05-08-2007, 10:54 PM
|
|
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2006
الدولة: أعيش بين صفحات ايامي
المشاركات: 6,196
معدل تقييم المستوى: 476816
|
|
@@عنوسة الرجال .. من يكسر الطوق@@
عنوسة الرجال .. من يكسر الطوق
بقلم : فريق حلوة
ثامر : 50 عاما أكمل بحثاً عن تلك التي تحبني بجنون وفي كل الفصول والمواسم فأين هي؟!!
وليد :- تطاردني مستاءة فاتنة في النوم وبكائها .. كلما فكرت في الزوج وتتوعدني بالنار!!
مضاوي : ردتني أمها قائلة : لا داعي لبهدلة بنات الناس .!!!
حديث كثيف دار حول عنوسة المرأة ولا يزال يتواصل دون توقف, غير أن عنوسة أو عزوبية الرجل بقيت بلا مناقشات حقيقية , في وقت أصبحت فيه هذه الظاهرة تستوجب التوقف عندها طويلاً لمعرفة أسبابها ، هل هي أسباب موضوعية سواءً أكانت مادية أو اجتماعية؟ أم أن الأمر لا يعدو في غالبه أن يكون هروباً بلا مبررات من استحقاقات اجتماعية تلزم كل رجل ..
دعونا نحاول أن نتلمس الظاهرة بمختلف أبعادها ومسبباتها،ونتوقف عند رأي علم الاجتماع ، وبعض الإحصائيات التي تكشف واقع العنوسة الرجالية المرير, والتي تبين أن هناك نحو المليون ونصف المليون رجل عانس بمختلف أنحاء المملكة ، وإزاء هذا الواقع ما هو الدور الذي ينتظر أن تضطلع به الجهات المعنية ، وفي تقدير كثير من المراقبين أنه لم يتم بذل الجهد الكافي لتطويق هذه الظاهرة ومنعها من التناسل والحد من مفاقمتها ومن تأثيراتها الاجتماعية والعمرية والانتاجية التي يصعب حصرها هنا .
فأصبحنا أمام جهود للعلاج تبدو فطيرة ، بل هي فقيرة وربما مبهمة أو مجهولة المصدر والهوية ، وكمثال على ذلك فقد طالعتنا بعض الإعلانات التي تدعو الباحثين عن إكمال نصف دينهم والباحثات للاتصال على رقم الجوال كذا وكذا .. فأي تراجع هذا ، وأي استهتار هذا بقيم المجتمع وعاداته وبمصير فتيانه وفتياته.. أسرارهم وأشواقهم وأمانيهم العالية للاستقرار والإنجاب والعيش تحت كنف الأسرة بل إن البعض صار يتكسب من هذه ( التجارة ) المشكلة بدعوى الإسهام في حلها على حد المثل السائر ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) من خلال تخصيص خدمة الاتصال بالرقم ( 700 ) والتي تكلف الدقيقة الواحدة منها سبعة ريالات .. فعلى كل باحث أو باحثة عن نصفه الآخر دفع من المال للوصول إلى مبتغاه ، مع ملاحظة أن الاستعجال والتسرع في الحديث مع مقدمي الخدمة بهدف دفع أموال محادثات قليلة .. ربما يؤدي إلى الحصول على زيجة أو زوجة ( متسرعة ) ... وهكذا
والدها حرمنا الزواج .
بداية يقول ( عبد العزيز .م ) لقد ظللت أحلم بفتاة أحلامي منذ سنوات طويلة وفي سبيل ذلك تحملت الكثير من العناء بهدف توفير حياة أسرية سعيدة غير أن آمالي تبخرت في الهواء بمجرد مقابلة والد العروس (تعمل معلمة ) فإذا بوالدها أصبح يضع أمامي شروطاً لا قبل لي بها ، وكلما يجد عندي استعداد لقبول اشتراطاته لا يتوانى في أن يرفع سقف مطالباته التعجيزية , ويمضي عبد العزيز قائلاً : خرجت من مجلس تلك الأسرة وأنا في حيرة من أمري ماذا أفعل؟! وكيف أتصرف؟!إزاء أمر والد العروس ،وعقب تلك المقابلة علمت من رجل كنت ألتقيه في المسجد, أن والد هذه الفتاة لا يريد لها أن تتزوج ؛ حتى لا يحرم من راتبها ؛ فقلت له ولكن أنا لا أريد راتبها ، فرد علي ونحن خارج المسجد بأن والد الفتاة رجل لا يثق أبداً في أن راتب ابنته سيصل إليه إذا تزوجت،وأكد عبد العزيز بأنه تخلى عن التفكير في الزواج تماماً،كما أنه انتقل إلى العمل في منطقة أخرى والآن قد بلغ من العمر 47 سنة دون زواج،بل ويؤكد بأن أحلامه الجميلة طالما تبخرت منذ أول محاولة فعلية للزواج ، فلن يفكر فيه مرة ثانية , خصوصا و أن معلومات توفرت لديه تفيد أن خطيبته لم تتزوج هي الأخرى.
