رفعتُ لأجلهمُ الدعواتِ ومِلْحَ السُّجودْ ..
وهم بين قلبٍ .. يُسَرُّ لكَرْبِي ..
وقلْبٍ حَقودْ !
*
فإنْ كانَ ذا فطرةً في البَرَايا ..
لِمَ الصّبْحُ يهدِي البلابِلَ بُشْرَى بيَوْمٍ جَديدْ ..
ويطرُقُ أبوابَ أعشاشِهَا بالضياءِ ..
فتشكُرُه برَقِيقِ النّشِيدْ ..
وكيف العصافيرُ تُحْيِي احتفالاً بَهِيجَاً بِهِ ..
تشارِكُها عاطِرَاتُ الوُرُودْ ...!
...............لماذا .. وحين
لماذا أسِرُّ إليها بأمْسِي وجُرْحِي الأليْمْ ..
وأوْدِعُ في صَدْرِها زَفَراتِ العَنَاءِ القديمْ ..
وأسْرِي .. فأسْمَعُ سِرِّي يُدَاوَلُ بين النُّجُومْ
وقد أقسَمَتْ لي بألا تبُوحَ ..
بتلك الهُمُومْ ..!
*
فإنْ كانَ حِفْظ العُهُود مُحَالاً
لماذا إذا ما اكْتَوَى البَحْرُ تَحْتَ سِيَاطِ الشموسِ وصفْعِِ السَّمُومْ
يسِرُّ بآلامِهِ للسّماءِ
فيَحْفَظُ صَدْرُ السّمَاءِ الغُيُومْ ..
وحينَ يَضِيقُ بما يَحْتَويه ..
يُعِيدُ إلى البَحْرِ أسْرَارَه في ظِلالٍ وغَيْثٍ ..
ومَسْحَةِ عَطْفٍ بكَفّ النَّسِيمْ .
...............لماذا .. وآهْ
لماذا يقُولُ بِأنّي إليْه أحَبُّ الرِّفاقْ ..
ويعْجِنُ في وجْهِهِ بَسْمَة مِنْ طَحِينِ النّفَاقْ ..
ويزعم أني إذا غبتُ عنه تشَظَّى وتاقْ ..
وخَلفِيَ .. يَدْفِنُ في مَنْ أحِبُّ ..
بُذورَ الشِّقاقْ .. !
*
فإن كانَ بَذلُ الوفاءِ عَسِيراً ..
لمَ المَوجُ وهو بِعَرْضِ البِحَارِ كمِثلِ الجِبَالْ..
يتيِّمُه ُعِشقُه للشواطِيْ ووَجْهِ الرِّمَالْ..
فيَطْوِي المُحِيطاتِ سَعْياً إليها..
ويُفْنِي قُوَاه ليَفنَى لديها..
ويغفُوَ كالطـِّفلِ بَيْن يَدَيْها..
وليسَ لغَفْوتِه مِنْ فَوَاقْ ..
فآهٍ .. على مِثلِ هَذا اللقاءِ ..
وآهٍ .. على مِثلِ هذا الفِرَاقْ !
...............تمتمة ..
لقدْ عِشُتُ عُمْراً طَويلاً قَصِيرا ..
وما زالَ عُمْري .. طويلاً قَصِيرا ..
ومما رَأيتُ ..
نُفُوساً تحِبُّ اغتيَالَ النَّشِيدْ ..
وتمقـُتُ وَجْهَ الصَّبَاحِ الوَلِيدْ ..
وليْسَتْ تُبَالِي ..
إذا ما أقامَتْ مِنَ الظُّلمِ جِسْراً إلى ما تُرِيدْ ..
نُفـُوسٌ ستجْمَعُ مَالاً وَفيْرا ..
وتَفتِنُ بالجَاهِ خَلْقاً كَثِيرا ..
وتمْحُو حُقولَ الرَّياحِينِ حتّى ..
تشِيدَ مكانَ الحقولِ قُصُورا ..
ويوم المعادْ ..
سيقضِي المهيمنُ بين العبادْ..
فيا زارعِ الخيرِ .. نِعْمَ الحَصَادْ ..!