07-05-2010, 03:25 PM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: بإذن الله في قلوب من أحبهم ويحبوني آمين
المشاركات: 4,232
معدل تقييم المستوى: 10881589
|
|
صرخة 4 مراهقات: محارمنا اغتصبونا!
بسم الله الرحمن لرحيم
متابعات (صدى) :
كارثة تدعو للتقزز، ويأنفها كل ذي فطرة سليمة.. لكنها - وعلى الرغم من بشاعتها - باتت واقعاً مريراً، ليس في بلاد الانحلال والعري والفجور؛ إنما في بلاد المسلمين، وفي بيوتهم التي كانت وعلى مدى 14 قرناً من الزمان آمنة، لكنها ومع غزوات العولمة والتمدن والسماوات المفتوحة صارت - إلا ما عصم الله - مرتعاً للذئاب المستأنسة.. ذئاب قد ترتدي قناع الأب، الأخ، وربما الابن والحفيد، فضلاً عن القريب باختلاف درجاته.. هذه هي معالم كارثة «زنا المحارم»، الذين ما أسماهم الله «محارم» إلا لأنهم مؤتمنون على الأعراض التي بين أيديهم.. فإذا هم يتحولون إلى - ضع ما تشاء من أقذر وأحط التشبيهات - ثم اضبط قياس الضغط والسكر قبل أن تطالع هذه التفاصيل.
نبدأ أولاً بدراسة علمية موثقة أُجريت أخيراً على متعرضات لاعتداء جنسي سابق، فأكدت أن الغالبية العظمى من المبحوثات اللواتي تم الاعتداء عليهن حدث ذلك في سن المراهقة بنسبة (%20.1)، كما أن (%55) من الاعتداءات كانت من قبل الأب، و(%10) من قبل الأخ، أي من قبل أشخاص تربطهم بالمبحوث صلة وثيقة، وفضّلن عدم إطلاع أحد بما حدث لهن، ولفتت الدراسة إلى أن الأسباب متعددة، والجُرم واحد «زنا المحارم»..
بصوت يملؤه الحزن والأسى حدثتنا «فاطمة»، التي تعرضت للتحرش من قبل والدها منذ كانت في سن التاسعة، فتقول: «حرمني التعليم، وشوه كياني النفسي، بدأ بمداعبتي وتحسسي، ثم بعد ذلك أصبحت المداعبة علاقة كاملة، ومع مرور الوقت اكتشفت إدمان أبي»..
وفي ذات الأسى تقول «منى»: «ما يدهشني ويحيرني أمي، فهي تجبرني على تلبية احتياجات أخي الجنسية، ظناً منها أن ذلك الفعل يتم تحت ملاحظتها، وهو - على حد تعبير الأم - يأتي من الأخ أفضل من أن يأتي من الغريب!».
بينما تؤكد «سوسن»: «أمي تعمل ممرضة إسعاف طوارئ، فتتركني وإخوتي الصغار مع زوجها، الذي يهددني بالقتل، وافتضاح أمري باعتباري أنا من اعتديت عليه، فيرغمني على الممارسة الشاذة حتى لا أتأثر مستقبلاً كما يقول».
أما الحالة الرابعة التي وصفت نفسها بـ«سراب»، فقالت: كنت صغيرة عندما سافرت أمي وأبي لمدة يوم واحد، وتركاني في بيت عمي الذي طلب مني أن أخرج معه لشراء بعض المستلزمات، فأخذني إلى مكان بعيد، وفعل معي ما فعل، فلم أستطع أن أنسى ما حدث معي، أصبح وشماً عالقاً في ذاكرتي، خاصة أن أبي لم يفعل شيئاً حينما أخبرته خوفاً من الفضيحة الاجتماعية، فسكوت أهلي ذبحني، وجعلني ألجأ إلى تعاطي المخدرات حتى أتناسى.
أما «أحلام» فضاعت أحلامها مع فارس الأحلام بفرسه الأبيض، تبددت أحلامها وأصبحت تتمنى الموت؛ كي يريحها مما هي فيه، والسبب أن أخاها الذي يكبرها بعامين منذ كانا طفلين كان يوقظها؛ كي تشاهد معه ما يفعله والديهما في لقاءاتهما الحميمة، فكبرت الصورة في ذهنه إلى أن بلغ العشرين، وذات يوم وبعد خروج الوالدين حاول إقناعي بأن نكون لبعض، وأن الفكرة فيها من المتعة فوق ما أتصور مثلما ما رأينا في طفولتنا، خاصة أن بيتنا كان صغيراً، ولا توجد خصوصية فيه، وأمي كانت ترتدي أمامنا الملابس الفاضحة، والكاشفة لمعظم جسمها باعتبارنا طفلين، لذلك كثيراً ما فاجأني أخي بدخوله علي وأنا أبدل ملابسي، وحينما رفضت مراوداته ثار في وجهي قائلاً: (لن أتحمل أكثر من ذلك)، ثم هجم علي فلم أستطع المقاومة حتى حصل على كل ما يريد.