التزاماتي تمنعني
ويرى (علي . . . . تابع
ز) 42سنة يعمل موظفاً حكومياً :أن مسألة الزواج بالنسبة له مهمة لطالما حلم بالأسرة السعيدة والأطفال الذين يملؤون أرجاء المنزل سروراً ومرحاً ، ومن أجل ذلك لابد من إحداث ترتيبات واستعدادات كبيرة من تجهيز لعش الزوجية والسيارة التي تتوافق مع واقع العريس الجديد , إلى جانب تجهيز مستلزمات الزواج كاملة . ويضيف " علي" ولأنني أتحمل أعباء أسرة كاملة تتألف من تسعة أفراد وأقوم على إعالتهم بعد وفاة الوالد, فإنني لن أستطيع في المدى القريب أن أجرؤ لأتقدم لأي أسرة للزواج , لأنني ببساطة لا أملك أياً من مقومات الزواج, بل يكفي أنني أسدد مبلغ 16 ألف ريال سنوياً لصاحب الشقة إلى جانب بقية احتياجات الأسرة المتزايدة . ويطالب علي بأن تقوم الجهات المعنية بالدولة بإجراء دراسة شاملة لواقع عزوبية الشباب قبل أن يستفحل الأمر, على أن تشمل هذه الدراسة أدق التفاصيل ومن ثم العمل على معالجتها حتى لا نموت بعزوبيتنا ..!
لن أتزوج
أما (ثامر.ف) 50سنة فواقعه مغاير , حيث إنه يتمتع بمقدرة مالية ممتازة فهو يعمل في سوق العقار ويمتلك عمارة من خمسة طوابق, إلا أنه عازف عن الزواج بحسب إفادته فهو يتحدث عن مواصفات الزوجة بصورة قد لا تتحقق في المدى المنظور, حيث يقول إنه وبخلاف المواصفات الجمالية يريدها أن تقرأ دواخله وتحس إحساسه وتعرف كيف يفكر قبل أن ينطق في أي شيء ، وأن تكمل عباراته قبل أن يكملها هو , أن تحبه بجنون في كل الفصول والمواسم وأن وأن ..الخ.
ويؤكد ثامر أنه يعرف يقيناً أن هذه المواصفات غير متوفرة وبالتالي فهو في حال إضراب مفتوح عن الزواج.
كوابيس تمنعه من الزواج
أما (وليد .ن)43 سنة فقصته غريبة هي الأخرى مع الزواج إذ يقول : نعم أعترف بأنني (عانس )،ولكن عندما تعرفون أسباب عنوستي ستجدون لي العذر ، ويروي أنه كلما ينوي إكمال نصف دينه تأتيه في الحلم فتاة حسناء وتظل تبكي لوقت طويل طالبة منه ألا يتزوج،ويتكرر هذا الأمر كلما يبدأ بالفعل في مشروع الزواج،ويضيف وعندما أبدأ الخطوات العملية يتحول الحلم إلى تهديد ووعيد بأنني لو أقدمت على الزواج سوف أحرق بالنار، عليه تخليت عن فكرة الزواج لأرتاح من هذه الكوابيس والأحلام المفزعة،التي لا أرى منها الآن إلا كل مفرح وسار،كما أنني لا أشعر مطلقا بأن هناك مشكلة كوني (أعزب).
منعوني من بنت عمي..!
وشنّ (مضاوي .غ) 38سنة هجوماً شديداً على بعض الآباء الذين تركوا الحبل علي الغارب للأمهات اللاتي أصبحن يضعن شروطاً لا يقوى الشباب على القيام بها , في ظل الدخل المحدود وارتفاع تكاليف تأسيس عش الزوجية،ويروي أنه تقدم منذ تسع سنوات لخطبة ابنة عمه وقد كانت الموافقة لخطبتها فورية , باعتبار أن الأسرة تريد مثل هذا الزواج، ومضت الترتيبات بهدوء وبتفاهم كبير، ولكن فجأة انقلبت الأمور رأساً على عقب، ويمضي مضاوي قائلا : إن كل المفاهمات الودية قد تغيرت عندما تقدم (ض.س) للزواج من شقيقة خطيبتي والتي تكبرها بسنتين،ولأن العريس كان من أصحاب المال والأعمال " بينما كان يتقاضى شخصي الضعيف راتباً محدوداً"وتغيرت كل الموازين لصالح الذي يدفع أكثر،إذ أن العريس الثري أقام زواجاً أصبح حديث المجتمع , حيث كانت جميع تجهيزاته من فئة الخمسة نجوم،علاوة عن الإهداءات التي أمطر بها العائلة والتي من بينها أفخم السيارات ..!
