16-05-2010, 10:41 PM
|
|
Guest
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الشرقية
المشاركات: 5,487
معدل تقييم المستوى: 0
|
|
تريد الموت؟لا تحتاج واسطة
تريد الموت؟ لا تحتاج واسطة
تأكد خالد أنه لا يحتاج واسطة أخيرا وهو يرى الأيادي تتلقف والده بكل خفة كي تذهب به بعيدا عن الحياة.
فمن لحظة إعلان وفاته والأحداث تتسارع من المغسلة للمسجد للمقبرة للدفن. كأن هناك أمرا نافذا للتخلص من والده بأسرع وقت ممكن.
ابتسم خالد وهو يقلب أحداث حياته التي حاول أن يجعلها تستمر عندما منحها كل طاقته من التزلف وكتابة المعاريض وتقبيل الرؤوس.
بعد أعوام سبعة من تسلمه لشهادته الجامعية، وبعد أن استهلك نفسه ووالده في البحث عن واسطة تمنحه ذلك الراتب الذي سيبني عليه حياته المرسومة بعناية داخل قلبه.
حصل عليها، وأخذ قرضا كي يتزوج وقرضا كي يشتري سيارة صغيرة ويستأجر شقة لم يستطع أن يؤثثها.
بعدها اكتشف أن الأربعة آلاف لا تكفي لإكمال مخطط حياته الصغير، وأن حلم الوظيفة وهم كبير لا يمكن أن ترسم عليه حياة كاملة هنا، وتأكد أنه سيقضي باقي حياته ليقوم بسداد كل ما اقترضه، وأنه لن يستطيع إسعاد زوجته كما وعدها ليلة الدخلة.
كيف يستطيع وهو كلما وقع بصره عليها تذكر كل هاتيك الأقساط؟
كان خالد يحاول جهده أن يبقي حياته متماسكة.
استرخص نفسه حتى أنه لا يجد غضاضة في أن يتسول حقه أينما كان ذلك الحق.
لكن سقوط والده رهين جلطة دماغية كانت قاصمة.
أخبره الطبيب أن هذا المستشفى العام لن يستطيع فعل شيء لوالده وأنه يحتاج إلى مستشفى يمتلك إمكانيات أفضل، مستشفى خاص أو مستشفى عام من فئة المستشفيات الخاصة التي لا تدخلها إلا بواسطة «خاصة» أيضا.
استهلك كل مخزونه من التزلف وكتابة الخطابات والاستجداء ، لكن هذه المستشفيات عصية جدا، وكان خالد يعتقد أن العلاج لن يكون رهينا لواسطة كما هو أمر حياته! لكنه كذلك، فقيمة الإنسان هنا بمقدار واسطته.
رحل والده بانتظار واسطة، وبقي خالد يتسول حياته برجاء ألا يهاجم المرض أحد أحبائه.
|
العرض الشجري
