بقلم / فهد عطيــة
السادة رئيس وأعضاء مجلس الشورى
تحية ملطخة بمرارة البؤس وبعد :
أنا المواطن القح الموضحة هويتي بأعلاه أخاطبكم من بين أنقاض الفشل التنظيمي لمؤسساتكم الحكومية ومن عمق التخبطات الإدارية في تخطيطكم وعقم سياستكم التي لا تلد إلا إعاقات هيكليه ومخرجات لوزارات فاشلة عملياً في إدارة مدخلاتها الضخمة..ومن فشل التخطيط المستوحى من العهود القديمة والمبني على أسس لا تتناغم إطلاقاً مع واقعنا والعجز الظاهر في مواكبة المتغيرات من تلك العقول الهرمية الخرِفة التي تتسيد المواقع الحيوية في الوزارات و إدارة الحكومة لظهرها عن حاجات أبناءها.. فإنني /
وبالنظر إلى وسائل التعريف بالظروف (الجحيمية) التي نعيشها كمخرجات للأجهزة الحكومية والتتابع المأساوي لنا نتيجة لذلك الفشل الذريع في تحقيق الأهداف المرجوة. ومن واقع تعلمونه أكثر مني ولكنني أعيشه أكثر سوءاً منكم يا أصحاب الكروش الناعمة أعبر لكم عن شعوري الوطني بالإحباط التام و بخيبة ألأمل فيكم وفي مجلسكم الذي لا أحترمه. كما أنني كنت أظن فيما مضى وعن جهالة أن وجودكم يمثل المواطن ومصالحه وفي تشريع قوانين تحفظ له على الأقل كرامته و ليس أن يتناوب أعضاؤه الكذب والتلفيق فيخرج لنا صاحب عبارة إعانة العاطل عن العمل تضره وإعانة الفقير تضر الفقير .. ما هذه الكوميديا الشوريه ياسعادة العضو.. مضحك إلى حد الهستيريا حين نعلم أنك موظف الشورى وتحمل هذه العقلية.
ماذا يفيد سعادتك يا أستاذ الإقتصاد أن تفتي لنا بعدم جدوى الإعانة للشباب العاطل .. من أين لك بكل هذه العبقرية يا رجل .. عجباً لو كنت أنت ذلك الشاب أو تلك الفتاة تكدح نهارك وليلك لتبحث عن لقمة عيشك حتى حفيت قدميك ولم تجد حتى ثمن حذاءك أو بشتك الذي تترزز به هل كانت تفتقت قريحتك بالنظريات يا سيد كردي؟
لا اظنه حباً بالشباب وخوفاً عليهم من الضياع فهذا النفاق الذي تمارسه محاباة لرؤسائك لا يفيد كثيراً بل يضعفك ويكشف لنا شخصيتك الضعيفة و الهزلية وهذه الألعاب الصغيرة فلتلعبها مع أبنائك في بيتك فالكرسي والإمتيازات في المجلس الذي أنت به لا تدوم ويا فخرك !
ألا يكفي يا شعب أن ترى أمثال هؤلاء و تغسل يديك ؟
مع فوائض الأموال العامة وميزانية ضخمة جداً طرقت المائة و خمسون والمائتين مليار دولار وغيرها..وأمورٌ أخرى والعاطلون هم العاطلون ليس لهم من ألأمر شيئا سوى أن يقبعوا تحت الفقر والذل في وطنهم الذي وسع 8ملايين أجنبي وضاق بأبناءه . أيعقل هذا يا مجلس الشورى الذي أصبحت أنت فيه جزء من مشكلة تركيبية للمرحلة ؟
أيعقل أن تضخ ألأرض12مليون برميل يومياً ..! ونصف البلد لا يجدون عمل . نصف الشباب وكأنه في إحدى جزر القمر ؟
يرى هذه الحياة وهذه الرفاهية الفاحشة أمامه في كل مكان وهو يتأبط الهواء ليس له إلا التحديق في نفسه ليسأل فيما بعد عن صدق ما يراهـ . إن كان ما يزال عاقلاً .؟
تنوعت وتطورت مصادر تدفق الأموال حتى لم يعد يعرف كيف تنفق هذه الأموال ؟أهكذا جزاء الإحسان؟ أهكذا شكر النعم ؟ لم أرى كرماً وبذخا أشد من بذخ حكومتنا حين يتعلق الأمر بمساعدات لزلازل البحار وأعاصير الدول و المحيطات البعيدة وحتى الأقطاب المتجمدة حين تسمع بخبر تجدها سريعا تهبً لتفتح خزينتها ! ونحن هنا يفتك الإعصار بنا كل يوم . كل يوم نعصر ونزلزل و لا أحد .!
