مبارك بن فهد العصيمي

المتقاعدون: أكثر خلق الله رغبة في التمتع..، في ما بينهم والعلاقة مع الله..، وبينهم وبين تعلقهم بأطايب الحياة..، ومشاغلها في الولد والتلد..، البعض شقي وابتلى بلاء حسنا عندما كان..، (يشن ويرن) في الوظيفة المدنية او العسكرية.. والبعض قد تكون (القلة)..، كان (يسرح ويمرح)..، فكان (التقاعد) له فرصة..، ان يدخل مع بوابة الشقاء..، وطول البقاء..، فأخذ (يخبّط ويربط)..، وازدادت ساعات عمله (48) ساعة في (24) ساعة..، مواصلات ليله في نهاره..، يحمل في كلتا (يديه ساعات)..، هذه الصفقات للتجارة..، وهذه للأسهم..، وهذه لبيع الدور والمباني والاراضي والمخططات..، وتلك (تسلية) في احواش للأغنام..، وقد يكون هذا امتدادا لمن كان يجد ويجتهد....
اما محدثكم..، فكانت له صراعات متنوعة (في الشد والرد والمد)..، تحرك بعد تقاعده ورضي بعمل متطابق.. ومع طبيعة تخصصه..، ثم حاربته مادة في نظام التقاعد... وترك العمل..، وكانت له تجربة في العمل التطوعي، وبذل جهده..، ولكنه زاحم وداحم وداهم نفسه بنفسه..، وهرب بجلده..، عندها... ويكاد ينطبق عليه المثل: (وأي مثل....) معذرة... حاولت ان ابحث عن المثل... فلم تسعفني الذاكرة.. ثم استقر برنامجي في مشروع مسلي..، يتميز باللعبة والتسلية..، بدون دفع التكاليف..، او شيء من المصاريف..، لا اصرف فيه (فلسا)..، ولا اكسب منه (دينارا)..، فوجدت فيه انطلاقة نفسية وقلبية وميدانية..، وهو عبارة عن سؤال واحد..، اوجهه لابناءه جنس عملي..، اي الاخوة والاخوات الذين حصلوا على التقاعد بحكم القانون..، او.. بالطوع والاختيار.. والسؤال هو: ماذا بعد التقاعد..؟ في الاهتمام الشخصي.. او من المجتمع ومؤسساته.. او من الدائرة الوظيفية.. التي -اخذته لحما.. وتركته عظما..- في الرعاية.. والعناية.. والصحة.. والمرض.. وفي ما يرجو.. ويرجى منه....
فأخذت اجمع الاجابات التي تصلح ان تكون مؤلفا في حجمه الكبير..، اخذت احللها في مختبرات القياس والتقويم....
فكانت المحصلة والنتيجة..، قولهم: (أفسدت عليّ يومي)..، عندما اتصل ببعض الاخوة المتقاعدين..، وقد نهض من النوم.. صباحا.. او عصرا ومساء.. واذا كثرت همومك.. ولم يكن لك ظهرا.. فارقد على بطنك.. والله المستعان.....!