عندما تذهب إلى شراء أحد المنتجات التي تحتاج إلى صيانة دورية .. يتبادر إلى ذهنك سؤال فطري .. كم هو عمرها الإفتراضي .. ربما لا يعنيك هذا السؤال بشيء من الناحية الفنية المتمثلة في الصيانة عندما طرحته .. بقدر ما كان إهتمامك منصب على ما سيأتي بعد هذا المنتج من منتجات و مدى التطور فيه .. و إلى أي درجة .. حيث أن الإنسان محب بطبعه للتجديد و حب ما هو جديد ..
و الحال هو نفسه .. في نواحي عديدة في حياتنا اليومية كالسيارات و أجهزة الكمبيوتر حيث نشاهد سباق للزمن في آلية التطوير و حب المنافسة في الشركة ذاتها و ليس مع بقية الشركات مما ينعكس في النهاية بشكل إيجابي على السوق و المستهلك .. و ليس الأمر عند هذا الحد فقط بل في أنفسنا نحن أيضا .. فالتبرع بالدم يعتبر أحد الأسباب الرئيسية في تجديد خلايا الدم و إنشاء الجديد منها خلفا لمن أصابته الشيخوخه من تلك الخلايا ..
و بالتالي نجد أهمية التجديد في حياتنا الخاصة .. و مدى تأثيره النفسي الإيجابي علينا .. و في دعمنا للعطاء بشكل أفضل مما سبق .. و بذلك نستيطع أن نصور واقعنا الحياتي اليومي كالجسد .. و المناصب الوظيفية كخلاياه التي تحتاج إلى تغيير مستمر .. حتى نجد الأفضل و التميز و التنافس مما يعود على البقية بالتطور و الرقي و الوصول إلى أفضل المستويات ..
ما دفعني إلى ذلك ..هو أنك قد تتفآجأ في زيارتك لأحدى الدوائر الحكومية أو القطاعات الحكومية الأخرى .. أن من يقبع خلف هذه الطاوله هو مجرد رمزا للتاريخ .. قد يكون في أحيان كثيرة عاجزا عن رفع قلمه للتوقيع ..
نعم أعترف بإن هذه العقول هي خبرات و كفآءات نادرة ساهمت في العطاء و بناء اللبنات الأولى لمرحلة التطور التي تسير أبطأ من حركة المرور في أحد شوارع الرياض .. و لها الحق أن يشار لها بالبنان و أن تعطى حقها من التكريم و الوفاء .. ولكن من العدل أن يحل محلها الجديد .. و إن كانت الحاجة القائمة لها فتكون في مناصب بعيدة عن الإدارة من خلال الوظائف الإستشارية .. و تعطى الفرصة للدماء الشابه لكي تعمل بجد .. و تنتج أفضل من سابقتها .. و يستفاد من الكوادر التعليمية في مراحل التطوير و عصر النهضة ..
و ليس الأمر عند هذا الحد فقط بل قد نصل إلى كسر ما يسمى بالروتين وصولا إلى طرق حديثة في الإنتاج و خط سير العمل .. و تتاح الفرصه من خلال ذلك ايضا للموظفين الراغبين في تحسين أوضاعهم الوظيفية من خلال الإنضباط و إبداء روح التفاني في العمل مع الإدارة الجديدة ..
و بذلك نحصل على أيدي و كفآءات جديدة قد تكون قلت إنتاجيتها أو فقدت بسبب أمور شخصية مع إدارات سابقة حيث تتاح لها الفرصه بالعطاء مجددامن خلال ذلك ..
و الغريب ايضا أن البعض من الإدارات أصبحت كموروث شعبي أو حق شرعي من حقوق العائلة .. فعندما يحال المدير السابق يحل محله أحد أبنائه أو أبناء عمومته خلفا له .. و كأن العمل في هذه الإدارة أو القطاع أحد الصفات الوراثية الجينية في هذه العائلة .. و هذا ما ينعكس سلبا على الموظفين و المراجعين على حد سواء ..
برأيي الشخصي أن يكون مدة العمل القيادي لمدة لاتتجاوز الأربع سنوات و من ثم يكون التدوير هو أنسب الحلول للتطور و إضفاء روح التجديد .. كما أن الحال هو ذاته للموظف كذلك ..
تقبلوا تحياتي

اتمنى صوتك يوصل للمسؤلين
ورأيك ممتاز بالنسبه لمدة العمل القيادي
جزاك الله خيراااااااا

اشكرك اخى وزير على كل كلمة كتبتها

وقبل مرورى

الله يعافيك كلام صحيح لا كن لا اذن واعية