصل على وظيفة بنفس المميزات المالية والمُرتب الذي تحصل عليه من هذه الوظيفة؟ أو حتى نصف الدخل الذي تحصل عليه؟. الإجابة بأنه من الصعوبة بمكان أن تحصل على وظيفة بمؤهلاتك (الثانوية العامة) أن تحصل على وظيفة بربع (25%) من الدخل الذي تحصل عليه الآن من وظيفتك الحالية. لذلك المنطق والعقل يقولان بأنه يجب أن تبقى في وظيفتك، وصدقني سوف تحمد الله كثيراً على بقائك في عملك في المستقبل..! أما بالنسبة للنقطة الثانية وهي مهمة جداً، وهو لجوؤك إلى الكحول وسهرات الشراب للخروج من دوامة العمل البغيضة، حتى أصبحت تؤثر على حياتك وعلى عملك، حيث أصبحت تتأخر عن العمل وتتغيب عن العمل. صدّقني يأ أخي العزير بأن الكحول إذا أستمررت على تعاطيه لفترةٍ أخرى، وأصبحت مدمناً فسوف تُدمرّ حياتك جميعها. أول شيء: أرجوك أن تتوقف عن الكحول حالاً، حتى ولو أضطررت إلى طلب المساعدة من أشخاص متخصصين. ثانياً: ابق على عملك حتى تُدبر لك عملاً بنفس دخلك الشهري الذي يدرّه عليك عملك الحالي وبعد ذلك فكّر في ترك عملك الحالي. أكرر نصيحتي لك: توقف حالاً وبدون تأخير عن شرب الكحول وإلا فإنك ستدفع ثمناً غالياً في وقتٍ لاحق.
|