01-05-2010, 02:38 AM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,320
معدل تقييم المستوى: 20156388
|
|
ذوقيّات الرجل في بيته ...
ذوقيّات الرجل في بيته
البيت عرين الرجل ومأواه, وهو سيده وصاحبه وآمره وناهييه, ومع ذلك فقد وضع الإسلام للرجل آداباً في بيته لا بدّ أن يراعيها:
1 – السواك:
من جمال الإسلام ولطافته أنّه وجّه الزوج أن لا يدخل البيت و فمه ذو رائحة كريهة, فربما قبَّل زوجته عندما يدخل فتنفر منه لرائحة قبيحة من فمه فعن عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دخَلَ بَيتهُ بدَأَ بِالسِّوَاكِ. (مسلم 372 والنسائي8). قال السيوطيّ في شرح الحديث: \"...الحكمة في ذلك أنّه ربما تغيّرت رائحة الفم عند محادثة الناس فإذا دخل البيت كان من حسن معاشرة الأهل إزالة ذلك وفي الحديث دلالة على استحباب السواك عند دخول المنْزل وقد صرح به أبو شامة والنوويّ\" (شرح النسائي للسيوطي).. فإذا لم يتوفر السواك فإنّ الأسواق اليوم مليئةٌ بمغيرات رائحة الفم فلابد أن يحرص الرجل عليها, وهذا نوع من حسن العشرة ومحسناتها.
2-ذكر الله سبحانه وتعالى عند الدخول:
من الصفات السيّئة عند بعض الرجال أنّه يدخل بيته هائجاً صائحاً منفعلاً يريد بذلك زيادة هيبته في البيت وبسط سطوته وهو لا يشعر أنّه بهذا الفعل قد أدخل تحت عباءته شيطاناً يئزُّ بينه وبين زوجته ويفسد ودهما, ويعطلّ سير مُسننات الحياة السلسة بينهما, ولو أنّه التزم بتعاليم الدين فدخل ذاكراً لله سبحانه وتعالى لزادت هيبته ولطرد شيطانه فعَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: \" إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِندَ دُخُولِهِ وَعِندَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ: لا مَبِيتَ لَكُم وَلَا عَشَاءَ وَإِذَا دَخَلَ فَلَم يَذكُر اللَّهَ عِندَ دُخُولِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمْ المَبِيتَ وَإِذَا لَمْ يَذْكُر اللَّهَ عِندَ طَعَامِهِ قَالَ:أدْرَكْتُم المَبِيتَ وَالعَشَاءَ \".(مسلم3762).
1- إلقاء السلام على أهله:
ومن الأمور المهمة أيضا أن يدخل الرجل بيته مُسلِّماً على أهله ناشراً بذلك ثقافة السلام في بيته مُعلِّماً لهم أنه دخل بيته ولا يريد العنف ولا الصراخ وهو بذلك يلقي البركة على أهل بيته فعَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَليهِ وَسَلَّمَ:\" يَا بُنَيَّ إِذَا دَخَلتَ عَلَى أَهلِكَ فَسَلِّمْ يَكُنْ بَرَكَةً عَلَيكَ وَعَلَى أَهلِ بَيتِكَ\". (الترمذي2622). وقد بوب الترمذيّ باباً أسماه بَاب مَا جَاءَ فِي التَّسلِيمِ إِذَا دَخَلَ بَيتَهُ.
3-الاستئذان على الزوجة والأم والأخت:
من الأمور المشينة والقبيحة أن يدخل الرجل على محارمه بلا استئذان مما يدخل الأطراف المختلفة في حرج كبير, فقد تكون الأم بحالة لا تحبّ أن يراها أحد من أولادها, أو تكون بحالة من اللباس المبتذل الخاص بالمهنة في البيت الذي تظهر فيه عورتها فيدخل الابن دون استئذان فيحرج نفسه ويحرج غيره, لذلك نهى النبي صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك فعَن عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّي؟ فَقَالَ:نَعَمْ قَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي مَعَهَا فِي الْبَيْتِ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :\" اسْتَأْذِنْ عَلَيْهَا\" فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي خَادِمُهَا ! فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :\" اسْتَأْذِنْ عَلَيْهَا أَتُحِبُّ أَنْ تَرَاهَا عُرْيَانَةً\" قَالَ:لا, قَالَ:\" فَاسْتَأْذِنْ عَلَيْهَا \".(مالك1519).