تعقيباً على هذه النماذج المختصرة، تقول الدكتورة إيمان عبدالحميد، أستاذ الشريعة بالجامعة الإسلامية بـ «كوالالمبور»: إن زنا المحارم كبيرة من الكبائر، بل أشد عقوبة من جريمة الزنا، فالحد فيها مضاعف، وهي جريمة من الخطورة إن حرمتها جميع الأديان السماوية والوضعية، وحاربتها الثقافات كافة؛ لما فيها من تداخل الأدوار وتشوهها، وتؤدي إلى اختلال منظومة الأسرة، فيسقط وينهار القانون الأخلاقي، والميزان القيمي داخل الأسرة، وتتصدع رموز الوالدية، وتغيب كل معاني «الحب، الإيثار، التراحم، والمودة»، ويحل محلها «البغض، الكراهية، الاستحواذ، الحقد، الرفض، والاشمئزاز»، وكلها عوامل مساعدة لارتكاب المزيد من الجرائم، مثل تعاطي المخدرات، وجرائم الانتحار يئساً وبؤساً من الحياة، وهكذا نرى توالي الجرائم بسبب هذا الفعل المشين، فإذا كانت جريمة الزنا تعاقب بالجلد، فإن زنا المحارم حده القصاص، لذا نجد كثيراً من الأسر لا تفصح بما يتعرضن له بناتهن من اعتداءات من قبل الأب، أو الأخ، أو ذوي قربى خوفاً من الفضيحة، فسميت مثل هذه الجرائم بـ «الرقم الأسود»؛ لاحتوائها على جرائم الإجهاض، زنا المحارم، والاعتداءات الجنسية التي تمس الشرف بصفة مباشرة، وكما أسلفنا تصل العقوبة في هذه الجريمة حد الإعدام، خاصة إذا كان المتحرش يقع موقع الرقيب بالنسبة للضحية وولي الأمر، وقانونياً المتحرش به وفقاً لكثير من الدراسات والأبحاث يكون قاصراً، وإن مارس الخطيئة برضاه، فالقانون يحسبه في هذه السن غير مدرك لما يفعل، ويتحمل المتحرش العقوبه بمفرده».
نفسيًا، توضح الدكتورة آمنة تاتاي، اختصاصي نفسي أنه يترتب على جريمة زنا المحارم كثير من الآثار النفسية والاجتماعية السلبية المدمرة لكيان الأسرة، فتتولد مظاهر الخوف والاضطراب كافة، خاصة عندما تكون الفتاة المتحرش بنتاً صغيرة، فتواجه أمراً غير مرغوب يصيبها بالخوف والشك والارتباك، فتهتز شخصيتها، وتنهار عندها جميع الثوابت القيمية، فتحتقر نفسها وتكره غيرها، فتتناغض عندها المشاعر فتتنازع وتتمزق نفسياً، وبالتالي يصعب عليها إقامة علاقات عاطفية أو جنسية سوية مستقبلاً، فتظل ذكرى الاعتداء غير مرغوب فيها، وتصبح امتداداتها مؤثرة في إدراك المثيرات العاطفية أو الجنسية من قبل أي شخص، بمعنى أنه تتولد لدى الضحية دوماً مشاعر سلبية في الأغلب، أو متناقضة تجاه أي استقرار أسري، ما يجعل أمر إقامة علاقة بآخر خارج دائرة التحريم أمراً تحوطه الشكوك والصعوبات، أو يظل طرفا العلاقة المحرمة أسرى لها أبداً.
وتشدد د.آمنة على ضرورة الاهتمام بمثل هذه القضايا والتوعية فيها من خلال وسائل الإعلام، فضلاً عن أهمية الحد والتنقيح لكل ما يبثه التليفزيون من مواد تشغل الإثارة الجنسية، خاصة في مجتمع يعاني الكبت والحرمان، واستبدالها ببرامج توعوية طبية، دينية، نفسية، واجتماعية توضح خطورة مثل هذه الأمور على مرتكبيها، كذلك مراعاة الآداب الإسلامية العامة مثل «الاستئذان عند الدخول، مراعاة خصوصية الآخرين، وعدم ظهور الأم أو الأخت بملابس فاضحة أمام الأب والأخوة»، فعندما نتقي الشبهات يكون خيراً من البحث عن طرق العلاج بعد وقوع «الفأس في الرأس».
|