كل يوم ونحن نتوسدك يا قهر ؟! كل يوم ونحن في موعد مع ظلمة المستقبل المجهول في ظل مراهقة الحكومة. في حياة لم يعد بها شيئاً نستسيغه . تتقاذفنا فيها الأمواج والتيارات من يمين وشمال لتتخطفنا غداً ولن يبكي علينا أحد سوى وطن يقتله الفساد.
آه يا وطن ؟؟ كم هو موجع ذكرك بين هذه الألآم
لم تعد تحتمل هذه المعاناة ولم يعد أحد يستجيب ..لم نخرج لنطالبهم بالتوزيع العادل لعائدات البترول لا عاده الله إن كان نعمة في باطنها الفساد.
و لم نبحث عن فيلل فارهة أوأراضي تُمنح لن تراها إلا بعد أن تشيب و تتقاعد هذا إن وجدت عملاً . ولم نبحث عن قصور في عواصم الارض كما غيرنا من الوزراء و أبناءهم حين يتقاعدون وقد امتلأت حساباتهم من الفساد فما عاد يطيب لهم العيش معنا من فحش الثراء فذهبوا يبحثون عن مقامات تليق بثرواتهم .
ولم نسألهم عن السقوط المدوي في الأجور وارتفاع السلع وتدني العملة حتى أصبح الريال لايشتري لك علبة بيبسي.
لم نسألهم كما تفعل الشعوب الحرة عن كثير من الأخطاء القاتلة التي تصنعها سياستهم
كل ما أردناه حياة عادية. و معادلة عادلة .وعمل يضمن لنا عيش دون حاجه لأحد.
كل ما أردناه حياة للعاطلين المكدسين في المخازن والشوارع وأشباه البيوت ..
كل ما أردناه أن نكون أباء وأزواج صالحين . كل ما أردناه أن نعيش.؟ لا نريد أن نجبر على العمل في الإتجاه الخاطيء .لم يعد لدينا شيئاً كثيراً لنخسرهـ فالسنين تذهب سريعاً ونحن ننظرإليها كأنها سهام تخترق صدورنا فنلتفت ولا شيء خلفنا يا مجلس الشورى سوى رماد كما هو حال مجلسكم .
ماذا يضيركم في دفع إعانة على الأقل كما تفعل الدول المحترمة لأفرادها إن لم تستطيعوا بوفرة أموالنا توفير العمل ؟ لنعــــــــــــيش فقط !! ليست من جيوبكم ولا صدقة ولا نسألكم تكرماً كل هذا من بلدنا و أرضنا أنتم لستم إلا مؤتمنون عليها..
اظهروا قليلاً من الكرامة لشعبنا دعونا نحترمكم قليلاً. دعونا نشعر أنكم أحياء لستم تماثيل و دمى لا تسمع ولا ترى.
هذه رسالتي الأخيرة إليكم اسطرها من على رصيف المعاناة اليومية في بحثنا عن لقمة العيش ومن وجع الزوايا والأزقة الغائرة في قاع النسيان التي حضنتنا في ظلامنا الحالك ومن تحت حرارة الشمس ولهيبها الحارق التي تعرفنا أكثر من جدران بيوتنا .
ومن أقلام و أوراق لو قدر لها لسطرت لكم مجلدات وخلقت لكم حروفاً و أسماء جديدة لتفهموا معها معنى آخر من معاني الحياة !
لم يبقى هناك حديث يا سادة ولم يعد هناك مكان نذهب إليه إلا للأماكن المظلمة التي باتت أقرب من كل شيء .. ولن يكون هناك تصرف إلا ما يفرضه علينا واقعنا الأليم.. والوقت الضائع الذي صنعتموه لنا بدأ يصنع منا شباباً لا يرى مستقبلاً ومن لا يرى مستقبلاً تعلمون ماذا يرى ؟ وتعلمون ماذا لديه ليخسره ؟
"ولا تضغطــونا أكثر من هذا " سننفجر ! وإذا انفجرنا سأدع لكم وصيتي مع هذه الرسالة تجدونها معلقة في قلب كل من أصبح يحمل قلبه بيديه .
التوقيع/ (شاب سعودي) ,,

((منقووول)) من مدونة عاطل راحل .