\" قال قتادة: إذا دخلتَ بيتك فسلّم على أهلك، فهم أحقّ من سلّمت عليهم. فإن كان فيه معك أمك أو أختك فقالوا: تنحنح واضرب برجلك حتى ينتبها لدخولك؛ لأنّ الأهل لا حشمة بينك وبينهم. وأمّا الأمّ والأخت فقد يكونا على حالة لا تحبّ أن تراهما فيها. قال مالك: ويستأذن الرجل على أمّه وأخته إذا أراد أن يدخل عليهما.
(تفسير القرطبي سورة النور الآية 27).
أمّا الاستئذان على الزوجة فمن المحسّنات الحياتيّة والمطلوبات الذوقيّة إذ قد تكون المرأة في حالة لا تحبّ أن يراها زوجها فيها, أو تحبّ أن تكون أجمل في عينه وأقرب إلى قلبه, لذلك تسرع قبل مجيئه إلى تحسين هيئتها وتأنيق صورتها, فإذا باغتها ودخل بلا استئذان كانت هي في حزن وهو في نفور من منظرها, ولذلك نرى أنّ الذوق النبويّ الرفيع والحرص الكبير على دوام هذه المحسّنات الحياتيّة دائم في التوجيهات النبوية فمثلا نهى الإسلام أن يطرق المسافرُ أهله ليلاً حتى يعلمن بحضوره فتصلح الواحدة نفسها, فعَن جَابِرِ بنِ عَبدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:\"إِذَا دَخَلْتَ لَيْلاً فَلا تَدخُلْ عَلَى أَهلِكَ حَتَّى تَسْتَحِدَّ المُغِيبَةُ وَتَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ \"(متفق عليه). تستحدّ: تزيل شعر العانة، تمتشط: ترجّل شعرها.
إضاءة:
النهي عن الدخول بلا إذن بالنسبة إلى المحارم ليس مختصاً بالرجال بل بالإناث أيضاً, فإذا أرادت امرأة أن تدخل على أمها أو أبيها فلا بد لها أن تستأذن.
4- الليونة والسهولة:
من صفات الرجل في بيته أنّه هيّن ليّن سهل الطباع يساعد أهله ويخدمهم وليس في ذلك أدنى غضاضة بل هو الكمال بعينه, فقد سُأَلت عَائِشَةُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصنَعُ فِي بَيتِهِ ؟ قَالَت:\" كَانَ يَكُونُ فِي مِهنَةِ أَهلِهِ تَعنِي خِدمَةَ أَهلِهِ فَإِذَا حَضَرَت الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ\". (البخاري635).
5- المحافظة على مظلة الشرع في البيت:
الرجل سيّد بيته وراعيه و جسره وحاميه لذلك أوكله الإسلام رعاية البيت وإقامته على النهج الصحيح, فعن ابن عمرَ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كلُّكم راعٍ وكلُّكم مَسؤولٌ عن رَعيَّته، والأميرُ راعٍ، والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتهِ، والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ زَوجِها وَوَلِدِهِ، فكلُّكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيَّته\".(متفق عليه). وهذه الرعاية تشمل بالإضافة إلى تقديم الحاجات الضروريّة لإقامة الحياة كالطعام والشراب تقديم التوجيه الأبويّ الدائم للمحافظة على مظلّة الإسلام في بيته فيمنع المجون والخلاعة والصور وغير ذلك في بيته ويسعى إلى تربية أولاده تربية يرضاها الله ورسوله.
إضاءة:
بعض الآباء يكرمون أولادهم بكلّ أنواع المشتريات المختلفة, ويبخلون عليهم بأجرة يدفعونها لمربٍّ فاضل يربي لهم أولادهم بالطريقة الشرعية والصحيحة.
6- الخروج من المنْزل:
وإذا خرج الرجل من منْزله لا يخرج غاضباً أو متكبراً أو مرائياً, بل يخرج متوكلاً على الله سائلاً الله سبحانه عدم الغواية والضلالة فعَن أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَرَجَ مِن بَيتِهِ قَالَ:\" بِسْمِ اللَّهِ تَوَكّلتُ علَى اللَّهِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِن أَن نَزِلَّ أَو نَضِلَّ أَو نَظْلِمَ أَو نُظلَمَ أَو نَجهَلَ أَو يُجهَلَ عَلَينَا \".(الترمذي3349).
كتاب ذوقيات إسلامية للمؤلف عبد اللطيف البريجاوي
غيرنا من هذا الى هذا
< لكم
التعديل الأخير تم بواسطة ملك التحديات ; 01-05-2010 الساعة 02:42 AM
|