ويؤكد (مضاوي)أن ذلك العريس أشعر الأسرة بأن أي متقدم لخطبة إحدى بناتهم , ينبغي عليه أن يفعل مثل ذلك, فأحدث ذلك النمط من الزواج تحولاً كبيراً في تعامل خطيبتي ووالدتها معي وأصبحت لا ترد على محادثاتي الهاتفية . . . . تابع
ويشير إلى أنها ذات مرة ردت عليه بصوت ثقيل , وما لبثت أن حولت الهاتف لوالدتها والتي قالت لي حديثاً لم أكن لأتوقعه, إذ قالت وبلا أدنى خجل : إن أردت الزواج من ( ابنتنا ) فلابد أن تفعل مثلما فعل زوج شقيقتها وأضافت بحسب رواية مضاوي(إن لم يكن عندك هذه الإمكانيات فلا داعي لبهدلة بنات الناس) وحينئذٍ لم أتمالك نفسي وطلقت بالثلاث مجرد التفكير في الزواج. وأردف قائلاً : إذا منعوني بنت عمي فإلى أين أذهب ؟!!
مصطلح جديد :
إلى ذلك يقول الدكتور فهد بن محمد العبد الله أستاذ علم الاجتماع إن عنوسة الرجال هي مصطلح جديد , أطل برأسه في زمن العولمة والإنترنت ولعل أسباب ذلك تكمن في المتغيرات الكبيرة التي حدثت في السنوات الماضية والتي من أبرزها تسيّد النظرة المادية وسيطرتها على عقول الفتيات و النساء،حيث أصبحت المادة وحدها "للأسف" هي التي تحدد اكتمال الزواج أوعدمه , في القائمة الطويلة من الطلبات والتي تتجسد في المغالاة في المهور والبذخ في الأفراح , وارتفاع أثمان الأثاث وفخامة وجمال البيوت المطلوبة لعش الزوجية،إضافة إلى اضطراب المفاهيم إلى نحو واسع ،فقد أضحى المجتمع يخلط بين العادات والتقاليد ،ويشدد على أن هناك عوامل غير اقتصادية أسهمت في حالة العنوسة المعاشة الآن منها : الانفتاح الكبير الذي يحدث في وسائل الإعلام،حيث الإنترنت والقنوات الفضائية المنحلة أو"ال*****ة" فجميعها أصبحت تشكل حائط صد ضد الزواج حيث يجد فيها بعض الشباب متنفساً يزيح عنهم هامش التفكير في الزواج وهو واقع كثير من الشباب خاصة العاطلين عن العمل وهكذا تمضي السنوات لتخلف عانسين جدد من الرجال .
ويضيف الدكتور العبد الله : إذا أردنا أن نتعامل مع هذه المشكلة على بصيرة فأعتقد أنه علينا أن نبدأ بالبحث فيها على عدة مراحل ، سأذكر ثلاثة منها .. المرحلة الأولى: تتضمن خطوات هدفها تحديد أبعاد هذه المشكلة ، وهى تعريف العنوسة نفسها ، وتحديد سن عنوسة الشباب ،ثم الكشف عن معدل سن الزواج الفعلي للفتيات ، والمرحلة الثانية: تتضمن دراسة نفسية/ اجتماعية ، لعزوف الشباب عن الزواج وليس لعنوسة الفتيات فقط ، فنحن نعلم بأن قرار الزواج في يد الشاب وليس في يد الفتاة . كما تتضمن هذه المرحلة الحصول على معرفة ( نفسية / اجتماعية ) باتجاهات الشباب والآباء نحو الزواج ومفاهيمهم عن هذه المؤسسة المهمة . والخطوة الثالثة: تتضمن دراسة الأسباب الموضوعية التي تمنع من يرغب في الزواج أو تؤخره . وأعتقد أن هذه المراحل الأولية ستوفر أساسًا واضحًا لفهم المشكلة إذا تم تنفيذها بطرق عملية . ويمكن أن تنشأ منها أسئلة وإجابات أكثر وضوحا وأكثر قابلية للمواجهة وللتطبيق ، وستدل على أفضل السبل للتقليل من حجم هذه المشكلة ، ولا أقول بأنها ستقدم حلولا جذرية ، وإنما ستساعدنا على الوصول لأفضل ما يمكن من حلول . أما ترديد الحديث عن مشكلة عنوسة الفتيات فهو لا يخدم أحدا ولا يحل مشكلة ، بل إنه قد يؤدى إلى ما هو أسوأ .
منقول...
المستشاره...غـــــــيـــــــــر...
|